Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حمدوك يعقد اجتماعا وزاريا طارئا لبحث الأزمة السياسية

حشد تظاهرات في العاصمة السودانية لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بتولي العسكريين السلطة وحدهم

يعقد رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، اجتماعاً وزارياً طارئاً، الاثنين، لبحث الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السودانية (سونا).

وكان حمدوك قد أعلن، الجمعة، أنه "وضع خريطة طريق مع الأطراف السياسية لإنهاء الأزمة"، مشدداً على أن "خفض التصعيد والحوار هما الطريق الوحيد للخروج من الأزمة".

وشدد رئيس الوزراء السوداني على أن سلطات بلاده لن تتهاون أمام "محاولات إجهاض الفترة الانتقالية عبر الانقلابات أو التخريب"، لافتاً إلى أنه اجتمع مع كل الأطراف في الفترة الماضية بغرض معالجة الخلافات.

في الأثناء، واصل مئات السودانيين اعتصامهم، الأحد، لليوم الثاني في الخرطوم مع استعدادهم لتمضية ليلة أخرى في الخيام التي نصبوها أمام القصر الرئاسي للمطالبة بتولي العسكريين السلطة وحدهم.

ويزيد ذلك من تعقيد الأزمة السياسية التي وصفها حمدوك بأنها "الأسوأ والأخطر" منذ سقوط عمر البشير.

وقال المتحدث باسم المحتجين والمنشقين عن تحالف الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير، علي عسكوري، لوكالة الصحافة الفرنسية، "الاعتصام مستمر، ولن يتم رفعه إلا بحل الحكومة، ونقصد بذلك إقالة الوزراء من دون رئيس الوزراء".

وأضاف، "طلبنا من مجلس السيادة بخطاب رسمي وقف التعامل معهم".

وكان المتظاهرون قد توافدوا، السبت، تجاه القصر الجمهوري، مقر السلطة الانتقالية، هاتفين، "جيش واحد شعب واحد"، ومطالبين بـ"حكومة عسكرية" لإخراج السودان، أحد أفقر بلدان العالم، من أزمتيه السياسية والاقتصادية.

وخرج المتظاهرون تلبية لنداء فصيل منشق عن تجمع الحرية والتغيير يضم المدنيين، والذي يحاول مع العسكريين أن يقود السودان إلى أول انتخابات حرة بعد 30 عاماً من الديكتاتورية.

الدعوة لتظاهرة مضادة

وقال المتحدث باسم الحرية والتغيير (المجموعة التي تدعو لنقل السلطة بالكامل إلى المدنيين)، جعفر حسن، "ما يحدث هو جزء من سيناريو الانقلاب وقطع الطريق على التحول الديمقراطي، وهي محاولة لصناعة اعتصام ويشارك في ذلك أنصار النظام السابق".

ويثير الإعلان عن مواصلة الاعتصام مخاوف من حصول توتر، إذ دعا تجمع الحرية والتغيير إلى "تظاهرة مليونية" في الخرطوم الخميس للمطالبة بتولي المدنيين السلطة كاملة. ويسعى هؤلاء إلى إظهار ثقلهم في الشارع، وقال حسن إن الهدف من "هذه التظاهرة المليونية هو أن يرى العالم موقف الشعب السوداني".

إقالة الحكومة

وأمام القصر الرئاسي، الذي بات مقر السلطة الانتقالية، هتف المتظاهرون، "الجيش، الجيش يجيب العيش".

ورفع المتظاهر يحيى محيي الدين لافتة تطالب بـ"إقالة الحكومة"، التي تتولى السلطة بالمشاركة مع الجيش منذ إسقاط عمر البشير في عام 2019.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال محيي الدين، "نحتاج إلى حكومة تضم كل القوى الثورية" في وقت تصاعدت فيه الخلافات بين أطراف المشهد السياسي في السودان.

وأكد يوسف بريمه حسن (62 عاماً) أن مطلب المعتصمين هو "أن تذهب هذه الحكومة التي لم تستطع تلبية مطالب الشعب في الحياة أو الصحة".

ويعاني السودان تضخماً بلغ أكثر من 400 في المئة. واتخذت الحكومة إجراءات تقشفية في إطار برنامج للإصلاح الاقتصادي والمالي وضعته بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.

 

انقسامات عميقة

وتأتي هذه التطورات بعد قرابة شهر من الإعلان عن إحباط محاولة انقلابية في السودان، وفيما يستمر إغلاق ميناء بورتسوان الرئيسي الواقع على البحر الأحمر.

وأقر حمدوك، مساء الجمعة، في خطاب إلى الأمة، بـ"انقسامات عميقة وسط المدنيين وبين المدنيين والعسكريين"، مؤكداً أن "الصراع ليس بين المدنيين والعسكريين، بل هو بين معسكر الانتقال المدني الديمقراطي ومعسكر الانقلاب على الثورة".

واعتبر حمدوك أن السودان يمر "بأسوأ وأخطر أزمة" تواجهه منذ إسقاط البشير، مشدداً على أنها "تهدد بلادنا كلها، وتنذر بشرر مستطير".

لا استقرار

وطوّقت قوات الأمن كل المحاور الرئيسة في الخرطوم، حيث كانت سيارات نصف نقل تجلب طوال بعد الظهر أفواجاً من المتظاهرين جاؤوا من مختلف الولايات السودانية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سونا). وكان بعضهم يهتف، "جيش واحد، شعب واحد".

وأشار محيي الدين، البالغ الخمسين من عمره، إلى "عدم وجود أي استقرار"، مؤكداً أن "تكاليف المعيشة مرتفعة للغاية".

ويؤكد خصوم متظاهري السبت أن تحركهم نُظّم بإيعاز من أعضاء في قيادة الجيش وقوات الأمن، وأن أنصار النظام السابق كانوا بين المتظاهرين.

ويفترض أن تقوم السلطة الانتقالية المكونة من مدنيين وعسكريين بإدارة البلاد إلى حين تنظيم انتخابات عامة في عام 2023.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار