Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإمارات تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان

تأتي الأزمة في الوقت الذي تعول فيه لبنان على دول خليجية بدعمها المالي لإخراجها من أسوأ أزمة اقتصادية

مبنى السفارة الإماراتية في بيروت ( غيتي)

لا تزال ردود الفعل الخليجية تجاه تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن "الحرب في اليمن" مستمرة بعد أن دعت الإمارات اليوم الأحد مواطنيها المتواجدين في لبنان إلى المغادرة "في أقرب وقت"، وذلك غداة قرارها سحب دبلوماسييها.

وقالت الخارجية الإماراتية في بيان على موقعها إنه، "نظراً للأحداث الراهنة" فإنها تدعو "جميع مواطنيها المتواجدين في لبنان إلى ضرورة العودة إلى دولة الإمارات في أقرب وقت".

وأشارت إلى أنها اتخذت "كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل عودة مواطنيها من لبنان"، مؤكدة على جاهزيتها "لتسخير الإمكانات كافة لمساعدة أي مواطن موجود في لبنان.. للعودة إلى دولة الإمارات".

وكانت السعودية قد استدعت الجمعة سفيرها لدى بيروت، وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض. كما قررت وقف كل الواردات اللبنانية إليها بسبب تصريحات الوزير اللبناني الذي وصف حربها ضد الحوثيين بـ"العبثية".

وبدا أن الدول المتجاورة على مياه الخليج العربي متضامنة تجاه الأزمة التي بدأت نيران خلافاتها بالتصاعد، ذلك بعد أن قررت البحرين أيضاً القيام بالمثل، ثم لحقت بهما الكويت، السبت، قبل أن تقرر الإمارات عقب ذلك سحب دبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، ودعوتهم مساء اليوم لمغادرة البلد الغارق في أزمات السياسة والاقتصاد.

كما أعربت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها، عن "استغرابها الشديد واستنكارها للتصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الإعلام في بالجمهورية اللبنانية"، معتبرةً أن موقفه "غير مسؤول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية على حد سواء"، داعيةً الحكومة اللبنانية إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد، وبشكل عاجل وحاسم لتهدئة الأوضاع وللمسارعة في رأب الصدع بين الأشقاء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بيان سعودي يوضح خلفية القرار

وكانت الحكومة السعودية قد ذكرت في بيان صدر في وقت سابق، أن تصريحات قرداحي تضاف إلى "عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها لوقف تصدير آفة المخدرات من خلال الصادرات اللبنانية، لا سيما في ظل سيطرة "حزب الله" الإرهابي على جميع المنافذ، وكذلك عدم اتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم، وعدم التعاون في تسليم المطلوبين إليها، بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي".

وأشار البيان السعودي إلى أن الإجراءات الأخيرة باستدعاء سفير الرياض لدى لبنان ووقف الواردات اللبنانية ليست رداً على تصريح وزير الإعلام اللبناني فقط، وإنما تعود لسلسلة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين"، إضافة إلى عدم اتخاذ لبنان الإجراءات التي طالبت بها الرياض لوقف تصدير المخدرات من لبنان، من خلال الصادرات اللبنانية، وهو ما أكده وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، السبت، بقوله إن "الأزمة مع لبنان ترجع أصولها إلى التكوين السياسي اللبناني الذي يعزز هيمنة جماعة "حزب الله" المسلحة المدعومة من إيران، ويتسبب في استمرار عدم الاستقرار".

الشرارة الأولى

بالعودة لحديث قرداحي، فقد بدأت الشرارة الأولى للأزمة بعد مقابلة تلفزيونية تم بثها الاثنين الماضي على قناة قطرية، وأجريت بحسب تبريراته قبل توليه حقيبة الإعلام في حكومة نجيب ميقاتي، وقال في رده على سؤال يتعلق بالحرب الدائرة في اليمن، بأنها حرب "عبثية". وقال إن المتمردين الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات.

والأحد قال قرداحي لقناة "الجديد" المحلية، وفق ما نقلت على موقعها الإلكتروني، إن "استقالتي من الحكومة غير واردة"، من دون أن ترد أي تفاصيل إضافية.

من جهتها، أعربت الحكومة اللبنانية عن "رفضها" تصريحات قرداحي، مشيرة إلى أنه "لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً"، لكن الوزير رفض التراجع عنها.

وتأتي الأزمة الدبلوماسية فيما تعمل الحكومة اللبنانية على إعادة ترتيب علاقاتها السياسية مع دول الخليج، خصوصاً السعودية، وتعول على دعمها المالي في المرحلة المقبلة للإسهام في إخراج البلاد من أسوأ أزماتها الاقتصادية.

وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتوراً منذ سنوات، على خلفية تزايد دور "حزب الله"، الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران، خصمها الإقليمي الأبرز، وتأخذ على المسؤولين اللبنانيين عدم تصديهم للحزب. وكانت السعودية قبل تراجع دورها من أبرز داعمي لبنان سياسياً ومالياً.

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف عسكري بقيادة السعودية، ويضم البحرين والإمارات ودولاً أخرى، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم كثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة. وأكدت الأمم المتحدة مراراً أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً، فيما تتهم منظمات حقوقية أطراف النزاع كافة بارتكاب "جرائم حرب".

المزيد من الأخبار