Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جنرال بريطاني يرى أن بلاده تواجه خطرين من المتطرفين والدول الاستبدادية

يذهب إلى أن عودة "طالبان" يمنح الجماعات الإسلامية المتطرفة ثقة أكبر بالنفس

جنرال بريطاني ينبّه إلى أن سيطرة "طالبان" على أفغانستان عززت كفة التنظيمات المتطرفة (غيتي)

تواجه بريطانيا شبحين توأمين [طيفي مخاطر]، يتمثل أحدهما بفظائع يرتكبها إسلاميون متطرفون، اكتسبوا في الآونة الأخيرة دفعاً جديداً إثر انتصار حركة "طالبان"، ويتمثل الثاني بدول معادية تسعى إلى قمع الحريات بدرجة لم نشهدها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وفق ما حذر ضابط كبير في الجيش البريطاني.

وجاءت سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان كي تمنح الجماعات الإسلامية [المتطرفة] في جميع أنحاء العالم ثقة أكبر بالنفس، وذاك، وفق ما ذكر الجنرال السير باتريك ساندرز، ما يفضي إلى رفع احتمالات الهجمات الإرهابية، كما يعزز كفة الإسلام السياسي.

في الوقت عينه، تابع الجنرال ساندرز قائلاً، فإن الأنظمة الاستبدادية، في بلدان مثل روسيا والصين، تسعى إلى تقويض وتحدي النظام العالمي المستند إلى القوانين الدولية، وذلك عبر انتهاجها استراتيجيات لها نفس أثر ما يعرف في الأزمنة الحديثة بالـ "بليتزكريغ" (الحرب الخاطفة).

وقال الجنرال ساندرز، رئيس القيادة الاستراتيجية [في الجيش البريطاني]، إن "النتائج التي (سبق و) تحققت في أفغانستان لم تمثل ما كنا نسعى إليه" إلا أننا "حققنا فارقاً عندما تواجدنا هناك". أما الحاجة الآن، تابع قائلاً، فهي أن نقوم بالتكيف مع ما حصل، ونتصرف على هذا الأساس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى هذا، ذكر الجنرال ساندرز الذي كان يتحدث خلال مؤتمر لـ "دي أس إي آي" DSEI  (تجهيزات الأمن والدفاع الدولية) في لندن، إنه كان من الضروري التركيز على التهديدات التي تواجهها بريطانيا في مرحلة تزداد خطورة وغموضاً. وقال في هذا الصدد "الأخطار لا تتراجع". لا بل إن واقع الأمن في الحقيقة بات أكثر خطورة اليوم مما كان عليه قبل سنتين". أردف "إننا نواجه الآن شبحين توأمين، يتمثل الأول بشبح الجهاديين الإرهابيين وقد اكتسبوا دفعاً جديداً، ويتمثل الثاني بأمر لم نره منذ عقد الثلاثينيات – "حرباً خاطفة" متصاعدة تشنها الأنظمة الاستبدادية التي تحتفي بقمع الحريات السياسية والفردية وتعتبره طريقة أفضل للحكم. وتتقاطع هذه الأيديولوجية مع الاعتبارات الجغرافية- السياسية، كما تؤدي إلى تنافس بين القوى الكبرى، وذلك تزامناً مع قيام الأنظمة الاستبدادية المذكورة في تقويض النظام العالمي وإبطاله، وتبني استراتيجيات جريئة مجازفة لا تأبه بالمخاطر".

تابع الجنرال ساندرز: "ما يجمع هذه الأنظمة – ولنذكرها بالاسم: روسيا والصين – هما أمران". الأول، وفق ساندرز، يتمثل بدافع لتحقيق نصر من دون قتال، عبر اعتماد الحرب السياسية. أما الثاني فهو رغبة في توسعة الصراع ليشمل الفضاء [الخارجي] والعالم السيبراني.

وفي هذا السياق، تقوم القوى المعادية [الأنظمة الاستبدادية]، وفق الجنرال ساندرز، باتباع "مقاربة للتحديث تسعى من خلالها لاستغلال تكنولوجيات عصر المعلومات استغلالاً مخرباً، وعطف ذلك على أفكار لعمليات وحملات يمكنها الانتصار بها، لها نفس تأثير الـ بليتزكريغ. وذاك لا يقل أبداً عن سباق إلى التفوق [إحراز تقدم وأفضلية] في تحديد تكنولوجيات المستقبل". أكمل ساندرز قائلاً "ضمن استراتيجية صنع في الصين 2025 قامت الصين بصراحة ومن دون مواربة بالإعلان عن طموحها في الهيمنة على آفاق تلك التكنولوجيات". وذاك يشمل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة المتقدمة، وتقنيات الكمية، ومجال الـ "روبوتات" (الإنسان الآلي)، والأنظمة الذاتية [المستقلة] وتكنولوجيات تجارية للفضاء، إلى جانب أجيال جديدة من وسائط الاتصالات المحمولة.

كذلك أشار الجنرال ساندرز إلى أن "جيش التحرير الشعبي الصيني خلص إلى أن مركز الثقل في العمليات العسكرية انتقل من فكرة حشد القوى (العسكرية) إلى فكرة أنظمة المعلومات. إذ إنهم يتطلعون إلى الهيمنة على نظام المواجهة بين الأنظمة، وإلى ابتكار مفهوم عمليات جديد: عمليات عابرة النطاقات، وحشود ذات استقلالية، وهجمات دقيقة تنزل شللاً دائماً [بالعدو]".

وخلص الجنرال ساندرز إلى أنه على المملكة المتحدة اتخاذ موقف متقدم لمواجهة التحديات. فقال "لنقم بتكثيف الضغط. علينا أن نكون مستعدين لتنفيذ "ضربة ناعمة دقيقة". وذاك أحياناً يمكن أن يعلن عنه؛ من أجل الردع. وأحياناً لا يعلن". أردف "قد نود استهداف الحملات الإعلامية المعادية، كما قمنا في السابق، أو تعطيل -أو حتى تحييد [القضاء على] – أنظمة عسكرية، مثل سلسلة إمداد. بيد أن هذه الأنشطة تتطلب، كما يفترض، سنوات من التخطيط، لذا علينا التفكير مسبقاً [و] أن نضمن إدراج ذلك في حملات مستمرة". كما ذكر ساندرز أن الفشل في مواجهة هجمات التكنولوجيا الجديدة التي يقوم بها الأعداء ستكون له عواقب. فقال "المخاطر جلية: إنها تتمثل بنسق متكرر لتصرف قوة عظمى ترى أن من مصلحتها توسيع قوتها، وشرهها يزداد كلما أكلت، فيما يسهم ميلها لتحمل المخاطرات في زيادة احتمال التصعيد والهفوات، إلا إذا جرى تحدي هذا [التصدي لـ] التصرف واحتوائه". ختم الجنرال ساندرز "سنجد أنفسنا في عالم يفعل القوي به ما يمكنه فعله، والضعيف يكابد ما عليه مكابدته".

© The Independent

المزيد من دوليات