Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المتحف البريطاني يقدم مشهدا بانوراميا للفن العربي الحديث

100 عمل بين الرسم والتصوير والحفر والفوتوغرافيا ترصد التحولات في حياة المدن

لوحة للرسام رشيد الخريشي في المعرض (الخدمة الإعلامية للمعرض)

يستضيف المتحف البريطاني معرضاً تحت عنوان "تأملات" لفنانين من العالم العربي، يضم حوالى مئة عمل فني منفذة على الورق، بين الرسم والتصوير والحفر والفوتوغرافيا. الأعمال التي يستضيفها المتحف جُمعت من دول عدة، وتتعرض لعديد من الموضوعات المتعلقة بثقافة هذه الدول والأحداث والوقائع التاريخية والمعاصرة التي مرت بها. هي أعمال أشبه بالروايات البصرية المُنفصلة حول طبيعة الحياة في هذا الجزء من العالم. بعض الفنانين المشاركين في هذا المعرض مازالوا يعيشون في بلدانهم الأصلية، بينما غادر آخرون لأسباب مختلفة، من بينها الضغوط التي سببتها الصراعات والنزاعات المسلحة.

تقول القائمة على المعرض فينتيا بورتر، إن الأعمال المعروضة تبحث في كيفية انعكاس القضايا الملحة على أعمال هؤلاء الفنانين، كالهوية والسياسة والتاريخ والتقاليد الثقافية والفن والهجرة والنزوح، وكيف يُعبرون عن كل هذه التفاصيل في أعمالهم ذات الطابع المعاصر. فبينما يعكس البعض التراث الفني والأدبي في بلادهم،  يتطرق آخرون إلى المحرمات والتاريخ والسياسة.

مختارات من مجموعة

الأعمال المعروضة تمثل جانباً من المجموعة الفنية التي يضمها المتحف البريطاني لأكثر من 300 فنان وفنانة من شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، وتم العمل على جمعها منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي. وتوضح بورتر التي تشرف في الوقت نفسه على قسم الأعمال الفنية لفناني العالم الإسلامي، أن معظم أعمال الفنانين العرب التي يحتويها المتحف قد روعي في اختيارها الانسجام مع طبيعة المتحف البريطاني كمتحف للتاريخ، لذا نجد أن معظم هذه الأعمال تروي قصصاً أو تشير إلى أحداث ورموز لها علاقة بثقافة المنطقة والتواريخ والأحداث المتعلقة بها، كما يجمع بعضها بين التوثيق والصياغة الجمالية.

يفند المعرض كذلك الصورة النمطية المنتشرة على نطاق واسع في الغرب عن الفن في العالم الإسلامي كفن معاد للصورة والتمثيل المباشر للجسم البشري، إذ يلفت البيان المصاحب للعرض إلى الحضور الكثيف للصورة خلال التاريخ الإسلامي كوسيلة للتزيين والحكي. فعلى الرغم من أن الصور المرسومة للجسد البشري ظلت موضوعاً خلافياً بين فقهاء المسلمين، إلا أن هناك شواهد على حضورها داخل القصور وعلى جدران الحمامات، ولا ننسى كذلك المخطوطات القديمة التي تم الحفاظ عليها، والتي من أشهرها مثلاً الشاهنامة الفارسية التي تحتوي على رسوم للأشكال البشرية، تتناول موضوعات جريئة صيغت بحرية تامة.

بين الأعمال المعروضة مجموعة اسكتشات للنحات اللبناني الراحل ميشال بصبوص، الذي غالباً ما كان يضع دراسات لأعماله النحتية قبل تنفيذها، والعمل المشارك هنا هو واحد من هذه الدراسات التي وضعها لمنحوتاته، وتُعرض أعمال بصبوص اليوم في متحف مفتوح في قريته راشانا في لبنان. ومن سوريا يبرز عمل الفنان فادي اليازجي، وهو رسام ونحات يعيش ويعمل حالياً في دمشق. أشكال اليازجي المرسومة على الورق تتسم بالاختزال وتتحرك في كل الاتجاهات بعيون واسعة وأجساد ملتوية، وهو يستلهم أعماله عادة من الناس المحيطة به، كما تأثر كذلك بالفن البابلي. وتعرض الفنانة العراقية هيف كهرمان عملاً مرسوماً يصور مجموعة من النساء المعلقات على المشانق، وهي تُسلط الضوء من خلاله على جرائم الشرف التي يذهب ضحاياها عديد من النساء في العراق ومنطقة الشرق الأوسط على يد أفراد من عائلاتهن.

التجريد العربي

يسلط المعرض في جانب منه على الممارسات التجريدية المستوحاة من الموروث الثقافي المحلي، التي تستلهم في معظمها الأشكال الهندسية والنصوص والكتابات العربية، وهي سمة بارزة من سمات الفنون الإسلامية. بين هذه النماذج يأتي عمل الفنانة سوزان حفونة، وهي فنانة مصرية مقيمة في ألمانيا. تستلهم حفونة في عملها المرسوم بالأحبار على الورق هيئة المشربية التي ميزت العمارة العربية القديمة، وهي تمزج هذه الأشكال المستوحاة من المشربية بعبارات وكتابات عربية أو إنجليزية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الفنان الجزائري رشيد قريشي هو واحد من الفنانين البارزين الذين تأثروا بالخط العربي، وهو جزء أساسي من تجربته الفنية. تتداخل في أعمال قريشي الكتابات والرسوم والعلامات وتتكرر في كل الاتجاهات. ومن بين تجاربه البارزة سلسلة من الأعمال تحت عنوان "أمة في المنفى" تعاون في إنجازها مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي التقى به في تونس.

من الفنانين المشاركين أيضاً الفنان التونسي نضال شامخ، الذي حاول في أعماله إعادة فحص التاريخ المعقد لبلده بإبرازه للتواريخ المهملة والمنسية. في عمله المعروض يوظف شامخ قصاصات الصحف، لإبراز دور جنود المستعمرات السابقة في تحرير فرنسا،   الذين أُهملوا بعد انتهاء الحرب. ومن سوريا أيضاً يشارك الفنان منيف عجاج بأعماله الغرافيتية المنفذة بالرش والطلاء، التي يعكس من خلالها مشاهداته لأعمال العنف في مدينته درعا، بعد اندلاع الثورة السورية. ومن المشاركين أيضاً المصورة المغربية الراحلة ليلى علوي، التي يُعرض لها عمل فوتوغرافي تتناول من خلاله أزمة اللاجئين والنازحين السوريين، كما تعرض الفنانة المصرية هدى لطفي عملاً مستوحى من شخصية السيدة أم كلثوم، تحت عنوان "الست والنظارة الشمسية"، وتظهر خلاله صورة أم كلثوم مكررة مع كتابات تمثل نماذج من كلمات أغنياتها.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة