Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تسلم باراغواي قاسم حجازي المقرب من حزب الله إلى أميركا؟

لا يزال موقوفاً في أسونسيون بانتظار إجراءات ترحيله

اللبناني موسى حمدان متوجهاً للمثول أمام المحكمة في عاصمة باراغواي بتهمة تمويل "حزب الله"، في 16 يونيو 2010 (أ ف ب)

في عملية مفاجئة، ألقت قوات الأمن في باراغواي القبض على رجل الأعمال البرازيلي من أصل لبناني قاسم محمد حجازي، داخل حرم مطار سيلفيو بيتيروسي الدولي. وكشف شريط فيديو عن أن عملية الاعتقال تمّت أثناء خروج حجازي من طائرته الخاصة، فيما تشير المعلومات إلى أن اعتقاله جرى بناءً على طلب من الولايات المتحدة.
وقبل يومين من توقيف حجازي، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، شبكات فساد وتبييض أموال في باراغواي، يتزعمها اللبنانيان قاسم محمد حجازي، وخليل أحمد حجازي، وشريكهما ليز باولا غونزاليس، وخمسة كيانات مرتبطة بهم، لتورّطهم في مخطط تبييض مئات ملايين الدولارات في باراغواي، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13818، المبني على قانون "ماغنيتسكي الدولي للمساءلة حول حقوق الإنسان"، ويستهدف مرتكبي الفساد والأنشطة غير المشروعة والإرهابية في كل أنحاء العالم.
ولفتت الخارجية الأميركية في بيان إلى "انتشار الفساد والأنشطة غير المشروعة والإرهابية وغسل الأموال القائم على التجارة في منطقة الحدود الثلاثية التي تضم الأرجنتين والبرازيل وباراغواي"، مشيرةً إلى أن "حجازي عمل كوكيل ديسباشانت Despachante"، ويشير هذا المصطلح إلى "أفراد لديهم قدرة كبيرة على استخدام شبكات واسعة من المسؤولين الحكوميين لمساعدتهم في أنشطتهم المشروعة وغير المشروعة".
وأوضحت الخارجية الأميركية أنه كان يدير منظمة غسل أموال، مقرها مقاطعة "سيوداد ديل إستي" في باراغواي، وتعمل على نطاق دولي، ولديها القدرة على غسل مئات ملايين الدولارات، مضيفةً أنه أُدرج قاسم "لكونه شخصاً أجنبياً ساعد مادياً أو رعى أو قدم دعماً مالياً أو تقنياً أو سلعاً أو خدمات بهدف الفساد، بما في ذلك اختلاس أصول الدولة أو الفساد المرتبط بالعقود الحكومية أو استخراج الموارد الطبيعية أو الرشوة".

حجازي وشركاه

وتشير المعلومات إلى أن حجازي ابن قرية قبريخا في الجنوب اللبناني على علاقة وطيدة مع مسؤولين في "حزب الله"، ويزور لبنان بشكل دوري ويمتلك العديد من شركات "الأوفشور" في عدد من دول أميركا الجنوبية وأفريقيا وأوروبا، ويعمل في مجال الاستيراد والتصدير والتجارة العامة والمقاولات، ولديه علاقات قوية مع سياسيين وضباط شرطة ووكلاء صرافة في المقاطعة التي ينشط فيها على الحدود مع البرازيل، حيث كانوا يوفرون له كل الدعم، ما سمح له بالعمل في المنطقة منذ عام 2018.
وتشير معلومات الخزانة الأميركية إلى أن حجازي استخدم شركات استيراد وتصدير أبرزها شركة "إسبانا إنفورماتيكا أس أي" المسجلة في إسبانيا، التي يرأسها شريكه خليل أحمد حجازي خليل، لاستيراد البضائع من الولايات المتحدة عبر موانئ في باراغواي وبيعها داخل البلاد، ونقل أرباحه عبر مكاتب صرف العملات والبنوك إلى الولايات المتحدة والصين وهونغ كونغ ومواقع أخرى.

شيطنة الحزب

في المقابل، رفضت مصادر "حزب الله" التعليق على توقيف حجازي وشركائه في باراغواي، إلا أنها أشارت إلى أن "الولايات المتحدة تسعى إلى شيطنة الحزب ومحاصرة رجال الأعمال الشيعة في مختلف دول العالم بهدف إثارة البيئة الموالية للحزب في لبنان"، لافتةً إلى أن الحزب لا يملك شركات تجارية ولا يسعى لتأمين مصادر تمويل من أي دولة في العالم. وأضافت المصادر ذاتها أنه "بنتيجة ضعف السياسة الأميركية وعدم قدرتها على مواجهة الحزب، تحاول أميركا الضغط ظلماً على رجال أعمال شيعة سواء بوضعهم تحت العقوبات أو توقيفهم"، مؤكدةً أن "كل تلك الأساليب باتت مكشوفة ولن تصل إلى مبتغاها بتشويه صورة الحزب لدى جمهوره".

عرقلة الترحيل

في السياق، كشفت مصادر دبلوماسية لبنانية أن حجازي لا يزال موقوفاً في عاصمة باراغواي أسونسيون، وأنه وفق الاتفاقية الموقعة بين أميركا وباراغواي يتم تسليم المطلوبين من الطرفين خلال 60 يوماً أو يُخلى سبيلهم وتُسطَّر بحقهم إشارة حمراء بواسطة الإنتربول، أو تقرر النيابة العامة في باراغواي إصدار مذكرة ترحيل. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن السفارة اللبنانية في أسونسيون تتابع القضية، مشيرةً إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن جواز سفر حجازي اللبناني لم يكن بحوزته لحظة توقيفه، وقد تحاول السفارة هناك عدم إصدار جواز جديد بهدف تجاوز مدة الشهرين. ولفتت إلى أن هذه هي المرة الثانية التي توقف فيها سلطات باراغواي، قاسم حجازي، إذ أُوقف في عام 2018 بشبهات تبييض الأموال، قبل أن يُطلق سراحه بعد أسابيع، مشيرة إلى أن "هذه المرة توقيفه أتى على خلفية إدراجه على قائمة العقوبات الأميركية، وبالتالي باتت الأمور أكثر تعقيداً". وتشير أوساط صحافية إلى أن الموقوف قاسم حجازي على علاقة شخصية مع القائم بالأعمال اللبناني في باراغواي حسن حجازي، الذي قد يسعى إلى منع ترحيله إلى الولايات المتحدة. وحاولنا التواصل من دون جدوى مع البعثة الدبلوماسية اللبنانية في باراغواي للاطلاع على مسار التحرك الدبلوماسي اللبناني، إلا أنه يُتوقع أن تراسل القنصلية اللبنانية، المحامي العام في باراغواي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في السياق، يشير مدير التحالف الأميركي - الشرق أوسطي للديمقراطية، توم حرب، إلى أن لدى الإدارة الأميركية مجموعة أمنية ترصد نشاطات "حزب الله" في أميركا الجنوبية، لا سيما في قضايا المخدرات وتمويل الحزب، مشيراً إلى أن "حركة مكافحة نشاط رجال الأعمال التابعين للحزب تراجعت في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما بالتزامن مع المفاوضات على الملف النووي الإيراني". إلا أن حرب أكد أنه "في هذه المرحلة هناك تطابق شبه تام بين نظرة الديمقراطيين والجمهوريين بشأن التصدي لنشاطات حزب الله الإجرامية في أميركا الجنوبية"، مؤكداً أن "احتجاز قاسم حجازي في باراغواي يأتي في سياق معلومات أمنية أميركية عن تورطه في أنشطة تبييض أموال وتجارة المخدرات لمصلحة حزب الله". 

مثلث الحدود

يُذكر أن سجل "حزب الله" حافل في باراغواي التي صنفته تنظيماً إرهابياً وحظرت نشاطه، وأعلنت حينها أنها استندت في قرارها إلى معلومات تؤكد أن الحزب وشركاءه باتوا على علاقة جذرية بجماعات الجريمة المنظمة في المثلث الحدودي القائم بين البرازيل والأرجنتين وباراغواي، حيث تجري تجارات مشبوهة تبدأ بالمخدرات، ثم غسل الأموال، وصولاً إلى الاتجار بالبشر.
وفي وقت سابق، سلمت السلطات في باراغواي رجل الأعمال اللبناني، نادر محمد فرحات، إلى الولايات المتحدة، الذي حُوكم بتهمة تبييض الأموال لصالح "حزب الله"، بعدما أوقِف في مقاطعة "سيوداد ديل إستي" التي ينشط فيها أيضاً قاسم حجازي. وتشير معلومات إلى شراكة بين الرجلين في قضايا تبييض أموال ومخدرات لصالح الحزب وإيران.
وأشارت صحيفة "ميامي هيرالد" حينها إلى أن فرحات متهم بتحريك مئات ملايين الدولارات في كل أنحاء العالم لمهربي المخدرات وغيرهم من المجرمين المشتبه في صلتهم بـ"حزب الله"، موضحةً أن فرحات قد يكون أكبر هدف للولايات المتحدة يتم تسليمه من باراغواي، وتعتبره السلطات الفيدرالية آلة تبييض عملاقة لأرباح المخدرات في أميركا اللاتينية، والسلع الاستهلاكية، وجمع الأموال لصالح التنظيمات الإرهابية.

انقسام لبناني

وانقسمت آراء اللبنانيين بشأن توقيف حجازي على مواقع التواصل الاجتماعي، فأبدى خصوم "حزب الله" تأييدهم إجراءات باراغواي، متهمين الحزب بإنشاء شبكات إجرامية في أميركا الجنوبية.
في المقابل، تضامن مؤيدو الحزب مع قاسم حجازي، معتبرين أن إجراء باراغواي أتى تنفيذاً لأوامر أميركية، وقائلين إن حجازي "لطالما وقف إلى جانب الفقراء في لبنان".

المزيد من دوليات