Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس تمارس التدمير ... روائيا

روايتان لها ترجمتا إلى العربية

  الكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس (موقع عالم المرأة)

تتواصل ترجمة روايات الكاتبة الفرنسية الكبيرة مارغريت دوراس إلى العربية، وبعد صدور ترجمة "العاشق" أخيراً (انجزها صالح الأشمر– دار الجمل) وروايات سابقة في لبنان ومصر والمغرب، تقدم "شركة المطبوعات" اللبنانية روايتين لها، واحدة قصيرة هي "الرجل الجالس في الرواق" وأخرى طويلة هي "التدمير" وعنوانها بالأصل الفرنسي "التدمير، قالت"، لكن مديرة الدار الدكتورة عزة طويل، بررت في مقدمتها الضافية، اختصار العنوان قائلة إنها والفريق، توقّفوا كثيراً عند العنوان الأصلي Détruire Dit-elle،  وتلمح إلى أن عنوان عمل دوراس هذا تُرجم إلى الإنكليزية بشكل حافظ على التركيبة الأصليةDestroy, She Said . بيد أن اللغة العربية لا تسمح بالتزام تركيب العنوانين الفرنسي والإنكليزي، وإذا جرت ترجمتهما حرفيًّا فسوف يفقد العنوان الكثير من معناه وقوته وتأثيره في قارئه. العنوان الفرنسي Détruire Dit-elle جاء باقتراح من ألان روب غرييه، الأديب والناقد الأدبي والمخرج السينمائي الفرنسي الصديق لدوراس، حيث إنها كانت قد عنونت روايتهاLa chaise Longue، أو "الكرسي الطويل"، ثم غيّرت العنوان بناء على نصيحة الصديق. تكمن أهمية هذا العنوان المقترح في أنه يعكس الرؤية التي أرادتها دوراس، ويعكس اتجاهها الماركسي في حينها، علماً أنها ضمّنت الرواية بُعداً اجتماعياً عميقاً، بدعوتها إلى تدمير الذات.

وتوضح طويل معنى التدمير الذي قصدت إليه دوراس التي دعت عبر روايتها هذه، وهي الرواية الأكثر تأثيراً فيها بحسب ما تقول، إلى تدمير الذات أولاً، أو تدمير الوجود الفردي والشخصي. واعتمدت في ذلك تقنية التداخل بين الشخصيات: ماكس تور يريد أن يصبح كاتباً، وكذلك شتاين…  وترى أن "التدمير الأساسي أو الكلي لدوراس يستهدف الأحكام الجاهزة والذاكرة، وكل ما يمكن أن يعرقل المعرفة".

وفي رأي طويل أنه لا يمكن قراءة أي من أعمال مارغريت دوراس قراءةً عابرةً، فالكاتبة والروائية والمخرجة الفرنسية التي خرجت عن المألوف في كتاباتها لا تهدف عبر نصوصها إلى إخبار قصة ما، كما أنها لا تُعنى كثيراً بالحدث، بمعنى أن الحدث ليس هو الغاية والقصد. قد تصف دوراس مشهداً واحداً عبر رواية قصيرة متكاملة، كما في "الرجل الجالس في الرواق"، فتدفع القارئ إلى عيش هذا المشهد معها ومع أبطالها، كما لو أنه جزء منه، وقد تبني روايةً كاملة على ما يدور في خلد شخصياتها، وليس على ما يحدث معهم، مثلما فعلت في "التدمير".

وتتطرق إلى صعوبة ترجمة دوراس قائلة إن "جملها بسيطةٌ ذات تركيبة ناعمة ومباشرة، لكنها تحمل أعمق المعاني، ولترتيب كلّ كلمةٍ فيها أهمية قصوى. ومن هنا إحدى الصعوبات التي تواجه من يحاول تعريب أعمال دوراس، لذا فمن لا يدأب على تحليل نصّها، وقراءة تعليقاتها الشخصية على أعمالها، ومشاهدة الأفلام التي استندت إلى رواياتها، التي حرصت على إخراجها بنفسها أحياناً، لن يتمكّن نهائياً من إيصال ثقافة دوراس وأدبها". وتضيف: "وأنت تقرأ "التدمير"، قد تقف عند حواراتٍ تفقد معها قدرتك على تحديد المتكلم: هل هو ماكس تور، أم أنه شتاين، أم أليسا، أم إليزابيت؟ ليس ذلك ضعفاً في نص دوراس، بل هو أكثر عناصر الجذب في روايتها هذه، فدوراس تقصدت هذا التماهي بين شخصياتها، بما يتلاقى مع هدفها الأول وهو التدمير، وتمكنت من نسج حوارات لا يعود يهم معها من القائل أو من الذي يرد، فالفرد هو بكل بساطة، الكل. وضمن هذا السياق يبرز موضوع الرغبة ضمن المواضيع الأساسية التي تعالجها دوراس في روايتها "التدمير" و"الرجل الجالس في الرواق" وروايات أخرى من كتابتها. تدعو الكاتبة إلى التدمير أيضاً عبر تحميل شخصياتها رغبات تعكس بشكل غير مباشر إرادتهم تدمير كل ما جرى بناؤه".

المزيد من ثقافة