Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فوز غافين نيوسوم لا يخفي وجود ميل مقلق لدى ناخبين أصولهم من أميركا اللاتينية

الحزب الديمقراطي يخسر أصواتهم ببطء وقد يصبحون مشكلة في انتخابات 2022 و2024

نجا غافين نيوسوم من حملة الحزب الجمهوري التي سعت إلى إزاحته من منصب حاكم ولاية كاليفورنيا (أسوشيتدبرس)

حملة الحزب الجمهوري التي استمرت أشهراً، وكلفت نوبات غضب كثيرة، وسعت إلى إزاحة غافين نيوسوم من منصبه كحاكم لولاية كاليفورنيا، انتهت بسيطرة كاسحة للديمقراطيين على الولاية بعد هزيمة مهينة (للجمهوريين)، وفق ما توقعه الجميع تماماً.

وقد كلف الحزب الجمهوري الذي يتمسك بسياسات مالية محافظة ويحض على حكومة محدودة الصلاحيات، ولاية كاليفورنيا 276 مليون دولار أميركي، إضافة إلى إضاعة وقت الجميع. وفق ما كتبت في مطلع الأسبوع، لقد أضر الناخبون الجمهوريون في الولاية بأنفسهم عبر دعم مرشح غير مؤهل للفوز، هو لاري إلدير المذيع لأحد البرامج الحوارية الإذاعية بدلاً من تأييد مرشح لديه فرصه أفضل بالفوز كعمدة مدينة سانت دييغو كيفين فولكنير. ولو حدث ذلك لأعطى نيوسوم منافساً حقيقياً في المواجهة الانتخابية، بدلاً من منافس لم يكلفه سوى مجرد عناء الدفاع عن سيرة إنجازاته.

وفي المقابل، خلف النتيجة التي أتت لمصلحة نيوسوم، تشير الوقائع إلى أن الديمقراطيين لم ينجحوا في إصلاح مشاكلهم القديمة مع الناخبين أصولهم من دول أميركا اللاتينية [يشار إليهم اصطلاحاً باسم "لاتينوس" Latinos، ويتحدثون الإسبانية ويتحدرون من كوبا والمكسيك وبورتريكو وأميركا الوسطى والجنوبية]، ما قد يثير مشاكل للحزب الديمقراطي في المستقبل هنا.

بحسب استطلاعات الرأي، صوت 58 في المئة من الـ"لاتينوس" ضد محاولة إطاحة الحاكم الديمقراطي نيوسوم، وتقدر تلك النسبة بربع مجموع الناخبين. يشكل ذلك بالطبع غالبية، لكنها أقل من تلك التي بلغت 64 في المئة وأتاحت فوز نيوسوم حينما انتخب حاكماً للمرة الأولى في 2018.

واستطراداً، تبدو تفاصيل الأرقام صادمة بشكل أكبر عند الأخذ في الاعتبار التقسيم الجندري. ففيما دعمت 62 في المئة من النساء الـ"لاتينوس" بقاء نيوسوم، لم يصوت لمصلحته سوى 53 في المئة من الرجال الـ"لاتينوس". ويشكل ذلك تراجعاً بثماني نقاط من الـ61 في المئة التي سجلت لدى الرجال الـ"لاتينوس" ممن صوتوا لمصلحة نيوسوم في 2018.

وفي السياق نفسه، لو كان جمهوريو كاليفورنيا أكثر تنظيماً وركزوا بشكل أفضل على قضايا كالوظائف والاقتصاد وإنفاذ القانون، لاقتنع الرجال الـ"لاتينوس" وحولوا أصواتهم (لمصلحة الجمهوريين) في كاليفورنيا، على غرار ما فعلوا في ولايات أخرى.

واستطراداً، فمن شأن ذلك إكمال النهج الذي ساد في انتخابات 2020 الرئاسية، حين خسر الديمقراطيون دعم المقترعين الـ"لاتينوس" على المستويات كافة. وآنذاك، تركز تراجع شعبية الحزب الديمقراطي بين الـ"لاتينوس"، خصوصاً في وادي "ريو غراندي" [على الحدود مع المكسيك] في تكساس وجنوب فلوريدا، حيث تتمركز الجاليتان الفنزويلية والكوبية الكبيرتين اللتان تعارضان أي شيء له علاقة ولو بسيطة بالاشتراكية، مع الإشارة إلى أن ترمب والجمهوريون كسبوا في أوساط الـ"لاتينوس" على المستويات كافة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى النحو نفسه جاء حال جاليات الـ"لاتينوس" في أرجاء البلاد بما فيها منطقة "لاتينو إمبيريال كاونتي" على الحدود مع المكسيك، حيث دعم 61 في المئة من الناخبين جو بايدن في الانتخابات الأخيرة، لكنها أيضاً شكلت المناطق التي كسب فيها دونالد ترمب 17 نقطة إضافية في انتخابات 2020. وقد شكل ذلك الرقم الهامش نفسه الذي صوت لمصلحة إطاحة نيوسوم.

وعلى نحو مماثل، ألاحظ هذا التوجه في المناطق التي أمضيت فيها شبابي. فقد أظهر توزيع مفصل أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن أجزاءً من "تشينو هيلز" البلدة التي ترعرت فيها وتضم نسباً متساوية من البيض المتحدرين من أصول إسبانية وغير إسبانية، ونحو 46.7 في المئة من الحائزين على تعليم بمستوى الشهادة الجامعية الأولى أو أكثر. وفي تلك البلدة، انتقلت أصوات الناخبين لمصلحة الديمقراطيين بنحو 36 نقطة بين عامين 2016 و2020.

وعلى نحو مغاير، تحديداً في المنطقة المجاورة لـ"تشينو هيلز"، حيث تقع المدينة التي تعتبر مسقط رأس عائلتي من جانب أمي، وهي مكونة مما نسبته 51 في المئة من البيض من أصول إسبانية أو "لاتينوس"، فيما لا تزيد نسبة الحائزين على شهادة جامعية أو أكثر بين سكانها، عن الـ23 في المئة. ففيما بقيت غالبيتها ديمقراطية، بدلت شرائح منها رأيها فدعمت دونالد ترمب، وقد تراوح معدل التبدل بين 10 وعشرين نقطة.

في المقابل، ثمة بالطبع حدود لما يمكننا استنتاجه من نتائج استطلاعات الرأي. ولا بد من الإشارة إلى غياب معطيات تفصل اتجاهات الناخبين من الأعراق غير البيضاء وفقاً لمستويات تعليمهم، فيما تعتبر مستويات التعليم مؤشراً مهماً في اتجاهات تصويت الأشخاص. وقد صوتت غالبية الرجال والنساء من البيض المفتقدين إلى التعليم الجامعي ضد إطاحة الحاكم نيوسوم. وكذلك مثلت خانة "غير البيض" مجرد فئة يندرج فيها "ناخبون ملونون من دون شهادة جامعية"، ما لا يظهر كيفية تصويت الـ"لاتينوس" (خصوصاً أن كثيراً من الـ"لاتينوس" لا يعرفون أنفسهم بأنهم من الملونين).

إضافة إلى ذلك، وفي ولاية غالبية ناخبيها من الديمقراطيين ككاليفورنيا، ولا يشكل الجمهوريون سوى نحو ربع الناخبين المسجلين فيها، ثمة مجال واسع كي يتزايد عدد الجمهوريين، بالتالي قد يكون من الحكمة للديمقراطيين الأخذ بالتحذيرات قبل موعد أي سباق حاسم مقبل.

© The Independent

المزيد من تقارير