Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كل نقطة يخسرها بايدن هي مكسب لترمب

نسبة تأييد الرئيس الجمهوري السابق ترتفع مقابل تدني تأييد الرئيس الحالي

يستغل ترمب أخطاء غريمه بايدن في مسعاه للعودة في الانتخابات القادمة (غيتي)

من انسحاب مروع في أفغانستان وصدع في جدار العلاقات الأميركية – الفرنسية إلى تعثر التصويت على خطة البنية التحتية، يعيش الرئيس الأميركي جو بايدن أسابيع سيئة، على أثر انتكاسات عدة شهدتها إدارته على صعيد بعض سياساتها الداخلية والخارجية، انعكست على شعبيته الآخذة في الانخفاض، في مقابل تقييمات إيجابية على مستوى التأييد حظي بها سلفه في البيت الأبيض دونالد ترمب.

تدني شعبية بايدن

آخر الاستطلاعات التي أعلنت عنها جامعة "كوينيبياك"، أظهرت تدني نسبة تأييد بايدن إلى 38 في المئة، مما يمثل تراجعاً ملحوظاً في شعبيته مقارنة بنسبة تأييد بلغت 42 في المئة قبل ثلاثة أسابيع، ونسبة 50 في المئة في منتصف فبراير (شباط) الماضي كانت هي الأعلى منذ توليه منصبه.

وأفاد تيم مالوي، محلل استطلاعات رأي بـ"كوينيبياك"، بأن شعبية الرئيس الأميركي استمرت في الانخفاض إلى مستوى غير مسبوق، مشيراً إلى عوامل منها اهتزاز الثقة به، والشكوك حول قدراته القيادية وكفاءته العامة. إلا أنه وعلى الرغم من أن الاستطلاع الأخير الذي يظهر تدنياً في شعبية بايدن، فإن تحليلاً لاستطلاعات رأي مختلفة، أجرته مؤسسة "فايف ثيرتي ايت" البحثية، أظهر أن نسبة تأييد الرئيس الديمقراطي لا تزال عند 44 في المئة.

ووفقاً لجامعة "كوينيبياك"، فإن بايدن يحافظ على شعبية كبيرة بين الديمقراطيين تعكسها نسبة 80 في المئة منهم ممن يدعمون سياساته، إلا أن شعبيته في المقابل تضاءلت بين الجمهوريين والناخبين المستقلين، الذين يشكلون الجزء الأكبر من العينة، فهناك نحو 32 في المئة فقط يؤيدون سياساته كرئيس، إضافة إلى أربعة في المئة من الجمهوريين.

وأظهر الاستطلاع استياء المشاركين من الطريقة التي تعامل بها بايدن مع الانسحاب من أفغانستان، إذ اعتبر 28 في المئة فقط الانسحاب قراراً صائباً، كما انتقدت قراراته بشأن الجيش والضرائب والسياسة الخارجية والهجرة والحدود المكسيكية. ولم يغب فيروس كورونا، إذ قال نحو نصف الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يوافقون على استجابته للوباء، فيما عارض 55 في المئة سياساته الاقتصادية.

تأييد ترمب يزداد

وأظهر استطلاع رأي آخر أجرته وكالة "أسوشييتد برس" بالتعاون مع مركز "نورك" للأبحاث، موافقة 50 في المئة فقط من الأميركيين على أداء بايدن مقابل 49 في المائة من الذين يعارضون أداءه في البيت الأبيض، وذلك بعيد الانسحاب من أفغانستان وأزمة الحدود، فضلاً عن التهديد المستمر المتمثل في فيروس كورونا ومتحوراته سريعة التفشي.

واعتبر 34 في المئة من الأميركيين فقط بأن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، بانخفاض بلغ النصف مقارنة بأرقام الأشهر الأولى من رئاسة بايدن، إذ يشعر بعض أنصار ترمب وفق "أسوشييتد برس" بأن بايدن يضر بالبلاد من خلال السعي لتوسيع دور الحكومة، وطريقة إدارته مشاكل الحدود الجنوبية.

وتأتي الاستطلاعات التي تظهر انحدار شعبية بايدن إلى أدنى مستوياتها منذ إطاحته دونالد ترمب، بعد أسبوعين تقريباً من استطلاع أظهر ارتفاعاً في نسبة تأييد الرئيس الجمهوري السابق بين الناخبين وتجاوزه بايدن، وذلك بعد ثمانية أشهر فقط من انتقال السلطة، وهو تحول ملحوظ يعزى إلى الأزمات الداخلية والخارجية التي تشهدها البلاد، وفق صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفاد استطلاع أجرته جامعة هارفارد بالتعاون مع مؤسسة "هاريس" لاستطلاعات الرأي، بأن ترمب حصل على تقييم إيجابي بنسبة 48 في المئة مقارنة بنسبة 46 في المئة لبايدن، وهي نتيجة تعكس استياء الناخبين الأميركيين من الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وارتفاع أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وتدفق المهاجرين إلى الحدود المكسيكية، فضلاً عن المأزق الذي تواجهه الإدارة الأميركية وسط تعثر خططها الطموحة في الكونغرس.

أزمة "البنية التحتية"

ويواجه بايدن أحد أكبر تحديات إدارته الداخلية بينما تزداد حدة الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي حيال خطته للبنى التحتية، إذ تراجعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، الخميس الماضي، عن تصويت كان مقرراً لإقرار الخطة التريليونية، بعد الفشل في الحصول على الدعم الكافي من مشرعي حزبها، في مؤشر واضح على الانقسامات الداخلية العميقة التي تتهدد مشاريع الرئيس بايدن.

وكانت بيلوسي قد وعدت بطرح الخطة للتصويت في مجلس النواب بعد تمريرها في مجلس الشيوخ بدعم من الحزبين، وسط سعي الجناح الديمقراطي المعتدل إلى تحقيق نصر سهل لبايدن لخطة قد تكون إحدى أكبر حزم الإنفاق في التاريخ. إلا أن التقدميين من الحزب تعهدوا بتعطيل إقرار الخطة لعدم حصولهم على التزام واضح بخطة إنفاق اجتماعية أكبر تبلغ 3.5 تريليون دولار.

وفي سياق متصل، حض الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطاب ألقاه في مركز للتدريب المهني في مدينة هاول بولاية ميشيغن الثلاثاء الماضي، الكونغرس على إقرار مشروعيه الاستثماريين الضخمين للإنفاق الاجتماعي والبنى التحتية العالقين في الكابيتول، محذراً معرقليهما من أنهم سيتحملون المسؤولية عن "انحدار" الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الديمقراطي إن "مشاريع القوانين هذه لا تتعلق بيسار ضد يمين أو بوسطية ضد تقدمية أو بأي شيء يحرض الأميركيين بعضهم ضد بعض. هذه القوانين تتعلق بالتنافسية في مواجهة القنوع، إنها تتعلق بخلق الفرص بدلاً من رفضها، بأن نقود العالم أو أن نشاهد العالم وهو يتجاوزنا"، وأضاف "منافسونا لا ينتظرون"، مشيراً على وجه الخصوص إلى الصين التي "باتت تنتج في شهر فولاذاً أكثر مما تنتجه أميركا في سنة"، والتي باتت تتصدر المنافسة في مجال تطوير السيارات الكهربائية.

ويرى بايدن بأن بلاده تباطأت على مستوى البحث والتطوير في حين أنفقت الصين على بنيتها التحتية نسبة من اقتصادها تعادل تقريباً ثلاثة أضعاف النسبة التي أنفقتها الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الإحصاءات تظهر أن مستوى التعليم والبنى التحتية تراجع كثيراً بالمقارنة مع المستوى في الدول المتقدمة الأخرى.

 بغضون ذلك، أظهر استطلاع جامعة كوينيبياك أن 62 في المئة من الأميركيين يؤيدون مشروع بايدن للاستثمار في البنى التحتية مقارنة بنسبة 65 في المئة في أغسطس (آب).

وعن الخلاف بين الديمقراطيين، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي "لقد أحرز الكثير من التقدم هذا الأسبوع، ونحن أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق، لكننا لم نتوصل إليه بعد، ولذا فإننا نحتاج إلى مزيد من الوقت لإنجاز المهمة".

ومشروعا القانونين اللذان يحاول بايدن إقناع الكونغرس بإقرارهما يتضمنان ضخ تريليونات الدولارات للاستثمار في البنية التحتية والإنفاق الاجتماعي، إلا أن إقرار القانونين اصطدم بخلاف في الكونغرس بين حلفاء بايدن الديمقراطيين، إذ يدفع الأعضاء الأكثر يسارية من أجل إقرار النصين في وقت واحد، في حين يريد الأعضاء الأكثر اعتدالاً أن يتم التصويت أولاً على مشروع قانون البنية التحتية، الذي يحظى بتأييد أكبر كونه ينص على استثمارات في مشاريع منتجة، وأن يأخذوا مزيداً من الوقت لدراسة وإقرار حزمة الإنفاق الاجتماعي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير