Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ليه لأ" يفتح أبواب المصريين أمام أطفال الملاجئ

المسلسل يطرح فكرة التبني جماهيرياً ويثير الجدل بشأن حق المتبنّى في الميراث

مسلسل "ليه لأ" يسلط الضوء على تبني أطفال الملاجئ  (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية – صفحة منة شلبي على فيسبوك)

نجاح كبير وجدل أكبر أثاره مسلسل "ليه لأ 2" الذي عرض أخيراً على منصة "شاهد" وشارك في بطولته منة شلبي وأحمد حاتم ومراد مكرم وريم حجاب وفراس سعيد ويارا جبران والطفلة منى زاهر وسارة عبدالرحمن ودنيا ماهر ومها أبو عوف، وهو من تأليف مريم نعوم وإخراج مريم أبو عوف، بعدما سلط الضوء على قضية "التبني" وما يواجهه أطفال الملاجئ من معاملة.

حلم الأمومة

تدور الأحداث حول الطبيبة ندى التي تقوم بدورها منة شلبي، وتتمنى تحقيق حلم الأمومة وهي في نهاية الثلاثينيات من عمرها، ولم تتزوج فتتبنى طفلاً مجهول النسب يدعى يونس من دار أيتام، ويعيش معها في بيتها وتحاول منحه اسم عائلتها ليرث شرعاً، فيجد الأمر مقاومة شديدة من أخيها والمجتمع، وتتصاعد الأحداث بشكل تشويقي كبير.

وحقق المسلسل نجاحاً جماهيرياً وعلى مستوى التفاعل الواقعي حقق طفرة كبيرة، إذ كشف مسؤولو الإدارة العامة للأسرة والطفولة بوزارة التضامن الاجتماعي المصرية "أن هناك نحو 11900 طفل مكفول في مصر حتى الآن، وأن أعداد الطلبات المقدمة للوزارة من أسر تريد الكفالة وصل إلى 2700 طلب، وتبت الوزارة في الأمر". وأشارت الوزارة إلى "أن المسلسل تسبب في زيادة أعداد طلبات كفالة الأطفال في المنازل خلال الفترة الأخيرة، بعدما سلط الضوء على القضية".

وصول الرسالة

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت النجمة منة شلبي لـ "اندبندنت عربية"، "الحمد لله على نجاح المسلسل في وصول رسالة قوية وفتح آلاف الأبواب أمام أطفال الملاجئ ليحصلوا على فرص أفضل في المعيشة وسط أسر وعائلات، والأهم هو أن يتخلص المجتمع من نظرة النقد الجارح للطفل المتبنى من طريق أسر جديدة". وأشارت إلى "أن المسلسل لمسها إنسانياً بشكل كبير، وشعرت بكل كلمة وموقف في كل مشهد".

وعلى الرغم من فرحة الجميع بنجاح المسلسل في تحقيق هذه النقلة الإنسانية والطفرة الإيجابية إلا أن أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أحمد كريمة أوضح في تصريحات محلية موقف الدين الإسلامي من تبنّي الأطفال بعد إثارة القضية للجدل، إذ أكد "أن فكرة تبني عائلة لطفل مجهول النسب وإعطائه اسمها وجعل له الحق في الوراثة حرام شرعاً، ولكن الصحيح هو كفالة الطفل مادياً والإنفاق عليه".

وأشار أستاذ الفقه إلى "أن تبني الطفل عن طريق فتاة غير متزوجة مثلما حدث بالمسلسل أمر لم يخصه الدين، ولكن الفكرة العامة والملخص أن يتم الإنفاق المالي على هذا الطفل المعروف نسبه بسبب ظروف عائلية لهذا الطفل".

مشكلات معقدة

وعلى جانب آخر، أشاد عدد كبير من النقاد بمسلسل "ليه لأ" في جزئه الثاني ومناقشته لقضايا إنسانية حقيقية خاصة قضية التبني، وأكد الناقد أحمد النجار في تصريح "أن المسلسل حمل كثيراً من الصدق والأمانة في التعبير عن مشكلات مجتمعية متشابكة، وتحمل أكثر من وجهة نظر وتواجه انتقادات حادة، أبرزها فكرة تبني فتاة غير متزوجة لطفل يتيم أو مجهول النسب من دار أيتام، وهذا قد يحدث في المجتمع لكن لا يتم الإفصاح عنه لحساسية الموقف. وفي المسلسل الذي كتبته مريم نعوم وأخرجته مريم أبو عوف تم التناول لهذه الفكرة بالقوة الناعمة كما يقولون وتوصيل الرسالة المطلوبة وجلب كثيراً من التعاطف مع الأطفال الذين يتم تبنيهم من دور رعاية أو أيتام، وتم التفاعل بشكل كبير ليصل الموضوع للجمهور، ويرتفع عدد المقبلين على هذه الخطوة، وهذا شيء عظيم يؤكد دور الفن الراقي في خدمة القضايا الإنسانية والمجتمعية".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة