Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حرب منصات" مستعرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين

أرسلت حماس رسائل تهديد إلى جنود في تل أبيب واخترقت مواقع أمنية

انتهى القتال العسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لكن "حرب المنصات" مستمرة بعنف (رويترز)

على الرغم من انتهاء القتال العسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، إلا أن المعركة لم تنته، وبدأت "حرب المنصات" تشتد كثيراً، فعبد أيام من تثبيت وقف إطلاق النار أعلنت القيادة الأمنية في تل أبيب عن تسلم جنود إسرائيليين رسائل نصية موجهة لهواتفهم المحمولة من الفصائل الفلسطينية، تحذرهم من دخول قطاع غزة.

لم تكن هذه الرسائل هي شعلة الحرب التقنية أو صراع الأدمغة كما يسميها المتخصصون في مجال الأمن عبر الإنترنت والباحثون في مجال "السايبر"، بل بدأ هذا الصراع أثناء العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة عام 2008، عندما هاجمت حركة "حماس" عدداً من المواقع الإلكترونية الخاصة بقيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية والمتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي.

صراع أدمغة

والفصائل الفلسطينية التي وصلت إلى قاعدة بيانات أرقام جنود الجيش الإسرائيلي تمكنت أيضاً من اختراق صفحات موقع "فيسبوك" لعدد من قادة الجيش، وكذلك تعطيل مواقع ومنصات إلكترونية تابعة لأجهزة أمنية في تل أبيب.

ويقول الباحث في شؤون الأمن على الإنترنت محمد أبو هربيد إن معالم المعركة الحالية بين الفصائل وإسرائيل تصنف على أنها صراع أدمغة وحرب إلكترونية تقنية، وعلى الرغم من القدرة المتواضعة للفصائل الفلسطينية في هذا المجال إلا أنها تمكنت من عرقلة عمل الجيش وإرباك حساباته في إمكان الوصول لمعلومات أمنية.

وبحسب أبو هربيد، فإن مستوى الحرب التقنية ارتفع كثيراً بعد القتال العسكري الأخير في مايو (أيار) الماضي، والهدف لدى الطرفين الحصول على معلومات تساعدهما في تطوير المعركة في المرحلة المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الواقع، استثمرت الفصائل الفلسطينية، وبالتحديد حركة "حماس"، خلال العقد الأخير كثيراً من المقدرات المالية والمعدات لإقامة منظومة تقنية لجمع معلومات استخباراتية عن الجيش الإسرائيلي.

ويقول أبو هربيد إن إسرائيل أنشأت خلال السنوات الماضية هيئة وطنية لـ "السايبر" لمكافحة الهجمات التي تتعرض لها، ومنع محاولات اختراق أنظمتها، وهذا دليل على وجود خطر كبير يلاحقها من الهجمات التي تتعرض لها من الفصائل الفلسطينية، على الرغم من أنها من الدول الرائدة في مجال التكنولوجيا والأمن المعلوماتي.

ولم تعلن الفصائل في أي مرة عن إجرائها أي اختراقات لمواقع ومنصات إسرائيلية، أو إرسالها رسائل إلى جنود إسرائيليين، في حين كانت قيادات تل أبيب تفصح عن تسجيل مهاجمة إلكترونية لمنصاتها وبيانتها الأمنية.

صراع عبر منصات التواصل الاجتماعي

وعلى أي حال فإن المعركة الباردة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل غير مقتصرة على تسجيل هجمات إلكترونية غير معلنة عن القائمين بها، بل بعد انتهاء القتال العسكري الأخير أخذت شكلاً جديداً يتمثل في محاربة المحتوى الإعلامي المنشور عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ويؤكد أبو هربيد أن مستوى المعركة التقنية في الفترة الحالية بات غير مقتصر على مهاجمة المواقع أو اختراق منصات، بل بات يشمل الجانب الإعلامي وبالتحديد عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وشهد صراع المنصات التقنية مشاركة عدد من قيادات الجيش الإسرائيلي فيها، إذ كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يبث عبر منصاتها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي رسائل تحدث فيها عن "إرهاب الفصائل الفلسطينية"، كما يسميه.

أشكال المواجهة

والأمر لم يقتصر على ذلك، إذ شارك رئيس قسم الإعلام العربي لرئاسة وزراء إسرائيل أوفير جندلمان في المعركة التقنية، ونشر عبر منصاته الاجتماعية عدداً من الرسائل التي تحرّض ضد حركة "حماس" بالتحديد.

وتطورت أشكال المواجهة المباشرة في منصات التواصل الاجتماعي، وبات الطرفان يستخدمون وسوماً مضادة ورسوماً كاريكاتورية ومقاطع ساخرة باستخدام تقنية البث المباشر لتفنيد الروايات، كما استخدم الجانب الفلسطيني صوراً لأطفال قتلوا خلال الغارات الإسرائيلية، بينما نشر المغردون الإسرائيليون فيديوهات توثق حال الهلع التي تنتاب السكان أثناء إطلاق الصواريخ على مناطقهم.

وفي خضم المعركة الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهم النشطاء الفلسطينيون إدارة هذه المنصات بالانحياز لمصلحة إسرائيل، كما اشتكى المغردون الإسرائيليون من تهاون هذه الشركات في وقف المحتوى الذي يشجع على تنفيذ عمليات ضدهم.

وبحسب المعلومات، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اجتمع بعد العملية العسكرية مع مديري شركتي "فيسبوك" و"تيك توك"، وطلب منهم اتخاذ إجراءات فورية لإزالة المحتوى الذي يحرض على العنف ويبث معلومات مضللة ينشره الفلسطينيون.

هل تجاوبت منصات التواصل مع الفلسطينيين والإسرائيليين؟

وسجل مركز "صدى سوشال" المعني بالدفاع عن الحقوق الرقمية للفلسطينيين تجاوب إدارة منصات "فيسبوك" و"توتير" و"تيك توك"، مع الطلب الإسرائيلي، وقال مديره إياد الرفاعي إنهم رصدوا أكثر من 770 انتهاكاً بحق الفلسطينيين خلال حرب غزة، بواقع 350 من "فيسبوك"، و250 من "تويتر"، و100 من "إنستغرام"، و50 من "تيك توك"، وحظّر 20 رقماً في "واتساب".

وأشار الرفاعي إلى أنهم رصدوا أكثر من مليون انتهاك قام به الإسرائيليون خلال العملية العسكرية، لم تتعامل معها منصات مواقع التواصل الاجتماعي ولم تقيد وصولها أو تحذفها أو تحظر الشخص الذي قام بنشرها، على الرغم من احتوائها بشكل واضح على خطاب كراهية وتحريض ضد الفلسطينيين.

وفي محاولة لوقف الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، أوضح الرفاعي أنهم قاموا بالتواصل مع إدارتي "فيسبوك" و"تويتر"، لكن الأولى أرسلت لهم اعتذاراً يتضمن أن هناك أخطاء تقنية في خوارزميات المنصة، بينما رفضت الثانية التجاوب معهم.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط