Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف سيتعاطى الأردن مع احتمال تسلل أسرى فلسطينيين إلى أراضيه؟

الحكومة تلتزم الصمت وتقارير صحافية إسرائيلية تقول إن اثنين منهم توجها إلى عمان

تصمت الحكومة الأردنية حتى اللحظة في مواجهة تسريبات صحافية إسرائيلية تتحدث عن تسلل اثنين من الأسرى الفلسطينيين الستة الفارين من سجن جلبوع إلى الأراضي الأردنية.

وفي مقابل هذا الصمت ورفض الإجابة عن التساؤلات، يزداد منسوب الحرج الذي قد تتسبب به هذه المعلومات في حال ثبوتها، فيما تضج وسائل التواصل الاجتماعي باحتفاء كبير من قبل الأردنيين، ودعوات لاحتضان الأسيرين ورفض تسليمهما في حال دخولهما البلاد، مع تساؤلات حول موقف الأردن القانوني والدستوري.

المعاملة بالمثل

وأمام صمت الحكومة وعدم تعليقها على التسريبات الإسرائيلية، تقول مصادر مطلعة ومقربة من رئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة، إن الأردن في حال ثبوت تسلل الأسرى الفلسطينيين، سيكون مضطراً للتعامل بالمثل، ووفق ما تنص عليه معاهدة وادي عربة والقوانين الدولية بهذا الشأن، بعيداً من العاطفة.

المصدر ذاته يلمح هنا وهو يتحدث عن مبدأ المعاملة بالمثل، إلى حادثة تسلل مواطنين أردنيين اثنين قبل نحو ثلاثة أشهر، حين قامت السلطات الإسرائيلية بتسليمهما للأردن بعد احتجاز لمدة شهر.

وأسقطت إسرائيل في حينه التهم ضد المتسللين الأردنيين، وألغت إجراءات الاعتقال، واستندت إسرائيل في قرارها هذا إلى المعاملة بالمثل أمنياً ودبلوماسياً بين إسرائيل والأردن.

لكن مراقبين يرون أن موقف الأردن الرسمي سيكون في وضع محرج، خصوصاً مع حوادث أمنية سابقة اتخذت فيها الحكومة الأردنية قرارات غير شعبية، من قبيل إطلاق سراح حارس أمن إسرائيلي يعمل في السفارة الإسرائيلية بعمّان، بعد ساعات على قتله مواطنين أردنيين اثنين بدم بارد عام 2017.

الإعلام الإسرائيلي: توجهوا للأردن

ووفقاً لصحف إسرائيلية من بينها "هآرتس" وموقع "واللا"، تتحدث مصادر أمنية إسرائيلية عن العثور على هاتف محمول يعود للأسرى خلال حملة البحث في بيسان بغور الأردن، الأمر الذي يعزز فرضية توجههم نحو الحدود الأردنية.

ويربط مراقبون بين هذه المعلومات وبين دعوة السلطات الإسرائيلية نظيرتها الأردنية لتعزيز الأمن على الحدود، تحسباً لدخول الأسرى إلى أراضي البلاد.

وبحسب موقع "واللا"، "تتجه تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية بعد عمليات التفتيش والمسح في محيط الحدود الأردنية، إلى أن اثنين من الفارين دخلوا الأردن، واثنين في مجدل شمس بالجولان، واثنين لا يزالان داخل البلاد".

بينما رجحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن يكون الأسرى الفلسطينيون الستة الذين فروا من سجن "جلبوع" قد توجهوا صوب الأردن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

آراء منقسمة

وثمة آراء أردنية منقسمة حيال طريقة تعاطي السلطات الأردنية مع تسلل الأسرى الفلسطينيين، إذا ما صحت التقارير الإسرائيلية.

إذ يؤكد المحامي والخبير القانوني هاني زاهدة أن الدستور الأردني يمنع تسليمهم لإسرائيل، استناداً إلى المادة 21 التي تنص على أنه لا يسلم اللاجئون السياسيون بسبب مبادئهم السياسية أو دفاعهم عن الحرية. ويضيف "الاتفاقات الدولية والقوانين تحدد أصول تسليم المجرمين العاديين".

ويفسر زاهدة النص الدستوري بأنه يمنح الأسرى الفارين حال وصولهم إلى الأردن صفة اللاجئين السياسيين بسبب حقهم المشروع في المقاومة والدفاع عن الحرية، ما يعني عدم جواز تسليمهم دستورياً.

ويشير إلى عدم وجود أي اتفاقية ثنائية بين الأردن وإسرائيل في مجال تسليم المجرمين، وأن اجتهادات محكمة التمييز وسائر المحاكم الأردنية أكدت أن طلبات تسليم المجرمين المرسلة إلى السلطات المختصة في الأردن من دولة أجنبية، لا تكون مقبولة، ما لم تكن نتيجة معاهدة أو اتفاق معقود ونافذ بشأن تسليم هؤلاء.

لكن آراء مغايرة تطرح فرضية محاكمتهم بتهمة التسلل غير المشروع، ومن ثم تسليمهم للسلطة الفلسطينية وليس لإسرائيل كونهم مواطنين فلسطينيين.

العلاقات الأردنية - الإسرائيلية إلى تحسن

وعلى الرغم من الموقف الرسمي الحرج شعبياً، يحرص الأردن على تحسين علاقته بإسرائيل بعد سنوات من التوتر مع حكومة بنيامين نتنياهو، خصوصاً بعد إجراء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لقاءً سرياً مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ قبل أيام في العاصمة عمّان، وفق ما كشف هرتسوغ في لقاء مع قناة "كان" العبرية الرسمية، حين وصف الملك عبدالله بـ"الزعيم العظيم واللاعب الإقليمي المهم".

ويأتي هذا اللقاء السري بعد نحو شهرين من لقاء سري آخر بين الملك عبدالله ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير دفاعه بيني غانتس.

وتوترت العلاقات بين الأردن وإسرائيل في مارس (آذار) الماضي، على خلفية إلغاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، بنيامين نتنياهو، للإمارات بسبب رفض الأردن تحليق طائرته في الأجواء الأردنية.

وقبل ذلك بوقت قصير، ألغى ولي العهد الأردني الأمير الحسين، زيارة للمسجد الأقصى في القدس، بسبب خلافات مع تل أبيب حول الترتيبات الأمنية.

المزيد من تقارير