Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ممثل الأمم المتحدة في السودان يلتقي حمدوك وجوبا تتوسط للتوصل إلى حل

مئات الآلاف من المتظاهرين في شوارع الخرطوم طالبوا بالحكم المدني والجيش تحت المراقبة

بحث ممثل الأمم المتحدة الخاص بالسودان فولكر بيريتس، اليوم الأحد 31 أكتوبر (تشرين الأول)، مع رئيس الوزراء السوداني المعزول عبد الله حمدوك خيارات الوساطة وسبل المضي قدماً في السودان.
وقال بيريتس في تغريدة، إن حمدوك "بصحة جيدة لكنه لا يزال قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته".
 

 

 

وفد جوبا
 

في موازاة ذلك، وصل الخرطوم، ظهر الأحد، وفد من جنوب السودان برئاسة تلوت قلواك مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية، ووزير الخارجية والتعاون الدولي مايك إيدنغ، للتوسط في الأزمة السودانية. 
وأشار مصدر في وفد الوساطة لـ"اندبندنت عربية"، إلى أن الوفد جاء بتوجيه من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، للتوسط بين أطراف الأزمة السودانية لإحداث تقارب بين وجهات النظر المختلفة، على أمل إيجاد حلول توافقية وإنهاء حالة الاحتقان التي أدت إلى الاحتجاجات في الشارع، مبيناً أن "الوفد سيبدأ خلال اليوم بلقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ومن ثم لقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إضافة إلى القوى السياسية من مكونات قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية الموقعة لاتفاقية السلام". 
ولفت المصدر إلى أن الوفد سيمضي عدة أيام في الخرطوم حتى يتوصل إلى اتفاق وحل يعيد الأوضاع السياسية إلى مجراها الطبيعي، معرباً عن تفاؤله بأن "تجد المقترحات التي سيقدمها وفد جنوب السودان لحل هذه الأزمة، قبولاً من الأطراف المعنية". 
يُذكر أن جوبا قادت وساطة بين الأطراف السودانية توجت بتوقيع اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، بعد مفاوضات تركزت على خمسة مسارات تشمل مسار دارفور (غرب)، ومسار ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق)، ومسار شرقي السودان، ومسار شمال السودان، ومسار وسط السودان. 

 

"الردة مستحيلة"

وكان آلاف السودانيين نزلوا إلى الشوارع بعد ظهر السبت، 30 أكتوبر (تشرين الأول)، للمطالبة بحكومة مدنية وبـ"إسقاط حكم العسكر" بعد ستة أيام من انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين في المؤسسات السياسية لمرحلة انتقالية كان يفترض أن تتيح للسودان التحول إلى الديمقراطية عام 2023 بعد 30 عاماً من حكم عمر البشير.

وعلى الرغم من القمع الدامي للاحتجاجات على مدى الأيام الخمسة الأخيرة، هتف المتظاهرون في جميع أحياء العاصمة السودانية "المدنية خيارنا". ورددوا مجدداً العديد من شعارات انتفاضتهم التي أسقطت البشير في أبريل 2019، مثل "حرية، سلام، عدالة" و"ثوار، أحرار حنكمل المشوار"، فيما كان بعضهم يرفع صور رئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك الذي وضع قيد الإقامة الجبرية في منزله بالخرطوم.

وفيما أعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان مقتل ثلاثة متظاهرين في التظاهرات التي عمت العاصمة الخرطوم بعد تعرضهم لرصاص حي من قبل "قوات المجلس العسكري الانقلابي"، نقل التلفزيون السوداني نفي الشرطة لإطلاق النار على المتظاهرين وتأكيدها في المقابل أن أحد افرادها تعرض لطلق ناري.

ويراقب العالم رد فعل العسكريين على هذه التظاهرات، التي وعد منظموها بأن تكون "مليونية". وتعالت الأصوات عشية الاحتجاجات، محذرة السلطات العسكرية من استخدام العنف ضد المتظاهرين. والشعار الأساس لهذه التظاهرات هو "الردة مستحيلة"، تأكيداً لرفض العودة إلى حكم عسكري مماثل لنظام البشير.

وصباح السبت، كانت خطوط الهواتف مقطوعة في الخرطوم مع إمكان الاتصال من الخارج فقط بالهواتف السودانية. كذلك، كانت شبكة الإنترنت مقطوعة. وانتشرت قوات الأمن بكثافة في شوارع الخرطوم صباح وأغلقت الجسور المقامة على النيل التي تربط مناطق العاصمة ببعضها. وأقامت قوات الأمن أيضاً نقاط مراقبة في الشوارع الرئيسة حيث تقوم بتفتيش عشوائي للمارة والسيارات.

وكان البرهان حلّ الإثنين كل مؤسسات الحكم في البلاد واعتقل معظم المسؤولين المدنيين، بمن فيهم رئيس الوزراء، ليستأثر العسكريون بالسلطة، وفور إطاحة المدنيين دخل السودانيون في "عصيان مدني" وأقاموا متاريس في الشوارع لشل الحركة في البلاد.

وفي مواجهتهم، انهمر الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع، ما أسفر عن سقوط 11 قتيلاً بين المتظاهرين، لكن الناشطين مصرّون على الرغم من كل شيء على أن تكون "المواكب" سلمية.

دولياً، حضّت الولايات المتحدة الجيش السوداني على عدم قمع تظاهرات السبت، وقال مسؤول أميركي كبير لصحافيين، "نحن قلقون فعلاً حيال ما سيحصل غداً"، مضيفاً، "سيكون الأمر اختباراً فعلياً لنيات العسكريين".

كما حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجيش السوداني على "ضبط النفس" خلال التظاهرات، وحذرت منظمة العفو الدولية "القادة العسكريين من الحسابات الخاطئة"، مؤكدة أن "العالم يتابعهم ولن يسمح بمزيد من الدماء".

وناشد الموفد البريطاني للسودان وجنوب السودان روبرت فيرواذر، قوات الأمن السودانية "احترام حق وحرية" المتظاهرين في التعبير عن أنفسهم. وكتب في تغريدة أن "التظاهر السلمي حق ديمقراطي أساسي وستتحمل أجهزة الأمن وقادتها المسؤولية عن أي عنف تجاه المتظاهرين".

وفي وقت سابق الخميس، طالب مجلس الأمن الدولي في بيان صدر بإجماع أعضائه، العسكريين في السودان بـ"عودة حكومة انتقالية يديرها مدنيون"، مبدياً "قلقه البالغ حيال الاستيلاء العسكري على السلطة".

ولا يزال العدد الأكبر من القادة المدنيين معتقلاً منذ خمسة أيام أو قيد الإقامة الجبرية.

إليكم تغطيتنا للتطورات عندما حدثت.

 

 

المزيد من العالم العربي