Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 حرب غزة وحسابات القوة العسكرية والسياسية

أوحت إيران أنها تعمل لمشروع كبير: ربط الجبهات في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن ببعضها البعض

"حماس" لم تكتم القول إنها هي التي بادرت إلى شن نوع من "حرب استباقية" (أ ف ب)

دروس الحروب ليست سريعة مثل مجريات الميدان حتى في الحروب الحاسمة. دروس الحرب العالمية الثانية التي انتهت قبل 71 سنة بنصر واضح وهزيمة كاملة لا تزال موضع قراءات ومراجعة لدى المؤرخين والمفكرين.

نهاية الحرب الباردة التي دفعت كثيرين في أميركا إلى استنتاج الدروس وإعلان "نهاية التاريخ" وانتصار الديمقراطية السياسية واقتصاد السوق، كشف الوقت عن أن الحكم عليها كان متسرعاً. فما بدا كأنه نصر كامل لطرف وانكسار كامل لآخر، تكشف عن معادلة أكثر واقعية: الحرب انتهت بـ"قتيل" هو الاتحاد السوفياتي، و"جريح" هو أميركا والغرب.

القتيل ورثه شاب يأخذ بثأره ويعيد روسيا إلى المسرح العالمي كقوة كبرى. وكبر إلى جانبه عملاق اقتصادي يحكمه حزب شيوعي هو الصين. والجريح الذي انفرد بقيادة العالم وقام بمغامرات عسكرية لتغيير الأنظمة لم يستطع إخفاء جراحه طويلاً، بحيث ظهرت عليه علامات الأفول.

ومن هنا الحاجة إلى كثير من الأسئلة بعد حرب غزة أمام الفلسطينيين والعرب والإسرائيليين والإيرانيين والأميركيين والروس والصينيين والأوروبيين: إلى أين بعد حرب لا تزال في مرحلة وقف النار؟ أي أفق سياسي يعاد فتحه؟ أي خيار عسكري يراد الذهاب إليه؟ أي توظيف لما سمي "تغيير المعادلات"؟ ماذا بعد المفاجآت التي ظهرت وبينها العامل الصاروخي، بصرف النظر عن المبالغات؟ ماذا عن حسابات القوة العسكرية بأبعد من وقائع الميدان؟ ماذا عن حسابات القوة السياسية التي كسبت أوراقاً جديدة متمثلة بما ظهر من وحدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وداخل الخط الأخضر والشتات، وعودة التضامن العربي وعامل التضامن الدولي؟ ماذا عن الانقسام القيادي بين الفصائل، حيث السلطة "سلطتان"؟ وكيف تدار المتغيرات؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأجوبة متعددة بالطبع. وهي ليست في مكان واحد، ولا في اتجاه واحد. بعض الأجوبة فيما تقوم به مصر بدعم عربي ودولي وترحيب فلسطيني وقبول إسرائيلي.

وبعضها الآخر فيما تخطط له إيران التي وصفت غزة بأنها "الخندق الأمامي لجبهة المقاومة"، طبعاً بقيادة الحرس الثوري الإيراني. وقبل ذلك هناك أجوبة في غزة ورام الله وإسرائيل وأميركا وروسيا والصين وعواصم أوروبا والعواصم العربية وتركيا، كما في عواصم العالم الإسلامي.

القاهرة تعمل على خطين: خط الاتفاقات الممكنة في هذه المرحلة بين الفلسطينيين وإسرائيل على المستوى الأمني وفي الإطار الإنساني. وخط المصالحة الفلسطينية للعودة إلى وحدة السلطة وبدء إعادة الإعمار والبحث عن "أفق سياسي" للتسوية.

وطهران التي لم تكن بعيدة من حرب غزة، وحصلت من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" على إشادة بما قدمته من سلاح ومال وخبرة عبر "حزب الله"، أوحت أنها تعمل لمشروع كبير: ربط الجبهات في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن ببعضها البعض لخوض "حرب التحرير الكبرى".

"حماس"، لم تكتم القول إنها هي التي بادرت إلى شن نوع من "حرب استباقية" عبر رشق القدس بالصواريخ رداً على استفزازات إسرائيل في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى.

والهدف المباشر، تغيير المعادلات مع العدو وربط القطاع بالقدس وانتزاع القيادة من "فتح" على الطريق إلى التحرير من البحر إلى النهر. وهي تقبل قيام دولة عاصمتها القدس الشرقية بعد انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967/6/4، ولكن ليس ضمن معادلة: الأرض مقابل السلام، بل ضمن معادلة: الأرض مقابل الهدنة.

والفارق كبير بينهما. السلطة في رام الله ليس لديها سوى خيار وحيد: التفاوض على "حل الدولتين" من خلال دور كبير للرباعية الدولية. إسرائيل التي قادها نتنياهو ضد حل الدولتين جاءتها حكومة وسط، يسار ويمين برئاسة لاييد - بينت عاجزة عن الاتفاق على أي موقف يتعلق بالتسوية.

والهم السريع والمباشر لواشنطن وموسكو وبكين وعواصم أوروبا والعواصم العربية وأنقرة، ترتيب وقف ثابت وطويل للنار تحت عنوان هدنة، وهي هدنة تسمح بإعادة الإعمار في إطار صيغة مقبولة داخلياً وخارجياً.

وليس واضحاً إن كان التلويح بالعودة إلى إطلاق النار ورقة ضغط من أجل الهدنة، أم مرحلة أخرى في مسار الخيار العسكري.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل