Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تخترق صناعة الهيدروجين الأخضر والأزرق بدعم إيطالي

القاهرة تسعى للاعتماد على الطاقة النظيفة بنسبة 40 في المئة في 2035

تملك شركة "إيني" خبرة كبيرة في مصر منذ 1954 (أ ف ب)

تُخطط الحكومة المصرية للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة بنسبة تتخطى 40 في المئة قبل حلول عام 2035 بتنويع مصادر الطاقة، إذ اعتمدت استراتيجية جديدة لإنتاج الهيدروجين بنوعيه الأخضر والأزرق، تزامناً مع زيادة الاعتماد على الطاقة المنتجة من الرياح والشمس والمياه بجانب المصادر التقليدية للطاقة.

وطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس حكومته مصطفى مدبولي في اجتماع، بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين باشتراك القطاعات المختلفة في الدولة، في إطار سعي القاهرة إلى امتلاك القدرة في مجال توليد واستغلال الهيدروجين ومواكبة التطور العالمي في هذا المجال بالشراكة مع الخبرات العالمية.

ووفقاً لبيان رسمي، صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاجتماع استعرض عدداً من مشروعات وزارة الكهرباء، بخاصة في قطاعات الطاقة الجديدة والمُتجددة والربط الكهربائي مع دول الجوار.

الربط الكهربائي مع السعودية

 خلال الاجتماع عرض وزير الكهرباء المصري، محمد شاكر، مستجدات مشروع الربط الكهربائي مع السعودية بمد خطوط الكهرباء، وإنشاء عدد من محطات التحويل الكهربائي في الجانبين، بهدف تبادل الطاقة الكهربائية بين شبكتي الكهرباء الوطنية في البلدين، لتحقيق الاستفادة الاقتصادية المتبادلة بينهما على مدار العام وفقاً لاحتياجات كل جانب.

الشراكة مع دول عالمية

وأورد البيان أن شاكر استعرض كذلك المشروعات القومية في قطاع إنتاج الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة، بخاصة التي تعتمد على الرياح والطاقة الشمسية بالتعاون مع شركات القطاع الخاص والشراكة مع الخبرة الأجنبية في إطار استراتيجية مصر للطاقة المتكاملة والمستدامة التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة المستخدمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أيمن حمزة، إن الهيدروجين الأخضر، يُنتج عبر استخلاص ذرة الهيدروجين من المياه بواسطة استخدام الكهرباء.

طاقة نظيفة عام 2035

وأوضح أن وزارته تخُطط بشكل جيد لإدماج وزيادة نسبة الطاقة الجديدة والمتجددة ضمن المنظومة المحلية للطاقة، مؤكداً أن القاهرة نجحت في الاعتماد على الطاقات المتجددة، بنسبة تخطت الـ 22 في المئة حتى الآن، لافتاً أن وزارته تستهدف الوصول بتلك النسبة إلى ما يزيد على 40 في المئة قبل حلول عام 2035، باعتبار الطاقة الجديدة (من بينها طاقة الهيدروجين الأخضر) مستقبل الطاقة في العالم أجمع وليس مصر فقط.

الربط الكهربائي مع 5 دول عربية

وأضاف أيمن حمزة أن وزارته تستكمل أيضاً خطوات الربط مع دول الجوار أو الدول في النطاق الإقليمي، مثل الأردن وليبيا والسودان والسعودية وأخيراً العراق في إطار دعم تحويل القاهرة لمركز إقليمي للطاقة.

 

استثمار 33 مليار دولار في 6 سنوات

وتابع المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن إجمالي استثمارات الحكومة في مشروعات توليد أو إنتاج  الكهرباء من المصادر المختلفة وصل إلى 515 مليار جنيه (حوالى 33 مليار دولار) منذ عام 2014 وحتى نهاية العام الماضي، موضحاً أنها تتضمن 434 مليار جنيه (حوالى 28 مليار دولار) لمشروعات إنتاج الكهرباء، إلى جانب 55 مليار جنيه (3.5 مليارات دولار) لتدعيم شبكة نقل الكهرباء، إضافة إلى 27 مليار جنيه (1.7 مليار دولار) لمشروعات شبكة توزيع الكهرباء، علاوة على 3 مليارات دولار مشروعات بالمشاركة مع القطاع الخاص كاستثمارات أجنبية في مشروعات الطاقة المتجددة.

4 آلاف ميغا واط تُنتج من المصادر المتجددة

وكشف أيمن حمزة، أن إجمالي الطاقة المولدة من المصادر المتجددة وصلت إلى 4 آلاف ميغاواط تم إنتاجها من الطاقة المائية والرياح والطاقة الشمسية، وهو ما يوفر نحو 4600 مليون طن نفط، وأسهم في منع انبعاث أكثر من 8 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

تعاون بين الحكومة و"إيني" الإيطالية

في سياق متصل، وقعت الحكومة المصرية مع شركة "إيني" الإيطالية مذكرة تفاهم للتعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق وتقييم الجدوى الفنية والتجارية لمشروعات إنتاجه المستهدفة في مصر.

ووفقاً لبيان رسمي، أوردت وزارة البترول المصرية، أنه بمقتضى الاتفاق الجديد ستتعاون شركة "إيني" مع الشركة المصرية القابضة للغازات (المملوكة للدولة) في إجراء الدراسات اللازمة حول المشروعات المشتركة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وأضافت أن الاتفاق يتطرق إلى إنتاج الهيدروجين الأزرق من خلال تخزين ثاني أكسيد الكربون في حقول الغاز الطبيعي المتقادمة، كما تشمل الدراسة أيضاً التعرف على استهلاك السوق المحلية المحتمل للهيدروجين وفرص التصدير المتاحة، وكذلك تقييم الخطط والأعمال اللازمة لتنفيذ المشروعات المطروحة.

"إيني": مصر اختارت الوقت المناسب

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لأنشطة الموارد الطبيعية بشركة "إينى" اليساندرو بوليتي، إن التوقيع جزء من المسار الذي اتبعته شركته لتقليل الانبعاثات الضارة بحلول عام 2050، لافتاً أن ذلك يتوافق مع استراتيجية مصر في التوجه نحو تنويع مزيج الطاقة المستخدم، وتطوير مشروعات إنتاج الهيدروجين بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية.

وتابع أن شركته لديها خبرة كبيرة في مصر منذ 1954، وأنها تشعر بالمسؤوليات المجتمعية تجاه تحقيق تلك الأهداف على المدى القصير، وأنها على المدى البعيد تؤمن بأهمية الاستعداد لمزيج طاقة متنوع يعتمد بصورة أكبر على الطاقات المتجددة، مضيفاً أن توجه مصر نحو الهيدروجين جاء في الوقت المناسب.

من جانبه، قال وزير البترول السابق، أسامة كمال، إن الهيدروجين الأخضر وقود خال من الكربون، مضيفاً أن مصدر إنتاجه هو الماء، وتشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين في الماء بواسطة الكهرباء.

وتابع أن الهيدروجين الأخضر يتسم بأهداف حماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحراري، كونه يعتمد إزالة الكربون وتقليص نسبته في الهواء، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من الصناعات المرشحة للاستفادة من هذا الوقود، منها صناعة الطائرات، والسفن، والشاحنات، التي تقطع مسافات طويلة، والصناعات الثقيلة.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اجتمعت 7 شركات من كبار مطوري مشاريع الهيدروجين الأخضر وأطلقوا مبادرة Green Hydrogen Catapult في محاولة لزيادة إنتاجه بمقدار 50 ضعفاً في السنوات الست المقبلة، بغرض خفض تكلفة الهيدروجين الأخضر إلى أقل من دولارين/ كغم، ما سيساعد على خفض الانبعاثات من الصناعات الأكثر كثافة في الكربون في العالم، بما في ذلك صناعة الصلب والشحن وإنتاج المواد الكيماوية وتوليد الطاقة وفقاً لمجلة "فوربس" الأميركية.

والشركاء المؤسسون الـ 7 هم، مجموعة "أكوا باور" السعودية للطاقة النظيفة، وشركة "سي دبليو بي رينيوابلز" الأسترالية، وشركة "إنفيجن" الصينية لتصنيع توربينات الرياح، وعمالقة الطاقة الأوروبية "إيبردرولا وأورستد"، ومجموعة الغاز الإيطالية "سنام"، و"يارا" وهي شركة نرويجية منتجة للأسمدة.

اقرأ المزيد