Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تبرم معاهدة "أوكوس" مع أستراليا وواشنطن كي تلجم اندفاعة الصين

جونسون يرى الدول الثلاث منفصلة في الجغرافيا لكنها تتشارك المصالح والقيم نفسها

شكل بوريس جونسون جزءاً من مفاجأة استراتيجية بصفقة الغواصات النووية مع أستراليا (أ ف ب)

دخلت بريطانيا في معاهدة أمنية مع الولايات المتحدة وأستراليا تستهدف مجابهة الصين، وتشمل بناء أسطول من الغواصات التي تسير بالطاقة النووية ومشاريع واسعة النطاق في مجال الحرب السيبرانية والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية Quantum Computing.

واستطراداً، يصر مسؤولون بريطانيون بارزون على أن التحالف الجديد لا يستهدف أي بلد محدد، بل يأتي في مواجهة مواقف عدوانية متزايدة من الصين، إضافة إلى امتلاكه هدفاً معلناً يتمثل في حماية "النظام الدولي المستند إلى القواعد" الذي تواجه بكين اتهامات متكررة بمخالفته.

ويتضمن البرنامج الأول لتحالف "أوكوس" AUKUS بناء أسطول من الغواصات المزودة بالطاقة النووية لمصلحة القوات البحرية الأسترالية، على أن تؤدي شركات أميركية وبريطانية دوراً في عملية التصنيع.

وتُوصَف المعاهدة بأنها من أهم الاتفاقات من نوعها خلال عقود. وأعلن عنها في واشنطن ولندن وكانبيرا [عاصمة أستراليا]، الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسا الوزراء [البريطاني والأسترالي] بوريس جونسون وسكوت موريسون الأربعاء الماضي.

وفي ذلك الصدد، ذكر السيد جونسون "أن المملكة المتحدة وأستراليا والولايات المتحدة بلدان حليفة بطبيعتها. وقد نكون منفصلين جغرافياً لكن مصالحنا وقيمنا مشتركة. وسيقربنا تحالف "أوكوس" من بعضنا بعضاً أكثر من أي وقت مضى، وسيُنشئ شراكة دفاعية، وسيعزز الوظائف والازدهار. وستتزايد حيوية تلك الشراكة في الدفاع عن مصالحنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، واستطراداً، في حماية شعبنا في بلادنا".

وفي التفاصيل، ستعمل الخطة البحرية للتحالف على ترقية أسطول أستراليا من الغواصات العاملة بالكهرباء والديزل، كي تعمل بالطاقة النووية، لكنها ستظل ممتثلة، بحسب ما يصر أعضاء التحالف الثلاثي، إلى التزامات كانبيرا في معاهدات الحد من انتشار الأسلحة النووية.

ووفق الإعلان، تلتزم أستراليا "أعلى المعايير الخاصة بالضمانات والشفافية والتحقق والمحاسبة بهدف ضمان عدم انتشار المواد والتكنولوجيا النووية وسلامتها وأمنها".

وتذكيراً، صدرت المبادرة المتعلقة ببناء الأسطول عن الحكومة الأسترالية في فبراير (شباط) 2021. وستستغرق المرحلة الأولية من البرنامج 18 شهراً، ومن المتوقع أن يشارك في البرنامج عدد من الشركات البريطانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحاضراً، يقتصر تشغيل الغواصات العاملة بالطاقة النووية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ على الصين والهند. وتُعد الهند حليفاً لأستراليا ويُجري البلدان بانتظام تدريبات عسكرية وبحرية مشتركة.

وبالاستعادة، فقد تزايد التوتر في العلاقات بين أستراليا والصين بعدما دعت كانبيرا إلى إجراء تحقيق مستقل في مصادر جائحة فيروس كورونا وانتقدت القمع الذي تمارسه بكين في هونغ كونغ وتعاملها مع الإيغور في مقاطعة "شينجيانغ"، إلى جانب موقفها العدواني في شأن المياه الإقليمية.

وكذلك ردت الصين على تلك المواقف بفرض قيود عقابية على الواردات الأسترالية. وفي سياق متصل، تواجه مجموعات قرصنة مرتبطة مع بكين اتهامات بتنفيذ هجمات سيبرانية عبر الإنترنت على عدد من الأهداف في أستراليا، تشمل بنية تحتية وخدمات حكومية ومؤسسات تربوية في البلاد.

وفي سياق متصل، حصلت مواجهات بين سلاحي البحرية في البلدين في أوقات عدة، بما في ذلك العام الماضي حين كانت خمس سفن حربية أسترالية في طريقها إلى تدريبات مع الولايات المتحدة قرب جزر "هاواي".

وفي الإطار نفسه، نفذ عدد من البلدان رحلات بحرية هدفها إثبات حق الإبحار في بحر الصين الجنوبي. وقد شمل ذلك رحلة نهضت بها أخيراً قوة ضاربة بحرية بريطانية بقيادة حاملة الطائرات "الملكة إليزابيث". وكثيراً ما اتهم الصينيون البلدان المعنية بالاستفزاز، وحذروا من عواقب في حال غامرت هذه البلدان بالدخول إلى المياه التي يزعمون أنها مياههم.

وإذ أعلن التحالف "الشراكة الدفاعية والأمنية [التي] ستحمي مصالحنا المشتركة في المحيطين الهندي والهادئ وتدافع عنها"، أفاد بأن "المنطقة في قلب تنافس جيوساسي متزايد وتضم نقاطاً ساخنة متعددة تشمل الخلافات الحدودية غير المحلولة إلى انتشار الأسلحة النووية وسوء الحسابات. إنها جبهة لتحديات أمنية جديدة تشمل المجال السيبراني".

وفي نفس مشابه، شددت رئاسة الوزراء البريطانية على المنافع المالية المحتملة لبريطانيا، وأفادت بأنه "منذ أكثر من 60 سنة، تبني المملكة المتحدة غواصات عالمية المستوى تعمل بالطاقة النووية، وتشغلها أيضاً.  بالتالي، سنحمل خبرة وتجربة عميقتين إلى المشروع من خلال العمل الذي تؤديه شركات كـ"رولز رويس" قرب "ديربي" و"بي إيه إي سيستمز" في "بارو".

وخلصت رئاسة الوزراء البريطاني إلى أن "عمليات تصميم الغواصات وبناءها ستُنشىء مئات الوظائف العالية المهارة علمياً وهندسياً في مختلف أرجاء المملكة المتحدة، وسترفع مستوى الاستثمار في عدد من قطاعاتنا الأكثر اعتماداً على التكنولوجيا الفائقة".

 

© The Independent

المزيد من دوليات