Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحقيق في استحواذ "إنفيديا" الأميركية على "آرم" البريطانية

الصفقة قيمتها 40 مليار دولار ومخاوف أمنية محتملة لأن أشباه الموصلات تدعم التقنيات التي تستخدمها القوات المسلحة

تشعر هيئة السوق المالية بالقلق من أن فقدان المنافسة يمكن أن يخنق الابتكار بالأسواق (أ ف ب)

أصبح الاستحواذ المقترح بقيمة 40 مليار دولار على "آرم"، مُصممة الرقائق الإلكترونية البريطانية، موضع شك بعد أن وجد المنظم أن الصفقة أثارت مخاوف جدية بشأن المنافسة.

وأوصت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية ببدء تحقيق معمق في عملية الاستحواذ، التي قامت بها شركة "إنفيديا"، عملاق التكنولوجيا الأميركي، مما أثار عدم اليقين المتجدد بشأن ما إذا كانت الصفقة ستمضي قدماً، بحسب "ذا صنداي تايمز".

وحذر المنظم، في تقرير أولي عن الصفقة نشر، أمس، أن الاستحواذ سيعطي حافزاً تجارياً موسعاً، للإضرار بالقدرة التنافسية لمنافسيها من خلال تقييد الوصول إلى الملكية الفكرية لشركة "آرم"، التي تستخدمها الشركات التي تنتج رقائق أشباه الموصلات في منافسة مع "إنفيديا".

في نهاية المطاف، تشعر هيئة السوق المالية بالقلق من أن فقدان المنافسة يمكن أن يخنق الابتكار في عدد من الأسواق، بما في ذلك مراكز البيانات والألعاب وإنترنت الأشياء والسيارات الذاتية القيادة، وقد يؤدي هذا إلى منتجات أكثر تكلفة أو أقل جودة للشركات والمستهلكين.

وكانت "إنفيديا" قد وافقت على شراء "آرم" من سوفت بانك، تكتل التكنولوجيا الياباني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وكانت تأمل إتمام الصفقة بحلول مارس (آذار) المقبل. ومع ذلك، قالت، الأربعاء، إن الأمر "سيستغرق الآن وقتاً أطول".

وقوبل الاستحواذ المقترح بمقاومة من بعض عملاء "آرم"، الذين يخشون أن يرفع مالكها الجديد الأسعار، ويجري التحقيق فيه من قبل هيئات مراقبة مكافحة الاحتكار في جميع أنحاء العالم.

وتأسست "آرم" عام 1990 كمشروع مشترك بين "أكورن" و"أبل"، ويعمل بها نحو 7000 شخص، منهم 3000 في المملكة المتحدة، وجرى بيع الشركة التي يقع مقرها في كامبريدج في 2016 لشركة "سوفت بانك"، التي قدمت سلسلة من التأكيدات الملزمة قانوناً للحفاظ على مقر "آرم"، ومضاعفة عدد موظفيها المقيمين في المملكة المتحدة على مدار السنوات الخمس التالية وزيادة عدد موظفيها في الخارج.

لاعب رئيس في صناعة أشباه الموصلات

وتعتبر "آرم" أنجح التقنيات التي ظهرت في المملكة المتحدة بالعقود الأخيرة، وتعمل تصميماتها على تشغيل كل هاتف ذكي تقريباً، وتعد الشركة لاعباً رئيساً في صناعة أشباه الموصلات، التي تدعم البنية التحتية الحيوية، وهي حيوية للمنتجات المستخدمة يومياً من قبل الشركات والمستهلكين، مثل معالجة البيانات ومراكز البيانات. وتُعد الصناعة مهمة أيضاً لتطوير تقنية الذكاء الاصطناعي، التي ستقود صناعات النمو مثل الروبوتات والسيارات الذاتية القيادة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال أندريا كوسيلي، الرئيس التنفيذي لهيئة أسواق المال، إنه يشعر بالقلق من أن الصفقة يمكن أن تخلق مشكلات لمنافسي "إنفيديا" من خلال "الحد من وصولهم إلى التقنيات الرئيسة، وفي نهاية المطاف خنق الابتكار عبر عدد من الأسواق المهمة والمتنامية. وقد ينتهي الأمر بفقدان المستهلكين منتجات جديدة أو ارتفاع الأسعار".

ويأتي التحقيق المحتمل للمرحلة الثانية من قبل هيئة أسواق المال وسط عدد قياسي من عروض الاستحواذ على الشركات في بريطانيا من شركات الأسهم الخاصة والمنافسين.

وأصدر كواسي كوارتنج، وزير الأعمال البريطاني، تعليماته هذا الأسبوع إلى هيئة السوق المالية بالتحقيق في عملية الاستحواذ البالغة 2.6 مليار جنيه إسترليني (3.5 مليار دولار) على شركة "ألترا إليكترونيكس"، مورد البحرية الملكية، من قبل شركة الأسهم الخاصة الأميركية "أدفينت إنترناشونال"، لتقييم أي مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

ويثير الاستيلاء على "آرم" أيضاً مخاوف أمنية محتملة، لأن أشباه الموصلات تدعم التقنيات التي تستخدمها القوات المسلحة.

وكان أوليفر دودن، وزير الثقافة البريطاني، قد تدخل في أبريل (نيسان)، ليطلب من هيئة السوق المالية جمع آراء طرف ثالث حول تداعيات الأمن القومي، إلى جانب المراجعة الأولية للسلطة على أسس المنافسة.

وسيقرر الآن ما إذا كان يجب إحالة عملية الاندماج إلى تحقيق متعمق في المرحلة الثانية على أساس كل من المنافسة وأسباب الأمن القومي، أو ما إذا كان ينبغي إعادتها إلى هيئة السوق المالية للتحقيق على أسس المنافسة فقط.

وعرضت إنفيديا علاجاً سلوكياً لم يُكشف عنه، الذي كان سيشمل المسؤولين تنظيم سلوكها المستقبلي، لكن "سي أم أيه" قررت أن هذا العلاج "لا يخفف من مخاوفها".

وقال متحدث باسم "إنفيديا"، التي جرى تداول أسهمها على ارتفاع 4.40 دولار، أو 2.2 في المئة، عند 202.40 دولار في نيويورك، إنها "لا تزال واثقة من أن الاستحواذ كان مفيداً لشركة آرم"، والمرخص لهم، والمنافسة، مضيفاً: "نحن نتطلع إلى فرصة معالجة الآراء الأولية لهيئة أسواق المال، وحل أي مخاوف قد تكون لدى الحكومة".

اقرأ المزيد