Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نقص العمالة يهدد بإغلاق محلات السوبرماركت في بريطانيا

المتسوقون يتهيأون لنفاد السلع من رفوف المتاجر مع اكتمال عناصر "العاصفة المثالية" التي تضرب تجار التجزئة الرئيسيين، بينما النقص مستمر في عدد السائقين

لافتة في سوبرماركت تطلب من المتسوقين التمسك بالصبر بعد نفاد المنتجات من الرفوف (أ ف ب/غيتي)

نبّه مسؤولون كبار في قطاع البيع بالتجزئة في المملكة المتحدة، إلى أن المزيد من متاجر السوبرماركت قد تضطر إلى إغلاق أبوابها، وقد تفرغ رفوفها من السلع، ما لم تتخذ الحكومة البريطانية إجراءات عاجلة للحد من النقص في عدد سائقي الشاحنات والموظفين العاملين في المتاجر.

في هذا الإطار، أكدت هيئات معنية في هذا المجال، الثلاثاء الفائت، أنها تواجه اكتمال عوامل ما تسمى "العاصفة المثالية"، التي تحول دون وصول الأغذية والمشروبات إلى رفوف المتاجر. وفي المقابل، حذر رؤساء قطاع النقل من تفاقم المشكلات خلال المدة التي تسبق فترة عيد الميلاد المقبل، في ظل غياب خطة طارئة لمنح تأشيرات للسائقين الأوروبيين، وخطة أخرى لتدريب المزيد من الموظفين.

ويأتي هذا التحذير الصارخ في وقت نفت فيه الحكومة البريطانية تقارير أفادت بأن ما يصل إلى ألفي عنصر من الجيش وضِعوا في حال تأهب لتسليم إمدادات غذائية في حال تفاقمت الأزمة.

وسعى "اتحاد تجارة التجزئة البريطاني" British Retail Consortium (BRC)  إلى التخفيف من وطأة الوضع عبر طمأنة المتسوقين إلى أن هذا التعطيل "طفيف"، وأن المساحات الفارغة التي تشاهد على رفوف السوبرماركت ستكون مؤقتة.

ومع ذلك، فإن سلاسل محلات السوبرماركت تعرب في أوساطها عن مخاوف أكثر عمقاً. وفي هذا الإطار، قال مصدر في إحدى سلاسل متاجر السوبرماركت الكبرى إن "ما ينتظرنا هو ’عاصفة مثالية‘ مكتملة العناصر، فلدينا نقص في عدد السائقين، بينما يجد الموظفون أنفسهم مضطرين إلى عزل أنفسهم. وعلاوةً على ذلك، تجاوزت مبيعات بعض السلع في ظل الطقس الحار، الحد الأقصى لها. وفي المقابل، يفتقر النظام الذي نعتمده إلى المستويات الكافية من المخزون لتزويد تلك المتاجر بالإمدادات الغذائية اللازمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يشار إلى أنه في ظل بقاء ملايين الأشخاص في المملكة المتحدة هذا الصيف، نظراً إلى القيود المستمرة على السفر، وجدت محلات السوبرماركت مصاعب في تأمين المستويات السليمة من المخزون. فالمياه الفوارة والمعكرونة المجففة على سبيل المثال، هي من المنتجات التي تعاني تلك المتاجر من نقص في إمداداتها على نحو خاص. وأضاف المصدر "إن تطبيق العزلة الذاتية على مستوى المتجر لا يمثل مشكلة حقيقية. فلدينا عاملون للقيام بملء الرفوف بالسلع اللازمة. لكن خلف الكواليس، أي على مستوى المستودعات والموردين، تكمن مشكلة أساسية. فهناك نقص في العمالة للقيام بتوضيب السلع وحزمها".

غير أن أحد المطلعين في متجر سوبرماركت رئيس آخر، عزا السبب الرئيس إلى عمليات التنبيه التي يبعث بها تطبيق "كوفيد" الإلكتروني. وقال إن "المتاجر ستضطر إلى الإغلاق ما لم تسمح الحكومة للموظفين لديها بإجراء اختبار كوفيد والعودة إلى العمل إذا جاءت النتيجة سلبية".

وتابع "تزعم الحكومة أنها تصغي إلى مطالبنا، لكنها لا تعيرها اهتماماً. إن سلسلة التوريد نشأت لتحقيق غاية ما - إنها كما السلسلة - قوية فقط بمقدار قوة أضعف حلقاتها. إن نجاحنا في توفير الغذاء لبلادنا على مدى العام الماضي تمثل في حماية كل حلقة من حلقات تلك السلسلة، وليس حلقةً واحدة فقط".

وفي الشهر الماضي، خففت الحكومة من قواعد العزل الذاتي للسماح لبعض العاملين في قطاع إنتاج الأغذية بمواصلة العمل في حال كانوا على اتصال وثيق بشخص مصاب بالفيروس، طالما أنهم يخضعون للاختبار، وتأتي نتائجهم سلبية لجهة الإصابة به. ومع ذلك، لا يشمل هذا الإجراء العاملين في أرجاء المتاجر، بحيث يتعين عليهم التزام المنزل في حال تلقيهم تنبيهات للقيام بذلك عبر تطبيق "كوفيد" التابع لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية".

وقالت الحكومة إنها تخطط منذ السادس عشر من أغسطس (آب) لتغيير القواعد كي لا يضطر الأشخاص الذين حصلوا على جرعتي اللقاح إلى عزل أنفسهم. وكما هو معلوم فإن نحو ثلاثة أرباع الأفراد تلقوا جرعتي اللقاح حتى الآن.

تجدر الإشارة إلى أن كثيراً من عمال السوبر ماركت هم من الشباب، ومن غير المرجح، على نحو غير متناسب، أن يكونوا قد تلقوا جرعتي التلقيح بعد.

في هذه الأثناء، يجرى التركيز على استقطاب مزيد من القوى العاملة من قبل وكالات التوظيف، في حين قام بعض كبار تجار التجزئة بما في ذلك متاجر مثل "تيسكو" Tesco، و"جون لويس" John Lewis  بزيادة أجور السائقين، في محاولة لجذب عدد كاف من العمال. لكن رؤساء قطاع النقل قالوا إن الأمر قد يستغرق 18 شهراً لتدريب ما يصل إلى 100 ألف سائق إضافي، لتلبية احتياجات الاقتصاد بشكل كامل.

وفي حين أن النقص في القوى العاملة هو في ازدياد مضطرد منذ أعوام، إلا أنه تفاقم بسبب نزوح سائقي الاتحاد الأوروبي إلى بلدانهم خلال فترة الوباء وبعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.

بالنسبة لأسفل سلسلة التوريد، فالمنتجون يؤكدون أنهم لم يشعروا بأي تحسن في الوضع.

وفي هذا الإطار، أوضح متحدث باسم "الجمعية البريطانية لمعالجة اللحوم" British Meat Processors Association أن "ما يحدث في صناعتنا لأمر سيئ للغاية. المسألة لا تقتصر على التنبيهات المتعلقة بالعزل الذاتي عبر تطبيق كوفيد فحسب، فما نعاني منه هو مستوى آخر من المعاناة، يتمثل في النقص المستمر في اليد العاملة".

مارك هاريسون مدير السياسات في "اتحاد الأطعمة والمشروبات" Food & Drink Federation (FDF)، أشار إلى أن الصناعة تعمل جاهدة للتخفيف من نقص العمالة على المدى القصير. وطالب هذا الاتحاد بالتعاون مع هيئات تجارية أخرى، لاستصدار تأشيرة قصيرة الأجل لسائقي الشاحنات الثقيلة  HGV، الذين غادر كثيرون منهم المملكة المتحدة. وإضافة إلى ذلك، يسعى الاتحاد أيضاً إلى زيادة تدريب العاملين على المدى الطويل.

وقال "بما أن الحلول التي يقترحها الاتحاد من المرجح أن تستغرق فترات زمنية طويلة لبدء العمل فيها، فإننا نحض الحكومة على الشروع في تنفيذها في أقرب وقت ممكن لضمان توافر مخزون كاف من السلع، قبل مرحلة تزايد الطلب المرتقب في الفترة التي تسبق عيد الميلاد، أي اعتباراً من الخريف المقبل".

متحدث باسم الحكومة البريطانية رأى أن "أزمة الوباء الأخيرة أظهرت أن المملكة المتحدة تمتاز بسلسلة إمدادات غذائية كبيرة ذات مستويات عالية من التنوع والمرونة لجهة تعاملها الناجح مع التحديات غير المسبوقة التي عصفت بالبلاد".

وخلص إلى القول إن الحكومة "تعمل بشكل وثيق مع قطاع النقل للتوصل إلى فهم الضغوط الأخيرة التي يرزح تحتها والعمل على معالجتها".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد