صوت سكان كاليفورنيا بأغلبية ساحقة، الثلاثاء 14 سبتمبر (أيلول)، لمصلحة إبقاء حاكمهم الديمقراطي غافين نيوسوم في منصبه، رافضين محاولة جمهورية لعزله عبر استفتاء خاص مدفوع بإلزامية وضع الكمامات وعمليات الإغلاق التي فرضت لمكافحة "كوفيد-19".
ونجا نيوسوم بسهولة من تصويت على الثقة كان من الممكن أن يؤدي إلى استبداله بجمهوري بدعم أقلية في واحدة من أكثر المناطق ليبرالية في الولايات المتحدة.
وقالت شبكات "سي إن إن" و"إن بي سي" و"فوكس نيوز" إنه بعد فرز أكثر من 60 في المئة من الأصوات، تبين أن حوالى ثلثي الناخبين صوتوا بـ "لا" في الاستفتاء.
وصرح نيوسوم في سكرامنتو بأن "التصويت بـ ’لا‘ ليس الأمر الوحيد الذي تم التعبير عنه الليلة". وأضاف، "أريد أن أركز على ما قلنا ’نعم‘ عليه كولاية. قلنا نعم للعلم وقلنا نعم للقاحات. قلنا نعم لوضع حد لهذا الوباء".
شقاق أوسع
وكان نيوسوم طلب من الناس فور تفشي الوباء في كاليفورنيا لزوم منازلهم وأمر بإغلاق المدارس في تدابير أثنى عليها العلماء، لكن بعض رجال الأعمال أخذوا عليه خنق النشاطات التجارية بتدابيره، فيما اشتكى الأهالي بقاء أطفالهم في المنازل.
وخلف هذا الاستفتاء يكمن شقاق كبير يتخطى كاليفورنيا، ما بين ناخبين ديمقراطيين مؤيدين لبرنامج الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن وتدابيره لمكافحة "كوفيد-19"، ومعسكر محافظ يأخذ عليه الحجر الصارم الذي فرضه في ربيع عام 2020 وينظر باستياء إلى محاولات السلطات العامة الفيدرالية للتدخل في أي مجال.
مزاعم التزوير
وأبرز منافسي نيوسوم كان مقدم البرامج الإذاعية المحافظ لاري إلدر، والذي تفاخر بدعمه الرئيس السابق دونالد ترمب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتماماً مثل ترمب، بدأ العديد من المرشحين الجمهوريين الذين كانوا يأملون الفوز بمنصب الحاكم، التشكيك في نزاهة الانتخابات حتى قبل إغلاق صناديق الاقتراع.
وقد أطلق إلدر الإثنين موقعاً إلكترونياً يدعي حصول تزوير ويطالب مسؤولي الولاية "بالتحقيق وإصلاح النتائج الملتوية" للانتخابات.
لكن على الرغم من ذلك، اعترف الأميركي- الأفريقي البالغ 69 عاماً بفوز "خصمه"، وقال لمؤيديه في مقاطعة أورانج كاونتي، "ربما خسرنا المعركة لكننا بالتأكيد سنفوز في الحرب".
280 مليون دولار
ونظم اقتراع الثلاثاء في جزأين، الأول يتناول مسألة بقاء نيوسوم البالغ 53 عاماً في منصبه، والثاني الذي كان سيدخل حيز التنفيذ فقط في حال تصويت الغالبية بعزله، لتقرير من سيحل مكانه من بين 46 مرشحاً.
وشملت قائمة المرشحين سياسيين تقليديين وشخصية مؤثرة على "يوتيوب" ونجمة تلفزيون الواقع كاتلين جينير المتحولة جنسياً، والتي كانت معروفة سابقاً ببروس جينير.
وتعتبر هذه المبادرة لعزل الحاكم والتي كلفت الولاية نحو 280 مليون دولار، واحدة من 55 محاولة لإقالة حاكم في تاريخ الولاية، وعلى الرغم من أن معظمها فشل فإن الإجراءات الوبائية التي فرضها نيوسوم أعطت هذه المحاولة دفعاً.
الإضرار بالاقتصاد
واكتسبت الحملة الرامية لعزل حاكم كاليفورنيا زخماً بعدما انتشرت صوره وهو يتناول العشاء في مطعم فخم، في خرق للقواعد التي وضعها هو نفسه، فاعتبره كثيرون منافقاً منفصلاً عن الواقع.
وقالت ماري بيث، وهي صاحبة مؤسسة تبلغ 63 عاماً وقد أدلت بصوتها الثلاثاء في لوس أنجليس، إنها صوتت "لمصلحة التخلص من نيوسوم" لأن "الفيروس تسبب في فوضى في اقتصادنا لكن الوضع ازداد سوءاً مع عمليات الإغلاق التي فرضها". وأضافت، "كانت هناك طرق أخرى للتعامل مع ذلك، وكان يجب أن يعطي الأعمال التجارية الأولية".
وقال ناخب آخر مؤيد لعزل نيوسوم لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه يريد شخصاً لا يفرض إلزامية تلقي اللقاح، وهي قضية حساسة في كل أنحاء الولايات المتحدة المنقسمة.
وأوضح فريد إفرايم، "أشعر بأننا نحتاج إلى التخلص من حاكمنا لأنني أعتقد أنه مجرد ديمقراطي فاسد، مثل الأشخاص الموجودين في الحكومة الفيدرالية والذين نحتاج إلى مغادرتهم، فنحن نحتاج إلى شخص يمثل الناس فعلاً".
"استيلاء" على السلطة السياسية
ويدعي الديمقراطيون أن هذا الاستفتاء بقيادة الجمهوريين كان محاولة لاختطاف حكومة الولاية والاستيلاء على السلطة في ظروف استثنائية، بينما لم يتمكنوا من القيام بذلك في اقتراع عادي.
وأظهر استطلاع أجرته "سبكتروم نيوز" و"إيبسوس"، أن ثلثي الناخبين المسجلين ينظرون إلى استفتاء العزل على أنه استيلاء على السلطة السياسية.
وبموجب دستور كاليفورنيا تمكن ناخبون مستاؤون من حاكمهم من الحصول على تنظيم "انتخابات العزل" هذه للحاكم بعد نجاحهم في جمع أكثر من 1.5 مليون توقيع، علماً أن عدد سكان الولاية يبلغ نحو 40 مليون نسمة.
وقال جايك، وهو عامل في قطاع التكنولوجيا يبلغ 38 عاماً فضل عدم كشف اسمه الأخير، "هذا الاستفتاء سخيف برمته. لقد أجريت الحسابات واستنتجت أنه حتى لو صوت كل الناخبين فستكون كلفة كل تصويت أكثر من 12 دولاراً". وأضاف، "كان يمكن لكثير من الأشخاص تناول وجبة الفطور بذلك المبلغ هذا الصباح".
وفي عام 2003 سمح استفتاء مماثل للاعب كمال الأجسام أرنولد شوارزنيغر بالوصول إلى منصب حاكم كاليفورنيا وعزل الحاكم الديمقراطي آنذاك.