أشادت الحكومة بخطتها التي طال انتظارها والمعنية بالتوصل إلى انبعاثات كربونية صفرية صافية بحلول عام 2050 باعتبارها رائدة ومتقدمة عالمياً. وقال بوريس جونسون: "تشكل استراتيجيتنا مثالاً تحتذيه البلدان الأخرى في إعادة بناء نفسها في شكل أكثر اخضراراً أيضاً في حين نقود الحملة نحو الصفر الصافي العالمي".
لكن الحكومة واجهت رد فعل عنيفاً – على رغم استثنائها إجراءات غير مستساغة كفرض ضريبة على استخدام الطرق وحظر شامل على تركيب غلايات الغاز الجديدة بدءاً بعام 2035 يُصنَّف الآن بأنه "طموح". وقد تعود الحكومة إلى النظر في الفكرتين.
واستعد السيد جونسون لقول الناشطين البيئيين بأن الخطة افتقرت إلى التفصيل واعتمدت بإفراط على استثمارات من القطاع الخاص تصل إلى 90 مليار جنيه إسترليني (124 مليار دولار أميركي) بحلول عام 2030 ولم يقصر الناشطون البيئيون في التعبير عن هذا الرأي. وفي حين رحبت بعض المجموعات بالاستراتيجية باعتبارها خطوة مهمة إلى الأمام، وصفتها منظمة "أصدقاء الأرض" بأنها "مشوبة بالفجوات والاستثناءات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن السيد جونسون ربما أمل بتفادي النيران غير الصديقة التي تلقاها من ريتشي سوناك. فوزير المالية لم يكن من بين الشخصيات الـ14 التي أصدرت مواقف مؤيدة في البيان الصحافي الحكومي ذي الصلة. والأسوأ أنه استقطب عناوين رئيسية سلبية بأن أصدر مستنداً باسم وزارة المالية يحذر من أن الضرورة قد تدعو إلى زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق العام لتسديد تكاليف الانتقال إلى الصفر الصافي. وتناقض ذلك مع إعلان السيد جونسون المتفائل كالعادة بـ"أننا سنعيد بناء بلادنا في شكل أكثر اخضراراً من دون أن يلوح التقشف في الأفق".
واستقطبت الحكومة بالفعل بعضاً من العناوين الإخبارية الإيجابية حول خطتها القاضية بإعطاء أصحاب المنازل منحاً بخمسة آلاف جنيه لتمويل إحلال مضخات حرارية محل غلايات الغاز. لكن رد الفعل في "اليوم التالي" كان أقل إيجابية لأن الإعانة البالغة 450 مليون جنيه ستمول 90 ألف دفعة خلال ثلاث سنوات – وهذا أقل بكثير من الـ600 ألف مضخة حرارية التي تستهدف الحكومة تركيبها سنوياً بدءاً بعام 2028.
ولم يفلح التخفيف من وطأة بعض من المقترحات غير الشعبية في منع حصول رد فعل سلبي من قبل "مجموعة مراقبة الصفر الصافي" المؤلفة من نواب محافظين يتوقعون أن تثير تكاليف التحول التي سيتحملها الأفراد رد فعل عنيف من الناخبين. وقال رئيس المجموعة، كرايغ ماكينلاي، لمحطة "إل بي سي" الإذاعية: "لا أعتقد بأن هذه السياسة محافظة تماماً حين يُطلَب من ناخبينا أن يتحملوا مزيداً من البرد والفقر".
وعلى رغم أن معارك مع نوابه المحافظين تنتظره، تتمثل الأولوية المباشرة للسيد جونسون في إقناع البلدان الأخرى بالتوقيع على التزامات مماثلة خلال القمة المناخية المعروفة باسم مؤتمر الأطراف الـ26 والتي ستستضيفها غلاسكو بدءاً من 31 أكتوبر (تشرين الأول). فمن دون خطته، كان ليدخل إلى المؤتمر بقليل من المصداقية.
© The Independent