Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان" تسيطر على مدينة هرات في طريقها إلى كابول

11 عاصمة ولاية سقطت في أيدي الحركة والسفارة الأميركية تدعو رعاياها إلى المغادرة فورا

سيطرت حركة طالبان، الخميس 12 أغسطس (آب)، على هرات، ثالث مدن أفغانستان (غرب)، في ما يعد محطة رئيسة في هجومها عقب السيطرة على مدينة غزنة الاستراتيجية التي جعلت عناصرها أقرب إلى كابول الواقعة على بعد 150 كلم منها.

وأفاد مسؤول أمني رفيع المستوى في المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية أن طالبان "استولت على كل شيء"، موضحا أن القوات الأفغانية شرعت في الانسحاب إلى قاعدة عسكرية في بلدة غزارة القريبة، وذلك بهدف "تجنب مزيد من الأضرار في المدينة".
عصر اليوم، سيطر مقاتلو طالبان على مقر الشرطة الرئيس، من دون مقاومة، ورفعوا رايتهم فوقه، وفق ما أفاد صحافي لوكالة الصحافة الفرنسية في المدينة.

وكتب الناطق باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، على "تويتر" "فر العدو... سقطت عشرات الآليات العسكرية والأسلحة والذخيرة" في عناصر الحركة.

كانت هرات، الواقعة على بعد 150 كيلومتراً من الحدود الإيرانية وعاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، محاصرة منذ عدة أسابيع فيما يدور قتال عنيف على أطرافها.

وسيطر مسلحو طالبان في الأسابيع الأخيرة على ما تبقى من المحافظة تقريباً، بما في ذلك إسلام قلعة، المركز الحدودي مع إيران، وهو الأهم في أفغانستان.

وبإضافة هرات إلى قائمة مدنها، يصبح في أيدي "طالبان" 11 عاصمة ولاية من ولايات البلاد.

إلى ذلك، أكد البنتاغون أنه لن يستخدم مطار كابول لشن هجمات جوية. ودعت السفارة الأميركية في كابول رعاياها إلى مغادرة العاصمة الأفغانية على الفور.

وكانت الحكومة الأفغانية عرضت على حركة "طالبان" اتفاقاً لتقاسم السلطة مقابل وقف العنف الذي يجتاح البلاد، وفق ما صرح مصدر في فريق مفاوضي الحكومة لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الخميس.

وقال المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته، "نعم، قدمت الحكومة عرضاً عبر الوسيط القطري. الاقتراح يسمح لطالبان بتقاسم السلطة مقابل وقف العنف في البلاد".

السيطرة على مدينة غزنة

وفي وقت سابق، سيطرت طالبان على مدينة غزنة الواقعة على بعد 150 كيلومتراً فقط عن كابول، وفق ما أفاد نائب محلي بارز لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم الخميس، لتصبح بذلك عاشر عاصمة ولاية أفغانية تسقط في أيدي المتمردين خلال أسبوع، في حين حذرت ألمانيا من أنها لن تدفع "فلساً واحداً" من مساعدات التنمية إذا سيطرت طالبان على البلاد.

وقال رئيس مجلس الولاية ناصر أحمد فقيري "سيطرت طالبان على مناطق المدينة الرئيسة، مكتب الحاكم ومقر الشرطة والسجن".

وأوضح أن معارك لا تزال دائرة في بعض مناطق المدينة.

وغزنة هي أقرب عاصمة ولاية من كابول يحتلها المتمردون منذ أن شنوا هجومهم في مايو (أيار)، مع بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرر أن يستكمل بحلول نهاية الشهر الحالي.

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني عاد، أمس الأربعاء، إلى كابول، بعد أن زار مدينة مزار الشريف في شمال البلاد زيارة خاطفة، لتعزيز معنويات قواته. وخيم استسلام مئات الجنود الأفغان في قندوز القريبة على الزيارة، إضافة إلى سقوط عاصمة ولاية أخرى يسيطر عليها المتمردون منذ الجمعة.

وقال ضابط في الجيش، رفض الكشف عن اسمه، إنهم تعرضوا للقصف بالهاون في مطار قندوز، ولم يكن أمامهم من خيار سوى الاستسلام.

وأضاف "لم يكن هناك مجال للتصدي لهم".

وأوضح "لقد استسلمت للتو وحدتي مع 20 جندياً وثلاث آليات هامفي وأربع شاحنات. ننتظر الآن تسلم رسالة العفو، هناك صف انتظار طويل".

وأجرى غني في مزار الشريف محادثات مع الرجل القوي البارز محلياً، عطا محمد نور، وأمير الحرب عبد الرشيد دوستم، بشأن الدفاع عن المدينة، فيما اقترب مقاتلو "طالبان" من أطرافها.

ولم يفصح مسؤولون عن نتائج المحادثات، لكنهم أفادوا، في وقت لاحق الأربعاء، بأنه عُين الجنرال هبة الله قائداً للقوات المسلحة، والجنرال سامي سادات قائداً لقوات النخبة الخاصة.

ستشكل خسارة مزار الشريف في حال وقوعها ضربة كارثية لحكومة كابول، وستعني انهياراً كاملاً لسيطرتها على شمال البلاد المعروف بأنه معقل للمسلحين المناهضين لـ"طالبان".

 

نزوح داخلي

قالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إن هناك "ارتفاعاً كبيراً" في حالات النزوح الداخلي، وإن 390 ألف أفغاني نزحوا جراء النزاع منذ بداية العام.

وفي فايز آباد عاصمة ولاية بدخشان شرق مزار الشريف، قال نائب محلي إن قوات الأمن انسحبت بعد أيام من المواجهات العنيفة.

وقال النائب ذبيح الله عتيق "استولت طالبان على المدينة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تبقى قندوز أهم مكسب لـ"طالبان" حتى الآن، لكن مع استسلام عدد كبير من قوات الأمن الأفغانية سيكون من الصعب شن هجوم مضاد لاستعادة هذه العاصمة.

وما زال عدد غير محدد من القوات الحكومية في ثكنات للجيش خارج المدينة.

ويبدو أن المتمردين يشددون قبضتهم على المدن التي سيطروا عليها في الشمال، حيث يقوم مسلحوهم بدوريات راجلة في شوارع قندوز وداخل آليات هامفي، فيما يتصاعد الدخان من المواقع التي دُمرت خلال القتال للسيطرة على المدينة.

تقاتل القوات الحكومية أيضاً الإسلاميين المتشددين في ولايتي قندهار وهلمند، الواقعتين في الجنوب.

مواجهات في قندهار

واندلعت في قندهار مواجهات عنيفة بين "طالبان" وقوات الأمن، فيما أفيد عن اشتباكات عنيفة قرب سجن المدينة الذي كان المتمردون يحاولون الوصول إليه منذ أسابيع.

وأعلنت "طالبان" على "تويتر"، في وقت متأخر الأربعاء، أن المنشأة "باتت تحت السيطرة التامة بعد حصار طويل". وأضافت "أطلق سراح مئات المساجين ونقلوا إلى مكان آمن. كما استسلم عناصر الحراسة في السجن".

وغالباً ما تستهدف حركة "طالبان" السجون من أجل الإفراج عن المقاتلين المحتجزين وتعزيز صفوفها.

برلين تحذر

وحذر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الخميس، من أن بلاده التي تعد أحد المانحين الرئيسيين لأفغانستان، لن تدفع "فلساً واحداً" من مساعدات التنمية إذا سيطرت "طالبان" على البلاد.

وقال الوزير في مقابلة مع محطة "زي دي أف" العامة، "لن نعطي أفغانستان فلساً واحداً بعد الآن إذا سيطرت طالبان بالكامل على السلطة"، مشدداً على أن أفغانستان "لا يمكن أن تستمر من دون مساعدات دولية".

وتسهم ألمانيا بنحو 430 مليون يورو سنوياً، وهي من بين أكبر عشرة مانحين للمساعدات التنموية لأفغانستان.

وشدد ماس على أن انسحاب القوات الدولية من أفغانستان كان بمبادرة من الولايات المتحدة. وقال إن القرار "يعني أن جميع قوات حلف شمال الأطلسي اضطرت إلى مغادرة البلاد، لأنه لا يمكن لأي دولة إرسال قوات إلى هناك" من دون حماية عسكرية أميركية.

الدبلوماسية الأميركية

ويحاول الدبلوماسيون الأميركيون جاهدين إعادة إحياء محادثات السلام التي باتت بحكم الميتة بين الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة، حيث يعمل مبعوث واشنطن الخاص، زلماي خليل زاد، على إقناع الحركة بالموافقة على وقف إطلاق النار.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، أن خليل زاد سوف يلتقي بشكل منفصل مفاوضي الحكومة الأفغانية و"طالبان" للعمل على تسوية سياسية "لتأليف حكومة أفغانية شاملة".

وقال المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس، للصحافيين إنه "من خلال الدبلوماسية فقط باستطاعتنا تحقيق النتيجة المنصفة والمستدامة التي نسعى إليها".

مطار كابول

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس، إنه سيكون من المفيد أن يظل مطار كابول مفتوحاً، مضيفاً أن الخطة المتعلقة به "ستتحدد معالمها" في الأيام المقبلة.

ويأتي ذلك بعدما صرح مسؤول دفاع أميركي بأن استخبارات بلاده ترى أن طالبان يمكنها السيطرة على العاصمة الأفغانية كابول في غضون 90 يوماً.

وعرضت تركيا نشر قوات في مطار كابول بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي، وعقدت محادثات على مدى أسبوعين مع الولايات المتحدة. ومقابل ذلك طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلبية شروط مالية ولوجيستية ودبلوماسية.

سويسرا توقف الترحيل إلى أفغانستان

وأوقفت سويسرا عمليات ترحيل الأفغان الذين رُفضت طلبات لجوئهم بسبب مخاوف أمنية.

وقالت أمانة الدولة لشؤون الهجرة على "تويتر" إنها "تعلق الترحيل إلى أفغانستان إلى أجل غير مسمى بسبب تغير الوضع في البلاد".

وأضافت "لن تصدر أوامر بعمليات طرد جديدة. لن تُستأنف عمليات الترحيل إلا في حالة ارتكاب الشخص مخالفة جنائية".

وقالت اليونان، أمس الأربعاء، إن الاتحاد الأوروبي ليس في وضع يسمح له بتكرار أزمة المهاجرين عام 2015 خلال الحرب الأهلية السورية، وينبغي أن يحاول منع الناس من الهرب من الصراع في أفغانستان.

قوات بريطانية

وذكر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الخميس، أن بلاده سترسل مئات العسكريين إلى أفغانستان لمساعدة الرعايا البريطانيين والمترجمين المحليين على مغادرة البلاد في ظل تدهور الوضع الأمني.

وستُنقل السفارة البريطانية في كابول إلى موقع أكثر أمناً، وستظل تعمل بالطاقم الأساسي فحسب.

وقال والاس في بيان "فوضت بنشر عسكريين إضافيين لدعم الوجود الدبلوماسي في كابول، ومساعدة المواطنين البريطانيين على مغادرة البلاد، وتقديم الدعم في نقل الموظفين الأفغان السابقين الذين خاطروا بحياتهم بالخدمة إلى جانبنا".

وأضاف في إفادة منفصلة "إنها عملية طويلة مقررة، وكان من المهم في ظل الوضع الحالي على الأرض في أفغانستان اتخاذ قرار بالانتقال إلى تلك المرحلة".

وسيكون السفير البريطاني لوري بريستو من بين من سيظلون في كابول.

وكانت بريطانيا نصحت رعاياها في أفغانستان الأسبوع الماضي بالمغادرة.

 

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات