أثارت تصميمات العملات البلاستيكية الجديدة الجدل في مصر خلال الأسبوع الحالي، بعد أن زعمت بعض المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي أن البنك المركزي المصري يستعد لطرحها للتداول قبل نهاية العام الحالي، الأمر الذي اضطر الأخير إلى إصدار بيان بعد انتشار صور لها، خصوصاً أن بعضها أثار غضب شريحة كبيرة من المواطنين بعد أن زعموا تضمنها علامة مائية تحمل ألوان علم المثليين (الرينبو).
وقال "المركزي" المصري، في البيان، "إن الصور المتداولة في المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي هي لنماذج العملات الجديدة المصنوعة من (البوليمر) من فئتي الـ10 جنيهات (0.63 دولار أميركي)، والـ20 جنيهاً (1.27 دولار أميركي)، ولم تعتمد بشكل نهائي بعد، ولا تزال في طور التطوير والتعديل".
وأوضح أن "الألوان المتعددة الموجودة على أحد نماذج العملات المتداولة ليست جزءاً من تصميمها ولا تظهر عليها في الطبيعة، وأنها علامة مائية حديثة متعارف عيها عالمياً كواحدة من أحدث تقنيات تأمين العملات المطبوعة، وعند تحريك العملة في ضوء الشمس يظهر فقط لون واحد أو لونان من الألوان المدرجة في العلامة المائية، بما يجعل تزويرها أمراً شديد الصعوبة"، مؤكداً "استمرار سريان التعامل بجميع العملات الورقية بلا استثناء".
العملات الورقية مستمرة بجانب البلاستيكية
نفى "المركزي" المصري إلغاء التعامل ببعض الفئات الورقية بالتزامن مع إصدار نظيرتها المصنوعة من البوليمر، مضيفاً، "لا صحة على الإطلاق لما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي باتجاه البنك لإلغاء التعامل بالعملات المتداولة حالياً".
وقالت رنا بدوي، وكيل محافظ البنك المركزي المصري، إن "العملات الجديدة المقرر طرحها قريباً ليست بلاستيكية كما يطلق عليها البعض، بل تصنع من مادة البوليمر، وتتمتع بعديد من المميزات مقارنة بنظيرتها الورقية، كما تتميز بطول عمرها الافتراضي، وقوة تحملها، فهي ليست سريعة التلف، أو قابلة للتشوه بسهولة، بالإضافة إلى أنها تصنع من مواد صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التصنيع، علاوة على مقاومتها الرطوبة والمياه والميكروبات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضحت، أن "العملات البلاستيكية ستصرف من ماكينات الصراف الآلي بعد إجراء تعديلات في برمجتها للتعامل معها، كما ستعدل البنوك المحلية والجهات التي تستخدم النقود بكثافة البرمجيات التي تستخدمها للتوافق مع خصائصها"، مشيرة إلى أن "الفئات المقرر طرحها في البداية من فئتي الـ10 والـ20 جنيهاً لا يتم تداولها بكثافة من المواطنين في ماكينات الـATM".
طباعة العملات البلاستيكية بمطابع العاصمة الإدارية
من جانبه، قال وكيل محافظ البنك المركزي لطباعة النقد، خالد فاروق، إن "العمر الافتراضي للعملات المصنوعة من مادة البوليمر يصل إلى نحو 4 سنوات، وهو ما يمثل 2.5 ضعف العمر الافتراضي لنظيرتها الورقية". وأضاف في تصريحات صحافية، أن "العملة الجديدة ستطرح كمرحلة أولى بفئة 10 جنيهات، و20 جنيهاً على أن تتوسع دار طباعة النقد في إصدار باقي الفئات بالعملة البلاستيكية بعد دراسة ردود فعل ومدى قابلية المواطنين لها".
وكشف عن بدء طباعتها "بالمطبعة الجديدة للبنك المركزي في العاصمة الإدارية بالتنسيق مع مركز الوثائق المؤمّنة لتوفير المواد الخام المتطورة وفق أحدث المعايير العالمية لأوراق النقد"، مشيراً إلى أن "المطبعة الجديدة تحوي 4 خطوط إنتاج، وتطبع جميع فئات العملات الورقية والبلاستيكية في وقت واحد".
25 دولة تعتمد عملات البوليمر
ومصر ليست الدولة الأولى التي ستعتمد تداول العملات البلاستيكية كعملة رسمية، إذ كانت البداية من أستراليا التي شرعت مبكراً في تداولها عام 1988 كأول دولة في العالم تستخدم العملة المصنوعة من البوليمر.
وتستخدم قرابة 25 دولة على مستوى العالم العملات المصنوعة من مادة البوليمر، بينها؛ أستراليا، والبرازيل، والصين، وإندونيسيا، وسنغافورة، وكندا، ونيوزيلندا، وغينيا، ورومانيا، وفيتنام، وهونغ كونغ، وسيريلانكا، وتشيلي، وتايلاند، والهند، وبريطانيا.
ووفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي استخدمت رومانيا العملات البلاستيكية عام 1999، وصنعت مجموعة كاملة من أوراق النقود المصنوعة من البوليمر لتستغني عن العملات الورقية تماماً، بينما أصدرت نيوزيلندا أول عملة بلاستيكية من فئة الـ20 دولاراً عام 1999، وبعدها حول البنك الاحتياطي النيوزيلندي، جميع عملاته إلى البلاستيك على مدار العام التالي، وتعد من أبرز الدول التي تستخدمها.
ولجأت كندا بسبب الأثر السلبي للعملات النقدية الورقية على الحياة البيئية واستهلاك كميات عالية من الورق في عام 2011 إلى إصدار العملات المصنعة من البوليمر، للحفاظ على دورة الحياة البيئية وعدم استهلاك الموارد واستنفادها بشكل سريع. وفي عام 2016 أصدر بنك إنجلترا المركزي، للمرة الأولى عملات بلاستيكية، حملت صورة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.
وعربياً، سعت الكويت إلى استخدام العملات البلاستيكية في عام 2013، بعد أن تعاقدت مع شركة "دي لا رو" لطباعة العملات البلاستيكية، ولكنها لم تطرح بشكل رسمي، في حين أعلنت مؤسسة النقد العربي السعودي في أغسطس (آب) 2020 طرح فئة عملة خمسة ريالات (1.3 دولار أميركي) المصنوعة من مادة البوليمر لتكون الأولى عربياً التي يتداول مواطنوها العملات البلاستيكية.