Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مركز عراقي تركي لإدارة العمليات العسكرية ضد أنشطة "الكردستاني"

كانت حكومتا بغداد وأربيل اتفقتا على حل المشكلات العالقة وإبعاد عناصر "حزب العمال" المسلحة عن قضاء سنجار

بغداد وأربيل اتفقتا على حل المشكلات في قضاء سنجار وإبعاد العناصر المسلحة التابعة لـ"الكردستاني" عنه، وتسليم الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والأمن الوطني ملف الأمن بالتنسيق مع إقليم كردستان (وزارة الدفاع العراقية)

يبدو أن فشل العمليات العسكرية التركية في الحد من أنشطة "حزب العمال الكردستاني" داخل الأراضي العراقية سواء داخل إقليم كردستان أو في قضاء سنجار ومحيطه في محافظة نينوى، دفع أنقرة إلى تشكيل مركز للتنسيق المشترك مع بغداد بهدف جعل هذه العمليات أكثر دقة وتأثيراً في نشاطات هذه المجموعة.

الاتفاق في "مؤتمر بغداد"

وذكرت مصادر سياسية عراقية رفيعة أن مركز التنسيق المشترك سيتكوّن من ضباط الاستخبارات العسكرية والاستخبارات في الدولتين، وهدفه الرئيس جمع المعلومات الخاصة بتحركات "حزب العمال الكردستاني" وأنشطته، فضلاً عن التنسيق في ما يخص الضربات الجوية التركية على الأراضي حيث وجود الحزب في مدن كردستان ونينوى، ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الاتفاق على تشكيل المركز تم أخيراً.

مركز لإدارة العمليات العسكرية

وكشف وزير الدفاع العراقي جمعة عناد عن أن المركز المزمع تشكيله بين البلدين ستكون من مهماته إدارة العمليات العسكرية، وأضاف في كلمة له خلال ملتقى الرافدين الذي عُقد في بغداد أن هناك تنسيقاً مشتركاً بينهما ولكن ليس بكل الحوادث والعمليات، لافتاً في الوقت عينه إلى أن مسألة التوغل التركي لحدود العراق مسألة مختلفة. وقال إن بغداد بصدد إنشاء مركز مشترك لإدارة العمليات العسكرية.

تبرير الخروقات التركية

وتابع عناد أن "الخروقات التركية لسيادة العراق لها مبررات، وأن الجيش التركي يحارب حزب العمال الكردستاني الموجود  في الأراضي الوعرة بإقليم كردستان وشمال العراق.

خطوة فنية وعسكرية

بدوره، قال مدير "مركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية" معتز عبد الحميد إن مركز التنسيق المشترك سيكون مهماً في مجال تبادل المعلومات بشأن تسلل "حزب العمال الكردستاني" إلى داخل الأراضي العراقية، وأضاف، "المركز هو خطوة فنية وعسكرية لمراقبة الخروقات وأسبابها والحدّ منها، خصوصاً أن البيانات العراقية تؤكد أن أنقرة خرقت أجواء البلاد وضربت المدنيين، لذلك مكتب التنسيق سيكون له علم بالضربات التي ستحدث ضد الحزب، فضلاً عن ذلك، فإن الحكومة التركية تتهم بغداد بتسهيل دخول حزب العمال الكردستاني".

خطورة الوجود

وتابع عبد الحميد أن "أنقرة تؤكد أن الحزب يعيش منذ 15 عاماً في جبال قنديل وتمدد أكثر في الحدود العراقية الإيرانية بجانب السليمانية مسافة 400 كيلومتر، وهذا الأمر يشكل خطورة على إيران وتركيا"، لافتاً الى أن هذا الأمر يجعل من الضروري أن يكون هناك موقف موحد بين بلدينا لعدم إبقاء الحزب وإخراجه من سنجار، لا سيما أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تصنفانه منظمة إرهابية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت حكومتا بغداد وأربيل اتفقتا في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) 2020، على حل المشكلات في قضاء سنجار وإبعاد العناصر المسلحة التابعة لحزب العمال عن القضاء الواقع على الحدود العراقية السورية.

وينص الاتفاق على تسليم الجيش والشرطة الاتحادية والأمن الوطني ملف الأمن بالتنسيق مع إقليم كردستان وقواته، وانسحاب بقية التشكيلات العسكرية المرتبطة بالحزب، والذي نُفّذ جزئياً من خلال انتشار فرقة من الشرطة الاتحادية ووحدات من الجيش العراقي والأمن الوطني داخل قضاء سنجار وعلى حدوده الاستراتيجية مع سوريا.

العمل بعيداً من بغداد وأربيل

وشدد عبد الحميد على أن تكون الصلاحيات الممنوحة للقيادات العسكرية في مركز التنسيق المشترك كاملة تتيح إنجاح العمل من دون اللجوء إلى بغداد وإقليم كردستان، داعياً إلى عدم إدخال الجانب السياسي في عمل الغرفة وحصرها بالجانب الأمني والاستخباري.

تنسيق الأعمال العسكرية

من جهته، أشار المتخصص في الشؤون الأمنية سرمد البياتي إلى أن المركز المشترك هدفه تبادل المعلومات بين العراق وتركيا للتعاون في ما يتعلق بالعمل العسكري، وقال، "المركز  ليست فيه قوات قتالية وإنما التنسيق وتبادل المعلومات، وعدد أفراده قليل، وهم ضباط من البلدين، والهدف تنظيم العمل العسكري والميداني بين الطرفين"، مشيراً إلى وجود ستة مراكز مشتركة بين الإقليم والحكومة الاتحادية لهذه الغاية.

وأعلنت بغداد في 22 مايو (أيار) الماضي تشكيل مراكز للتنسيق المشترك بين القوات الاتحادية العراقية وقوات البيشمركة الكردية تضم ضباطاً وقوات من الطرفين في كركوك وديالى ونينوى .

ولفت البياتي إلى أن المركز هدفه إعلام الجانب العراقي بأماكن وجود "حزب العمال الكردستاني"، ويكون القرار للعراقيين حصراً في السماح من عدمه بشنّ هجمات عسكرية ضدها.

مشكلة معقدة

وأكد أن مشكلة الحزب معقدة، وإيجاد حلول لها أمر صعب في الوقت الحالي، لافتاً الى أن مركز التنسيق المشترك هو عمل ممتاز جداً وسيعود بالفائدة بشأن تبادل المعلومات بين الجانبين، بخاصة بالنسبة إلى تركيا في حال استطاع الحد من الهجمات على جنوب شرقي البلاد. أما العراق، فسيستفيد في المقابل، من ألا تكون هناك عمليات عسكرية في تلك المناطق، بالتالي تكون بغداد محرجة جراء تلك الهجمات.

وتستغل تركيا موافقة عراقية في ثمانينيات القرن الماضي على الدخول إلى أراضيها بعمق 30 كيلومتراً في المدن والقصبات العراقية، ووصلت عام 2015 إلى قاعدة "بعشيقة" في محافظة نينوى، التي تبعد نحو 140 كيلومتراً عن الحدود المشتركة بين البلدين.

صواريخ

وعلى الرغم من دعوات الحكومات العراقية المتكررة للانسحاب من القاعدة حيث مئات الجنود الأتراك، إلا أن أنقرة تعزز قواتها داخلها بالتنسيق مع إقليم كردستان العراق الذي يسمح بدخولها عبر طرقاته.

وتعرّضت القاعدة في أبريل (نيسان) الماضي إلى قصف بصواريخ الكاتيوشا نُفّذ من قبل "حزب العمال الكردستاني"، أدى الى مقتل جندي تركي وإصابة آخرين.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار