Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع مبيعات السوبرماركت في بريطانيا خلال حجر كورونا

اقبال على الوجبات الخفيفة وسط استمرار إغلاق المطاعم وتخزين المتسوقين المواد التموينية

ارتفعت نسبة مبيعات المشروبات والمثلجات ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأزمة (غيتي)

شهدت متاجر السوبر ماركت في بريطانيا، وفق أرقام استطلاع جديد، ارتفاعاً في مبيعاتها خلال فترة إغلاق كورونا بمعدل هو الأسرع مقارنة بالمعدلات السابقة، وذلك تزامناً مع إغلاق المطاعم أبوابها ولجوء المستهلكين إلى تخزين المواد التموينية. وقفزت المبيعات في متاجر مواد التموين الكبرى في بريطانيا بمعدل 14.3 في المئة خلال الأسابيع الـ12 ولغاية الـ17 من مايو (أيار)، وفق ما توصّلت إليه وكالة البحوث المتعلقة بالسوق "كانتار" Kantar، وهذه تُعد الوتيرة الأسرع المسجلة منذ أن بدأت الوكالة إعداد دراساتها واستطلاعتها في العام 1994. وبلغت المبيعات ارتفاعاً ملحوظاً بمعدّل 17 في المئة، على نحو خاص خلال الأسابيع الأربعة لغاية منتصف مايو.

وحققت مبيعات المثلجات والكحول ارتفاعاً قوياً بلغ 40 و50 في المئة، تباعاً، وذلك يوم الخميس الذي سبق عطلة نهاية الأسبوع الطويلة التي شهدت احتفال بريطانيا بـ"يوم النصر" (في الحرب العالمية الثانية)، ابتداءً من الـ8 من مايو.

وكان المتسوقون والمستهلكون، وفق استطلاع "كانتار"، وتزامناً مع الطقس المشمس الذي ساد البلاد معظم أيام الأسابيع الأربعة الماضية، قد أقبلوا أكثر على شراء المثلجات، والمقرمشات، وشرائح البطاطس والمرطبات. كما أظهر بحث آخر منفصل أجرته وكالة "نيلسن" Nielsen أن مبيعات المواد التموينية عبر الإنترنت في الأسابيع الأربعة التي امتدت إلى 16 مايو ارتفعت بمعدّلٍ زاد على الضعف مقارنة بالعام الماضي، وذلك مع تجنُّب بعض المتسوقين والمستهلكين الذهاب إلى المتاجر، التي شهد عدد كبير منها اصطفاف طوابير المنتظرين ترافقاً مع اعتماد متاجر السلاسل الكبرى تدابير المباعدة الاجتماعية. كما بيّنت الدراسة أن شريحة جديدة من المستهلكين الأكبر عمراً اشتروا المواد الغذائية عبر الإنترنت للمرة الأولى.

واستفادت متاجر السوبر ماركت من إغلاق المطاعم والحانات ومؤسسات خدمات الأطعمة، التي تؤمّن في العادة ثلث وجبات الأطعمة التي تستهلكها البلاد، واستطاعت مطاعم الوجبات الجاهزة Takeaway استثمار ذاك التبدّل الطارئ في العادات الاستهلاكية، مع اضطرار روّاد المطاعم وزبائنها إلى البقاء في الداخل وبالبيوت، وقد لاحظت "كانتار" ارتفاعاً في مبيعات مطاعم الوجبات السريعة بنسبة مئويّة كبيرة.

وقال فرايسر ماكيفت، مدير دراسات البيع والاستهلاك في "كانتار"، إنّ الأمر "لا يعتبر طفرة تشهدها متاجر الأطعمة والتموين وحسب، بل يعني أنّ الناس المشتاقين إلى مطاعمهم المفضلة، والساعين إلى الترويح عن أنفسهم، أسهموا، من سنة إلى أخرى، في رفع طلبات الوجبات الجاهزة بمعدل 250 في المئة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غير أنّ الارتفاع الكبير هذا في مبيعات الأطعمة الجاهزة لا يُعد كافياً للتعويض عن الخسائر في المبيعات داخل مرافق وأمكنة تقديم الطعام، التي تُسهم في الأوقات العادية بمعظم أرباح قطاع المطاعم. كما يجعلنا الوباء نُكبّر من تسوّقنا ونُقلّل من عدد مراته، إذ يسعى الناس في ظلّ الجائحة إلى الحد من عدد رحلاتهم إلى المتاجر، بظاهرةٍ تُناقض ما شهدته الأعوام الأخيرة من إيقاع تسوّق منتظم ويسير.

ويقوم الناس في الوقت الحالي بزيارة متاجر المواد التموينية بمعدّل وسطي يبلغ ثلاث وخمس مرّات في الأسبوع، وهم يفعلون ذلك بعدد رحلات يقل بـ100 مليون رحلة عن عدد رحلاتهم الإجمالي في السابق، لكن معدّل إنفاقهم قفز 50 في المئة.

وحققت العائلات التي يعيش في كنفها أبناء بالغون الارتفاع الأكبر في معدلات الإنفاق، بمعدل وسطي لفاتورة التسوق الشهرية بلغ 618 جنيهاً إسترلينياً، مقابل 545 جنيهاً إسترلينياً في مايو العام الفائت. وحلّل ماكيفت تلك الظاهرة قائلًا "ملأ الناس خلال الأشهر القليلة الماضية خزائنهم التموينية، واليوم سينفق بعضهم أكثر بقليل مع كل زيارة للسوبر ماركت لسد النقص في مخزونهم وتجديده".

وأضاف ماكيفت أنه "على الرغم مما تمثله تلك النسب من معطيات تدلّ على الوفرة، فإنّ الصورة العامة بالنسبة إلى بعض متاجر التموين تبقى أقل إيجابية، وذلك مع استمرار ما يُعانيه بعض متاجر السوبر ماركت من تأثير تراجع رحلات الإنفاق التي يقوم بها المستهلكون على سلع الطعام والمشروبات والوجبات الخفيفة".

والإنفاق على تلك الأصناف، وفق ما يقول ماكيفت، "يُضيف ما يقارب مليار جنيه إسترليني في فترة 12 أسبوعاً، والأرقام والنسب الراهنة لا تتضمّن هذا".

وتوصّلت الدراسة، التي أعدّتها وكالة "نيلسن" Nielsen، إلى أن المنتجات المثلجة شهدت الارتفاع الأكبر في المبيعات بمختلف متاجر السوبر ماركت البريطانية، والأمر ربما يعكس قيام المستهلكين بملء براداتهم تحسّباً لتمديد المدة التي سيقضونها في المنازل. وقفزت المبيعات في المرافق المختصة ببيع الأطعمة المثلجة بمعدل 23.7 في المئة مقارنة بالمدة عينها من العام المنصرم، كما شهدت تلك المبيعات في التعاونيات ارتفاعاً بمعدل 17.6 في المئة.

وبين متاجر السلاسل الكبرى احتلت متاجر "تيسكو" Tesco المرتبة الأولى من جهة ارتفاع المبيعات، بزيادة بلغت 12 في المئة، بينما تقدّمت مبيعات "آسدا" Asda بمعدّل ستة في المئة. وفي نظرة تحليلية للأمر رأى مايك واتكينس، مدير قسم معلومات بيع التجزئة في "نيلسن"، أنه "ومع استمرار ارتباط تدابير المباعدة الاجتماعية بأساليب الحياة في المستقبل المنظور، فإن التسوّق عبر الإنترنت سيستمر، وسيضيف المستهلكون مزيداً من الكماليات والمواد الاستنسابية إلى لوائح تسوقهم الأسبوعية". كما سنستمر، وفق تحليل واتكينس، "بمعاينة سلال تسوّق ازدادت حجماً، مع تركيز أكبر من قِبل المستهلكين على طهو وجباتهم بأنفسهم مع استمرار إغلاق أبواب الحانات والمطاعم".                     

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد