Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا "ستقطع دربا طويلا" قبل العودة إلى حياتها المعتادة

يستبعد علماء "المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ" فرض إغلاقات أخرى في المملكة المتحدة

البريطانيون مطالبون بالتزام "الحذر الشديد" مع عودتهم إلى مزاولة وظائفهم من مكاتبهم، وبدء التدريس قريباً في المدارس والجامعات (رويترز)

من المستبعد أن تفرض بريطانيا مزيداً من حالات الإغلاق (الحجر) جراء النجاح الذي يحققه طرح اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19"، لكنّ أمام الأمة "درباً طويلاً تقطعه" قبل عودتها إلى حياتها المعتادة، حسبما حذر مستشار كبير لدى الحكومة البريطانية.

قال البروفسور جون إدموندز، أحد أعضاء "المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ" ("سيج" Sage)، إنه يشعر بـ"تفاؤل مشوب بحذر" بأن إجراءات إغلاق أخرى لن تكون ضرورية للسيطرة على إصابات "كورونا" في بريطانيا، بيد أنه نبّه إلى أنه يتعين على البريطانيين أن يلتزموا "الحذر الشديد" مع عودة أعداد إضافية من العمال إلى مزاولة وظائفهم من مكاتبهم، وبدء التدريس في المدارس والجامعات مرة أخرى، أو أن البلد سيشهد "في الخريف موجة" جديدة من حالات "كوفيد-19".

"هل سنعود يوماً إلى سلوكنا المألوف بصورة كاملة؟ لا أعرف"، قال البروفسور إدموندز في حديث أجرته معه إذاعة "راديو تايمز"Times Radio، السبت الماضي، "ولكنّ أمامنا طريقاً طويلاً نقطعه بين أنواع السلوكيات التي نتبعها مجتمعين الآن، وبين السلوك الاعتيادي الذي لازمنا قبل الجائحة. الفارق بينهما كبير."

"إذا عدنا إلى سابق عهدنا تماماً، سيؤدي ذلك قطعاً إلى تأجيج موجة الخريف (من كورونا)"، أضاف البروفسور إدموندز، في إشارة إلى قرار مكتب رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي قضى برفع القيود خلال الارتفاع الأخير في عدد الحالات، موضحاً أنه "يتعين علينا أن نقول، توخوا الحذر الشديد حالياً، لأننا لم نفعل ذلك سابقاً".

وتجيء تصريحات البروفسور إدموندز في وقت تكشف فيه أحدث الأرقام الصادرة عن الحكومة البريطانية عن أن 103 أشخاص آخرين قد لقوا حتفهم في غضون 28 يوماً من تلقيهم نتيجة موجبة (تأكيد الإصابة) في اختبار الكشف عن فيروس كورونا. وأظهرت أرقام يوم السبت وجود 28 ألفاً و612 إصابة أخرى، مسجلة انخفاضاً طفيفاً عن اليوم السابق.

البروفسور نيل فيرغسون، العضو في مجموعة متفرعة (نيرفتاغ) من "سيج"، والمستشار العلمي الذي ساعد في الشروع بالإغلاق الأول الذي دخلته بريطانيا في العام الماضي، قال إن الحاجة إلى فرض عمليات حجر إضافية في المملكة المتحدة مجدداً من أجل احتواء الفيروس "غير مرجحة".

كذلك ذكر عالم الأوبئة في كلية "إمبريال كوليدج لندن" Imperial College London أن أعداد الإصابات ربما تستمر في الارتفاع، لكن يحتمل ألا نضطر إلى فرض إغلاق شامل في البلد، أو تكثيف إجراءات التباعد الاجتماعي مرة أخرى، ما لم "يتغير الفيروس (في تركيبه الجيني) بشكل كبير".

نظراً إلى أن التطعيم ضد الفيروس قد أفضى إلى خفض معدل الوفيات الناجمة عن كورونا، ستتعلم المملكة المتحدة أن تتحمل وجوده المستمر، حسبما توقع البروفسور فيرغسون، موضحاً أن بريطانيا ستقاسي في اعتقاده "وفيات إضافية طوال سنوات مقبلة عدة، على أن الشتاء سيحمل معه خطراً محتملاً بموت الآلاف إلى عشرات الآلاف" من السكان.

كذلك تحدث البروفسور فيرغسون عن الفضيحة التي شهدت تنحيه عن "سيج" لفترة زمنية من السنة الماضية، بعد أن تبين أن حبيبته المتزوجة قد زارته في منزله خلال ذروة الإغلاق الأول، في مخالفة واضحة للقواعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ذلك الوقت، قال وزير الصحة آنذاك، مات هانكوك، إنه قد ترك "عاجزاً عن الكلام"، إذ اكتشف أن العالِم الملقب بـ"البروفسور لوكداون" (بروفسور الإغلاق)، انتهك قواعد التباعد الاجتماعي، لكن الوزير نفسه، عضو البرلمان عن "حزب المحافظين" فعل الأمر نفسه في وقت لاحق، إذ احتضن وقبّل حبيبته المتزوجة، في انتهاك للقيود.

ورداً على سؤال عما إذا شعر بنفاق يشوب المسألة، أخبر البروفسور فيرغسون "ذا تايمز"، "في الواقع لا، لم أفعل. شعرت بأسف شديد تجاه جميع الأشخاص المعنيين. الوجود في وسط هذا النوع من العاصفة الإعلامية أمر مروع، حتى في ظل وجود سبب يدعو إلى ذلك".

في غضون ذلك، أجبر مكتب رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت" على نفي تقارير تفيد بأن بوريس جونسون كان على اتصال وثيق مع مساعد أثبتت الفحوص إصابته بعدوى "كوفيد" خلال جولة استمرت يومين في اسكتلندا.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن أحد أعضاء فريق مكتب رئيس الوزراء الذي شارك في زيارة جونسون إلى اسكتلندا شوهد معه "جنباً إلى جنب" في مناسبات عدة، على الرغم من حقيقة أن رئيس الوزراء لا يلتزم بعزل ذاتي.

وقال متحدث باسم "10 داونينغ ستريت"، إن "رئيس الوزراء يزور بانتظام المجتمعات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، مع تنفيذ جميع جوانب الزيارات بما يتماشى مع إرشادات "كوفيد". رئيس الوزراء لم يتواصل عن كثب مع أي شخص ثبتت إصابته بفيروس كورونا.

بدورها، وجهت أنيليس دودز من "حزب العمال" البريطاني انتقادات إلى جونسون، واصفة قرار عدم العزل الذاتي بأنه "مثال آخر على قاعدة تخصهم، وأخرى تطبق على الجميع".

من ناحية أخرى، لن يعود رئيس الوزراء إلى اسكتلندا لتمضية إجازته الصيفية هذا العام، بحسب ما تحدثت تقارير عدة، بعد أن تكشف عن أنه كان على شفا "كارثة" خلال إقامته في المرتفعات باسكتلندا العام الماضي.

لقد جرفت جونسون مياه البحر أثناء محاولته التجذيف، وفق تقرير نشر في "ذا تايمز". ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي قوله إن رئيس الوزراء "كاد يغرق. لقد جرفته المياه، ووجد نفسه يبتعد أكثر فأكثر" عن الساحل.

وقيل إن الفريق الأمني لرئيس الوزراء فكر لفترة وجيزة في استدعاء مروحية إنقاذ، لكن جونسون نجح في التجديف نحو الضباط المعنيين بحمايته، الذين سبحوا في البحر من أجل إنقاذه.

وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء سيبقى في المملكة المتحدة لتمضية إجازته هذا الصيف، يُعتقد أنه استبعد العودة إلى اسكتلندا بعد التجارب التي مر بها العام الماضي. ويقال إنه أخبر أصدقاءه أنه سيعود لقضاء عطلة بأي حال من الأحوال، وفق وصفه.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة