Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخرطوم تنهض على شلل تام بسبب العصيان

المتظاهرون أغلقوا الشوارع بالمتاريس في تصعيد على قرارات "البرهان" وأزمات الخبز والمحروقات تظهر مجددا

نهض سكان العاصمة المثلثة في السودان (الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان) الأحد، على إغلاق كامل للطرقات والشوارع والجسور والكباري، التي تربط بين المدن الثلاث، ما يؤكد التزام الشارع السوداني تنفيذ العصيان العام والإضراب السياسي بنسبة تجاوزت 95 في المئة، اعتراضاً على قرارات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بإعلانه، الاثنين المواق 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء، وتعطيل عدد من مواد الوثيقة الدستورية.

في وقت بدأت تتزايد الأزمات في السلع، بخاصة المحروقات والخبز، حيث عادت الصفوف من جديد إلى محطات الوقود والمخابز بعد اختفائها لأكثر من ستة أشهر، ومن المتوقع حدوث أزمة في السيولة النقدية بسبب توقف المصارف عن العمل تنفيذاً للإضراب والعصيان العام.  بينما خلت الشوارع من قوات الجيش والأمن والدعم السريع، وحصر تمركزها في مداخل الجسور والكباري والمواقع العسكرية والاستراتيجية في العاصمة.

وكان المحتجون على قرارات البرهان، وضعوا، ليل أمس عقب انتهاء مليونية (الردة مستحيلة)، المتاريس (الأحجار الضخمة) على الشوارع الرئيسة والفرعية في كل أحياء العاصمة دون استثناء لمنع حركة سير السيارات وعرقلة الحياة العامة ودولاب العمل الحكومي، لإنجاح الإضراب السياسي والعصيان الشامل الذي أعلنت عنه كافة الاتحادات والنقابات والتنظيمات المهنية والعمالية لواجهة ومقاومة ما سمته بالانقلاب العسكري.

طوارئ المستشفيات

ووفقاً لنقيب أطباء السودان أحمد عبدالله الشيخ، "فإن الأطباء التزموا تنفيذ العصيان العام، وتم الاتفاق مع المستشفيات الحكومية والخاصة باستقبال الحالات الطارئة والجرحى، وأن الوضع سيستمر في هذا الاتجاه لحين التوصل إلى اتفاق سياسي يوافق عليه الجميع، يكون أساسه مدنية الدولة، بعيداً من هيمنة وتغول العسكريين في السلطة". مؤكداً "عدم تعرضهم لأي ضغوط من أي جهة كانت لرفع العصيان ومواصلة العمل".

وأوضح، "أن فرق الأطباء التي تعمل في المستشفيات حالياً لتغطية الحالات الطارئة يتم تحديدها حسب حاجة كل مستشفى، وأن عمليات التنسيق مع بقية الاتحادات والنقابات الأخرى جارية، ويتم التشاور لما يتم اتخاذه من آليات وبرامج تصعيدية"، منوهاً "أن العصيان يشمل أيضاً مدن البلاد في الأقاليم المختلفة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار إلى أنه حسب إحصاءاتهم، "فإن عدد القتلى في المسيرة المليونية أمس، بلغ ثلاثة أشخاص نتيجة الإصابة برصاص مطاطي، إضافة إلى 21 مصاباً بجروح مختلفة في العاصمة الخرطوم، دون حدوث وفيات وإصابات في الأقاليم". منوهاً إلى "أن مستشفى السلاح الطبي التابع للجيش السوداني أبعد الأطباء المدنيين من ممارسة أي نوع من العمليات الطبية".

دستور جديد

وأكدت عضو المكتب السياسي لتجمع الصيادلة السودانيين سماهر المبارك، "تنفيذ الصيادلة قرار العصيان العام بنسبة تزيد على 95 في المئة، ما عدا صيدليات الطوارئ في المستشفيات، حيث كان هناك التزام وتجاوب كبيرين من قبل أصحابها، مما جعل العصيان ناجحاً، وهو موقف ليس مستغرباً عن الصيادلة الذين كانوا داعمين ومشاركين بقوة في ثورة ديسمبر (كانون الأول)". موضحة "أنه بالنسبة إلى الحالات المرضية التي تحتاج إلى الدواء، هناك تنسيق جار بين أصحاب الصيدليات ولجان المقاومة في الأحياء لتوفير احتياجاتهم من الأدوية المطلوبة".

ولفتت إلى "أن تجمع الصيادلة جزء من الأجسام المكونة لتجمع المهنيين السودانيين القائد الفعلي لحراك ثورة ديسمبر، حيث ينسق الجميع عمليات الحراك والمقاومة لمواجهة أي خطر يهدد الثورة وشعاراتها واستقرار البلاد سياسياً". مشيرة إلى "أن التجمع متهيئ لكل التطورات والمواقف التي يمكن أن تحدث، وسيواصل في خطوات مقاومة الانقلاب العسكري حتى يتم الاتفاق على وضع دستوري جديد يؤطر السلطة المدنية". 

خطوات تصعيدية

في السياق، أشار مسؤول الخدمات والتغيير في حي اركويت في الخرطوم ناصر عبد القادر، إلى "أن توجيهات لجان المقاومة تعتمد على عدة استراتيجيات وخطط وتهدف جميعها إلى المساعدة في تنفيذ الإضراب السياسي والعصيان العام، بوضع العراقيل أمام حركة سير السيارات، بإغلاق كل المخارج والمداخل للأحياء بوضع المتاريس (الأحجار) في كل الشوارع، رئيسة كانت أم فرعية، لإحداث شلل تام، وهو ما تم بالفعل منذ ليل أمس، وستكون هناك خطوات تصعيدية تأتي تباعاً حسب التطورات على أرض الواقع".

واضاف عبد القادر، "أن الشعب السوداني متفهم تماماً لكل إجراءات التصعيد الثوري، على الرغم من أنها تعرقل مصالحه، لكن يدرك أن عدم مقاومة هذا الانقلاب والتصدي له سيدخل البلاد في دوامة التخلف والدمار، ما يجعل الوطن في يد حفنة من المفسدين كما كان الوضع في عهد الرئيس السابق عمر البشير، بالتالي فإن الخلاص من هذا الانقلاب أصبح واجباً وطنياً". منوهاً إلى "أن وسائل المقاومة التي كانت متبعة أيام الثورة سيتم اتباعها كالمواكب الليلية لإشعال الحماس وسط الشباب وتشجيعهم على المشاركة في المسيرات المليونية التي ستتوالى أسبوعياً لحين تراجع البرهان عن قراراته التسلطية، فضلاً عن الندوات والمخاطبات الجماهيرية داخل الأحياء".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات