Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمن الفلسطيني يرجع جنودا إسرائيليين ضلوا طريقهم في الخليل

غالباً ما تثير هذه الخطوة استياء الفلسطينيين

حافلة الجيش الإسرائيلي التي ضلت طريقها في مدينة الخليل (اندبندنت عربية)

تحوّلت اتفاقية أوسلو وملحقاتها إلى اتفاقات دائمة بعدما وضِعت لتكون مرحلية مؤقتة لخمسة أعوام فقط، بحيث تضمنت بنودها شروطاً صعبة على السلطة الفلسطينية قبلتها في حينه على أمل أن تشكل مدخلاً لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967.
ومن بين تلك الشروط، الترتيبات الأمنية الواردة في "اتفاق طابا" المعروف بـ "أوسلو 2" بين إسرائيل كقوة احتلال والسلطة الفلسطينية الذي شدد على التنسيق والتعاون بين الجانبين بعدما كانا خلال العقود الماضية في حالة حرب.
وينص الاتفاق على منع الطرفان "الإرهاب والجريمة والأعمال العدوانية الموجهة ضد الطرف الآخر أو ضد أفراد واقعين تحت سلطة الطرف الآخر وضد ممتلكاتهم، إضافة إلى تعاونهما في تزويد كل منهما الآخر بالمساعدة الضرورية في البحث عن المفقودين وعن جثث أشخاص لم يتم اكتشافها".
كما تعهدت منظمة التحرير الفلسطينية "بالتعاون مع إسرائيل في جهودها لتحديد وإرجاع جنود إسرائيليين فُقدوا في الخدمة، وكذلك بالنسبة إلى جثث إسرائيليين".
وأجبرت تلك البنود إضافة إلى التنسيق الأمني، جهاز الأمن الفلسطيني، إلى التواصل مع الجيش الإسرائيلي عبر جهاز "الارتباط العسكري".
وسبّب تقسيم "اتفاق أوسلو" الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق، إلى جانب وجود مئات آلاف المستوطنين في عمق المدن والبلدات الفلسطينية، بالتداخل بين الجانبين، واحتكاكهما بشكل شبه يومي، ودخول الجيش الإسرائيلي والمستوطنين إلى المناطق "أ" التي يُفترض أنها تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة.
وبحسب الاتفاق، قُسّمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق، "أ" تحت السيطرة الأمنية والمدنية الفلسطينية و"ب" تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية والمدنية الفلسطينية، إضافة إلى "ج" التي تقع تحت السيطرة المدنية والأمنية الإسرائيلية الكاملة.

عن طريق الخطأ

وعلى مدار الأعوام الماضية، يعمل الأمن الفلسطيني على إرجاع المستوطنين أو الجنود الإسرائيليين إلى السلطات في تل أبيب بعد دخولهم عن طريق الخطأ إلى مناطق "أ".
ويتولى الأمن حماية الداخلين بالخطأ، وإرجاعهم إلى مناطقهم في خطوة تثير استياء الفلسطينيين.

ودخلت يوم الأحد 1 أغسطس (آب) الحالي، عن طريق الخطأ، حافلة تضم على متنها جنوداً إسرائيليين إلى منطقة تقع تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية الكاملة في مدينة الخليل، قبل أن يتدخل جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني ويشرف على إرجاعها إلى المنطقة الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية في المدينة.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية رفضت الكشف عن نفسها، أن "الأمن الفلسطيني مُجبر بحكم الاتفاقات مع إسرائيل على إرجاع الإسرائيليين الضالين"، مضيفةً أن "السلطة الفلسطينية لا تستطيع إلا فعل ذلك تجنباً للأسوأ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


انتهاك أوسلو

وتنتهك إسرائيل اتفاق أوسلو عبر اقتحام جيشها مراكز المدن والقرى الفلسطينية وحتى نقاط قرب مقر الرئاسة في رام الله بهدف اعتقال فلسطينيين، وهو ما يقابله الأمن الفلسطيني بالانسحاب تجنباً للاشتباك، لكنه يمنع أحياناً الجيش الإسرائيلي من دخول مراكز المدن والبلدات الفلسطينية، وهو ما يتسبب بوقوع اشتباكات كما حصل في شهر يونيو (حزيران) الماضي، حين قُتل عنصران من الاستخبارات العسكرية الفلسطينية في مدينة جنين.
وتتهم السلطة تل أبيب منذ أعوام طويلة بعدم التزام اتفاقية أوسلو، وانتهاكها بشكل يومي، وكانت أعلنت في مايو (أيار) من العام الماضي تحللها من كل علاقاتها مع إسرائيل رداً على خططها ضم أجزاء من الضفة الغربية قبل أن تستأنفها بعد ستة أشهر، إثر حصولها على تعهد إسرائيلي بالتزام الاتفاقات الثنائية.
واعتبر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي أن "الأمن الفلسطيني لا يمكن إلا أن يرجع الإسرائيليين الضالين طريقهم لأن السلطة لم تُصمّم كي تكون جسماً معادياً لتل أبيب لكنها جاءت باتفاقات تضمن التعاون والتنسيق بين الجانبين".

وأشار الشوبكي إلى أن ما وصفه بـ"الالتزام الحديدي للسلطة الفلسطينية بالاتفاقات مع إسرائيل يقابله خرق يومي إسرائيلي لها"، مضيفاً أن "تلك السياسة التي تعتمدها السلطة  منبوذة من الفلسطينيين".
في المقابل، قال مسؤول في قيادة الجيش الإسراثيلي في الضفة الغربية رفض الكشف عن اسمه إن "الأمن الفلسيطيني عمل على تأمين إرجاع الحافلة الإسرائيلية من حيث أتت"، مضيفاً أن "تلك ليست المرة الأولى".

المزيد من الشرق الأوسط