بثقة يرد رضا بهلوي نجل الشاه الأخير لإيران بالإيجاب على سؤال "هل النظام منقسم وهش على حافة الهاوية؟". فهو يعتقد أن الجمهورية الإسلامية على وشك الانهيار. وعلى الرغم من ذلك، يتطلب تحقيق ذلك مساعدة الغرب.
وبينما تم تنصيب إبراهيم رئيسي المحافظ المتشدد الثلاثاء رئيساً لإيران، أشار المعارض الذي يعيش في إحدى ضواحي العاصمة الأميركية، إلى نسبة الامتناع عن التصويت في الانتخابات الأكبر منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت والده، وكذلك إلى الاحتجاجات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد بسبب نقص المياه.
ويقول رضا بهلوي، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، "لدينا فرصة لتوجيه ضربة قاضية له (النظام). لا نطلب من العالم أن يفعل ذلك من أجلنا، الإيرانيون يريدون القيام بذلك إنهم يحتاجون إلى بعض المساعدة فحسب".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتوقع فيها نجل الشاه مثل غيره من المعارضين الإيرانيين في المنفى، السقوط الوشيك للحكم في طهران. فمنذ نحو عامين أكد أن "الانهيار النهائي" كان مسألة "بضعة أسابيع أو أشهر".
ما الفرق هذه المرة؟
يجيب إنها "الطريقة التي يقتل فيها النظام الناس ببساطة (...) شباب بسطاء عطشى يطالبون بحقوقهم".
ويتابع أن "هذا الرد لا يدل على شعور بالثقة والاستقرار"، بل هو "أقرب إلى محاولة أخيرة لمحاولة إخماد النيران".
لكن القادة الإيرانيين خسروا كل أوراقهم، على حد قول رضا بهلوي الذي يعتبر أن "رد النظام اليوم هو وضع الشخصية الأبغض والأكثر قتامة ويدعى رئيسي، على رأس البلاد".
ويرى رضا بهلوي أن الرئيس الجديد "جزار ومجرم ستتم محاكمته يوماً ما لارتكابه جرائم ضد الإنسانية".
وبسبب رفضها مقاطعة الرئيس الجديد صراحة، ينتقد بهلوي "الديمقراطيات الغربية" التي "يبدو أنها تطعن الناس في الظهر".
ويشير إلى قرار الاتحاد الأوروبي إرسال ممثل إلى مراسم أداء رئيسي للقسم، معتبراً أنها "صفعة" يمكن أن تمنحه "شرعية لا يستحقها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويشير أيضاً إلى الرغبة التي عبر عنها الرئيس الأميركي جو بايدن في مواصلة التفاوض مع الحكومة الجديدة لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الذي انسحبت واشنطن منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
وبدأت المفاوضات غير المباشرة في أبريل (نيسان) في فيينا مع فريق الرئيس السابق حسن روحاني المعتدل على الساحة السياسية الإيرانية لكنها لم تفض إلى نتيجة.
ويرى المعارض أن المسألة النووية ليست سوى واحدة من المشكلات الكثيرة التي يجب إثارتها. ويسأل "ما مصير قضية حقوق الإنسان؟ كيف ستستخدم الأموال الموزعة؟"، متهماً السلطات الإيرانية باختلاس الأموال التي تم الحصول عليها أثناء رفع العقوبات المرتبطة بإبرام هذه الاتفاقية في 2015، قبل أن يعيد ترمب فرضها.
ويضيف أن إدارة بايدن مخطئة إذا اعتقدت أن النظام سيقول "الآن بعد أن تفاوضنا سنترككم وشأنكم"، مؤكداً أنه "بحاجة إلى مواصلة هذا الموقف من العداء وعدم الاستقرار الإقليمي لأنه أفلت حتى الآن بهذه الطريقة".
ويقدم ولي العهد السابق ببزته الرمادية التي وضع على ياقتها دبوساً لأسد رمز الحقبة الإمبراطورية نفسه على أنه "جمهوري بطبيعته" لا يدفع في اتجاه إعادة النظام الملكي بل إلى إقامة ديمقراطية "علمانية".
لكن، لتحقيق ذلك يصر على أن تبدأ الدول الغربية حواراً مع المعارضة الإيرانية الآن.
ويؤكد أنه "من دون حوار بناء مع القوى الديمقراطية التي تمثل هذا البديل (...) لن تكون لدينا السهولة أو الإمكانية نفسها لإيجاد طريق أفضل نحو ما أسميه انهيار داخلي منضبط بدلاً من فوضى قابلة للانفجار".