Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إغلاقات كورونا في أوروبا تهدد خطط سفر عشرات الآلاف

النمسا هي أول دولة في أوروبا الغربية تعاود فرض إغلاق شامل، فيما تفكر ألمانيا بأن تحذو حذوها

تجري الشرطة في النمسا عمليات تفتيش مفاجئة للتأكد من حمل الناس جوازات اللقاح (رويترز) 

مع عودة أجزاء عدّة من أوروبا إلى فرض قيود في مواجهة عدوى "كوفيد"، نتيجة تزايد حالات الإصابة بالفيروس، باتت خطط السفر بالنسبة إلى نحو 100 ألف بريطاني حجزوا رحلاتهم في الفترة التي تسبق عيد الميلاد، موضع شك.

النمسا كانت أول دولةٍ في أوروبا الغربية تعاود فرض إغلاقٍ شامل على أراضيها، فيما تفكّر ألمانيا في أن تحذو حذوها، وسط موجةٍ رابعة "مأسَوية" للعدوى، طاولت البلاد برمّتها وتفشّت "بكامل قوتها"، كما أعلنت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل.

أما في هولندا، فأبلغ القيّمون على قطاع الصحّة يوم الخميس الفائت، عن تسجيل 23 ألف حالة إصابة جديدة بالفيروس - أي قرابة ضعف عدد الحالات التي سُجّلت في فترة ذروة تفشّي الوباء في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ووصلت في حينه إلى 13 ألفاً - وقد أدخلت البلاد في إغلاقٍ جزئي لمدة 3 أسابيع الأسبوع الماضي، حيث تقفل الحانات والمطاعم والمتاجر الأساسية أبوابها اعتباراً من الساعة الثامنة مساء.

تجدر الإشارة إلى أنه في سنةٍ عادية، يُتوقّع أن يسافر نحو 250 ألف بريطاني إلى إحدى الدول الثلاث (النمسا وألمانيا وهولندا) خلال فترة عيد الميلاد أو قبلها.

لكن مع حال الإغلاق الكامل في النمسا، ومشارفة ألمانيا على اتّخاذ خطوةٍ مماثلة، وإخضاع هولندا لقيودٍ إغلاق جزئية، وفي وقتٍ تعيش دول أوروبا الشرقية على نحوٍ متزايد وضعاً غير مستقرّ نتيجة تدنّي معدّلات تطعيم السكّان عمّا هي عليه في غرب أوروبا، ينظر كثيرٌ من المسافرين البريطانيّين في التخلّي عن خططهم للسفر أو إعادة جدولتها.

وألغيت إقامة "سوق عيد الميلاد في ميونيخ" Munich’s Christmas Market ، مرّةً أخرى هذه السنة شأن عدد من الأسواق الأخرى، في حين أن موسم التزلّج الشتوي مهدّدٌ هو الآخر بخطر الإلغاء.

رئيس "معهد روبرت كوخ" Robert Koch Institute (RKI) الألماني لمكافحة الأمراض، نبّه يوم الجمعة الفائت، إلى أن البلاد تتّجه نحو "موسم عيد ميلاد سيّء للغاية"، ما لم يتم اتّخاذ تدابير للسيطرة على الانتشار السريع لفيروس "كوفيد - 19".

وفي بريطانيا نصح علماء السلطات، بأنه لتجنّب اتّباع النهج الأوروبي لجهة فرض إغلاقٍ جديد، يتعيّن على المملكة المتّحدة أن تواصل برنامجها للتطعيم، في وقتٍ تحتاج الحكومة إلى التفكير في إعادة فرض وضع أقنعة الوقاية.

معلومٌ أن في النمسا وألمانيا وهولندا، تم تلقيح ما بين 64 و73 في المئة من الأفراد بجرعتي اللقاح، كما أفاد تقرير نشره الموقع الإلكتروني "عالمنا في البيانات" Our World in Data. أما في بريطانيا، فبلغت نسبة التطعيم 68 في المئة.

وتراهن المملكة المتّحدة على برنامجها للتطعيم بما فيه طرح الجرعات المعزّزة، لتعويض تراجع نسبة الحماية لدى الأفراد منذ تلقّيهم الجرعات الأولى، والمساعدة في تفادي الإغلاق خلال فصل الشتاء. ولا تزال دوائر رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت" تصرّ على عدم وجود في البيانات ما يستدعي العودة إلى فرض القيود.

لكن البروفيسور ديفيد ماثيوز عالم الفيروسات في "جامعة بريستول"، رأى أن الوضع في أوروبا أعاد التأكيد على "حاجتنا لمواصلة التحدّث مع الراشدين الذين قرّروا، لأيّ سببٍ من الأسباب، عدم تلقّي اللقاح" في المملكة المتحدة. واعتبر أن "التطعيم هو الطريقة الأكثر فاعلية للخروج من الجائحة، والسبيل الأفضل على الإطلاق لتجنّب فرض مزيدٍ من الإغلاقات".

ونبّه البروفيسور لورانس يونغ عالم الفيروسات في "جامعة ورويك"، إلى أنه على الرغم من أن "اللقاحات ترفع الكثير من العبء الثقيل عندما يتعلّق الأمر بإبقاء فيروس كوفيد - 19 تحت السيطرة"، فإن "التدخّلات الأخرى مطلوبة لمنع الارتفاع في أعداد حالات الإصابة بالعدوى"، مشيراً مثلاً إلى إلزامية وضع أقنعة الوقاية.

وأضاف يونغ قائلاً: "إن هذه الأمور المزعجة الصغيرة والثانوية، يمكنها مساعدتنا في الواقع خلال أشهر الشتاء إلى جانب مواصلة طرح التطعيم بالجرعات المعزّزة للقاح".

هذه التحذيرات تأتي في وقتٍ أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسّسة الأبحاث "يوغوف" YouGov، أن إلزامية حيازة جوازات اللقاح تحظى بقبول واسع في مختلف أنحاء أوروبا. ويُظهر التقرير السنوي الصادر عن "مشروع يوغوف - كمبريدج للعولمة" YouGov-Cambridge Globalism Project [دراسة تتبّع المواقف الدولية في 25 بلداً من أكبر دول العالم]، أن غالبية الأفراد الذين شملهم الاستطلاع في 10 دول أوروبية، تؤيّد اعتماد الجوازات لحضور الأحداث الكبيرة، ويعتقد عددٌ متزايد من الناس أيضاً أنه يجب أن تشمل مرتادي المقاهي والمطاعم وصالات الألعاب الرياضية.

وفي النمسا حيث تجري الشرطة أعمال تدقيق مفاجئة في جوازات اللقاح، أعلنت السلطات يوم الجمعة الفائت، أن لقاحات "كوفيد" ستصبح إلزامية اعتباراً من فبراير (شباط) المقبل.

الدكتور جوليان تانغ عالم فيروسات سريري في "جامعة ليستر"، قال إن "الدول المختلفة تحتاج للاستجابة لموجة الوباء بحسب وضعها، واستناداً إلى الطريقة التي يتفاعل من خلالها الفيروس وسط سكّانها".

وأضاف تانغ: "إن ديناميكيات الإصابة بالفيروسات تختلف بين البلدان لأن لديها ثقافات مختلفة، وأنظمة رعاية صحّية ومستويات مناعة طبيعية أو مناعة ضدّ اللقاح متفاوتة - إضافةً إلى مستويات مختلفة من المخاوف والممارسات المتعلّقة بالتباعد الاجتماعي، وبمعدّات الوقاية الشخصية، وبتغطية الوجه - وكذلك الاختبارات التشخيصية واختبارات التتبّع والعزل، والقدرة على التزام الحجر الصحّي".

وتشير أرقام موقع "آور وورلد إن داتا" (عالمنا في البيانات) Our World in Data إلى تضاعف متوسّط معدّل الإصابات بالفيروس في دول الاتّحاد الأوروبي أربع مرّات في الأسابيع الأخيرة، من ما يربو قليلاً عن 110 حالات إصابة جديدة يومياً لكل مليون شخص في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، إلى 446 يوم الخميس.

وفي هولندا، بدأت المستشفيات تؤخّر إجراء عملياتٍ جراحية لبعض مرضى السرطان والقلب، بغية توفير مساحاتٍ أكبر في وحدات العناية المركزة لمرضى "كوفيد".

في هذا الوقت، أعلنت ألمانيا عن اتّخاذ مزيدٍ من التدابير بناءً على المرحلة التي تصل فيها معدّلات دخول المستشفيات إلى عتبةٍ معيّنة. وقال وزير الصحّة ينس شبان إن الموجة الرابعة من الإصابات بالعدوى أدخلت البلاد في حال طوارئ وطنية، منبّهاً إلى أن اللقاحات وحدها لن تحدّ من عدد الإصابات. وعندما سُئل عمّا إذا كان يمكن لألمانيا أن تتفادى إغلاقاً كاملاً كما فعلت النمسا، أجاب: "إننا الآن في موقف - حتى لو تمّ اعتبار هذا بمثابة خبر تحذيري- لا يمكننا معه استبعاد أيّ شيء".

في فرنسا، أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن اعتقاده بأن المستويات العالية من التلقيح يجب أن تكون كافية لتجنّب إغلاقٍ في المستقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي المملكة المتّحدة، ما زالت الحكومة ترفض في الوقت الراهن التراجع عن استراتيجيتها المعتمدة حيال فيروس "كوفيد"، ولم تقرّر بعد منع السفر إلى القارة. وسجلت يوم الجمعة 44242 حالة إصابة، و157 حالة وفاة في مختلف أنحاء البلاد.

وفي معرض تحذير الناس من احتمال زيارتهم بؤر تفشّي وباء "كوفيد" في أوروبا، أوضح متحدّث باسم رئيس الوزراء البريطاني، أن "أهمّ شيء يمكن أن يقوم به الأفراد هو التقدّم وتلقّي التطعيم إذا لم يكن قد أقدموا على ذلك بعد. أو الحصول على الجرعة الثالثة إذا كانوا مؤهّلين لتلقّي الجرعة المعزّزة. وسنواصل من جانبنا الترويج لذلك في مختلف أنحاء البلاد".

وختم قائلاً: "إن خطتنا الموضوعة لفصلي الخريف والشتاء ستسير وفق ما هو منصوصٌ عليه. ولم يتغيّر بالتالي أيّ شيء منذ أن قمنا بنشر تلك الوثيقة".

© The Independent

المزيد من صحة