Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أرشيف سينمائي تألق بعد التأميم الناصري وأتلفته الحرب اللبنانية

فيلم "بين هياكل ستوديو بعلبك" تعرضه منصة "أفلامنا" مع أعمال نادرة

من فيلم "بين هياكل ستوديو بعلبك" (الخدمة الإعلامية للفيلم)

يتتبع الفيلم الوثائقي "بين هياكل ستوديو بعلبك" بدايات السينما اللبنانية وتألقها خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عبر تسليطه الضوء على أنقاض أحد المواقع المهمة في تاريخ السينما اللبنانية، وهو استوديو بعلبك. تأسس استوديو بعلبك عام 1956 وسرعان ما أصبح واحداً من أبرز دور الإنتاج في العالم العربي خلال حقبة الستينيات، حين استقطب عدداً كبيراً من الكفاءات والنجوم بعد تأميم الرئيس المصري جمال عبد الناصر لكثير من مؤسسات الإنتاج السينمائي والفني.

بين هياكل هذا الاستوديو الواقع في منطقة سن الفيل شرق بيروت، تدور قصة هذا الفيلم الذي تزيد مدته على الأربعين دقيقة. تظهر أطلال المبنى في بداية الفيلم كمكان خالٍ تماماً من الحياة، بأبواب مفتوحة، ونوافذ محطمة، وحديقة تحتلها النباتات البرية وأشجار البلوط... قبل أن يخوض السرد البصري عبر اللقطات الأرشيفية واللقاءات في تتبع تاريخ هذا المبنى وتلمس المحطات الرئيسة التي مر بها، حتى أفول نجمه في النهاية وضياع جزء كبير من أرشيفه في خضم الحرب الأهلية اللبنانية.

ثروة مبددة

على الرغم من وقوع استوديو بعلبك ضحية لهذه الحرب، إلا أن ما تبقى من أرشيفه كان يُعدّ ثروة حقيقية من المواد المسموعة والمرئية، أرشيف يضم تسجيلات صوتية وأفلاماً لا تزال تحتفظ بشهرتها عبر العالم العربي، وتمتد أماكن إنتاجها من أربيل إلى عمان ومن دمشق إلى القاهرة. يظهر الفيلم كيف تسبب إهمال السلطات اللبنانية لهذا الكنز، في نمو العفن داخل أجزاء من الأرشيف في المستودعات الرطبة الكائنة تحت الأرض التي حفظته عبر السنين.

عُرض الفيلم ضمن المختارات الرسمية في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2018، وهو إنتاج لبناني ألماني مشترك ومن إخراج سيسكا، وهو مخرج لبناني شاب من مواليد عام 1984 يعيش ويعمل حالياً بين بيروت وبرلين، وهو حاصل على ماجستير الفنون الجميلة، ودرس صناعة الأفلام في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة. في أعماله المتعددة الوسائط، يهتم المخرج اللبناني بالتراث الثقافي اللبناني والعربي والعلاقة المتضاربة بين الحقوق الفردية وواجبات الدولة، مع التأكيد على الفجوات الاجتماعية والسياسية بين الشخصي والجماعي.

"بين هياكل ستوديو بعلبك"، هو واحد ضمن مجموعة أفلام أخرى تتيحها حالياً للعرض منصة "أفلامنا" التابعة لمؤسسة المورد الثقافي حتى نهاية هذا الشهر. تُعرض هذه الأفلام ضمن برنامج تحت عنوان "ما لا نحب أن نراه هو دائماً بداخلنا" . يضم البرنامج مجموعة مختارة من الأفلام الحاصلة على منح إنتاجية من مؤسسة المورد الثقافي خلال الأعوام العشرة الأخيرة.

أفلام وصور

يسعى البرنامج إلى تقديم مجموعة مختلفة من الأفلام التي تحاول الهروب من الصور السائدة لمواضيعها، ومراجعة ذلك السائد عبر اقتراح أفلام تسائل الصور التي عادة لا نريد أن نراها. صور تضع العنف والسلام في نقاش، وأخرى تهرب من ثنائية اليوتوبيا والديستوبيا كمصير جمالي محتوم. نجد أيضاً صور الخرافة والجنون وعدم اللياقة النفسية والعصبية، التي هي نتاج العنف المؤسسي والاجتماعي في التكوين والتنشئة.

هي صور لا نريد أن نراها، ولا تقدم أجوبة بقدر ما تطرح من أسئلة، صور تتجاوز المعالجة النمطية للسرد البصري عبر الكاميرا، وتطرح أبجديات جديدة لصناعة المحتوى تتسق مع المتغيرات التي لحقت بصناعة الصورة وتعاطينا معها.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بين الأفلام المعروضة يأتي فيلم "كومبوس مينتيس" للفنان المصري محمد شوقي حسن، وهو جزء من مجموعة فيديوهات تتنقّل بين الجنون والسيطرة. يتلمّس الفيديو الجنون والخرافة المستترين في الحياة اليومية وطرق احتواء اللاعقلاني في طقوس محددة زمنياً ومكانياً، تتعلق بها الأعراف الاجتماعية مؤقتاً ولكنها على المدى الطويل تدعمها بشدة. عُرض هذا الفيلم ضمن معرض نظمته مؤسسة الصورة المعاصرة في القاهرة قبل أعوام تحت عنوان "مُزمن.. عن التعب النفسي كحالة عامة".

يضم برنامج العروض أيضاً تسجيلاً لجلسة حوارية بعنوان "عن الشعب الغائب وعنف التمثيل الحاضر.. جدل الصورة والبصري". تعالج الجلسة موضوع الصورة السينمائية في المنطقة العربية خلال عشرة أعوام. شارك في هذه الجلسة الحوارية كل من إنصاف ماشطة، وهي ناقدة سينمائية من تونس، وحسام هلالي، وهو كاتب ومسرحي من السودان، وكذلك المخرج وكاتب السيناريو شريف زهيري من مصر.

تضم قائمة الأفلام كذلك فيلم "كما في السماء" للمخرجة اللبنانية سارة فرنسيس، و"ورد مسموم" للمصري أحمد فوزي صالح، و"حياة مباشرة" للتونسي إسماعيل، وفيلم "300 ميل" للمخرج السوري عروة المقداد.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة