Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتصال بايدن وماكرون يهدئ غضب فرنسا ويعيد سفيرها إلى واشنطن

الرئيسان يتفقان على إطلاق تشاورات معمقة لتعزيز الثقة وجونسون يدعو باريس إلى "تمالك نفسها" بعد أزمة الغواصات الأسترالية

يلتقي الرئيسان الأميركي جو بادين والفرنسي إيمانويل ماكرون في نهاية أكتوبر 2021 (أ ف ب)

في بيان مشترك عقب مكالمة هاتفية بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن لبحث أزمة الغواصات الأسترالية، الأربعاء 22 سبتمبر (أيلول) الحالي، توافق الزعيمان على أن إجراء "مشاورات مفتوحة بين الحلفاء كان من شأنه تفادي" الأزمة الناجمة عن غضب باريس من فسخ كانبيرا عقداً ضخماً لشراء غواصات فرنسية، على إثر إبرامها شراكة استراتيجية مع اشنطن ولندن.

وأورد بيان الإليزيه والبيت الأبيض أن "بايدن أبلغ (ماكرون) التزامه الدائم في هذا الصدد"، مضيفاً أن الرئيسين اللذين سيلتقيان "في أوروبا نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)"، "قررا إطلاق عملية تشاور معمق تهدف إلى تأمين الظروف التي تضمن الثقة".

وذكر مكتب الرئيس الفرنسي أن الولايات المتحدة تعهدت أيضاً بزيادة دعمها لمهمات مكافحة الإرهاب التي تقودها دول أوروبية في منطقة الساحل في أفريقيا.

كما اعتبر بايدن أنه "من الضروري أن يكون الدفاع الأوروبي أقوى وأكثر كفاءة" للمساهمة في الأمن عبر المحيط الأطلسي وإكمال "دور الحلف الأطلسي". وذكر البيان المشترك أن الولايات المتحدة "تؤكد مجدداً أن التزام فرنسا والاتحاد الأوروبي في منطقة المحيطين الهندي والهادي له أهمية استراتيجية".

وقال البيان إن السفير الفرنسي سيعود إلى واشنطن الأسبوع المقبل "لبدء عمل مكثف مع كبار المسؤولين الأميركيين".

وكانت باريس استدعت سفيرها في الولايات المتحدة، في خطوة غير مسبوقة تجاه حليفها التاريخي، وكذلك سفيرها في أستراليا، تعبيراً عن غضبها مما وصفته بـ"خيانة" الغواصات.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، للصحافيين إن مكالمة بايدن الهاتفية مع ماكرون استمرت 30 دقيقة وكانت ودية.

جونسون يدعو فرنسا إلى "تمالك نفسها"

في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء، فرنسا إلى الهدوء. وقال متحدثاً إلى وسائل إعلام بريطانية خلال زيارة إلى واشنطن، "أعتقد أن الوقت حان لبعض أعز أصدقائنا في العالم ليتمالكوا أنفسهم بشأن هذه المسألة برمّتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف معلقاً على التحالف الاستراتيجي الثلاثي المعروف باسم "أوكوس"، أنه "بشكل أساسي تقدم كبير من أجل الأمن العالمي. إنهم ثلاثة حلفاء يتقاسمون فعلاً القيم ذاتها، يرصون الصفوف وينشئون شراكة جديدة لتقاسم التكنولوجيا".

وكانت أولى نتائج الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين واشنطن ولندن وكانبيرا والرامية إلى التصدي لنفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي، فسخ عقد وقّعته فرنسا مع أستراليا لتزويدها بغواصات ذات دفع تقليدي. وعوضاً عن ذلك، ستشتري هذه الأخيرة غواصات أميركية ذات دفع نووي.

وقال جونسون إن الشراكة "ليست حصرية، ولا تحاول إقصاء أي كان. لا تهدف إلى التصدي لـ الصين على سبيل المثال، بل تهدف إلى تكثيف الروابط والصداقة بين ثلاث دول بشكل سيكون مفيداً برأيي لكل ما نؤمن به".

مصافحة بين بلينكن ولودريان

وفي بداية اجتماع وزاري مخصص لليبيا في الأمم المتحدة، الأربعاء، تصافح وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والفرنسي جان-إيف لودريان، في أول اتصال بين المسؤولين منذ نشوب أزمة الغواصات الأسترالية.

وقال مصدر فرنسي إنهما "تبادلا التحية" وتصافحا، "وكان ذلك طبيعياً"، مشيراً إلى أن الاتصال تم خلال استقبال المشاركين في هذا الاجتماع من قبل وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا، الذين تولّوا تنظيمه، وأضاف المصدر نفسه لوكالة الصحافة الفرنسية، "لم يكُن هناك انفراد" بينهما، مشيراً إلى أنه من الممكن تنظيم لقاء ثنائي بين الرجلين قريباً، ولكن ليس الأربعاء، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ومن المقرر أن يشارك الوزيران، إضافة إلى هذا الاجتماع حول ليبيا، نهاية اليوم في جلسة وزارية غير رسمية تضم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن.

وفشل بلينكن منذ بداية الأسبوع في لقاء نظيره الفرنسي، على غرار وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة ليز تروس، بحسب مصادر دبلوماسية.

"تعزيز الثقة" مع واشنطن

الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قال من جهته الأربعاء في مستهل لقاء مع بلينكن، إن على بروكسل وواشنطن العمل بهدف "تعزيز الثقة" ضمن شراكتهما بعد الأزمة مع باريس.

وقال بوريل، "يمكننا تعزيز الثقة بيننا"، لافتاً إلى "أسبوع بالغ الاضطراب" في أروقة الأمم المتحدة التي بدأت اجتماعات جمعيتها العامة الثلاثاء.

وأضاف أنه سيتشاور مع وزير الخارجية الأميركي "بعد الاتصال الهاتفي"، قائلاً "أنا على يقين بأننا سنعمل معاً".

وزير الخارجية الأميركي أعلن من جهته أن الشريكين يعملان أصلاً في شكل وثيق "في العالم أجمع، ويشمل ذلك طبعاً أفغانستان ومنطقة الهند-المحيط الهادي وأوروبا".

المزيد من دوليات