تعرَف مولدافيا، الجمهورية السوفياتية سابقاً، الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا، التي تستعد لانتخابات تشريعية مبكرة اليوم الأحد، بإنتاج النبيذ، ولكن أيضاً بنطاق الفقر الواسع وبـ"نزاع مجمّد" مع الانفصاليين في ترانسدنيستري.
كان الرئيس السابق إيغور دودون يأمل بتمتين الأواصر مع موسكو. غير أن مايا ساندو التي خلفته في المنصب نهاية العام الماضي، ترغب من جهتها في إرساء تقارب مع الاتحاد الأوروبي الذي يجمعه بكيشيناو اتفاق شراكة.
تاريخ شائك
هذا التناقض يعكس التاريخ الشائك للدولة الصغيرة، كانت جزءاً من السلطنة العثمانية لوقت طويل، ثم دخلتها روسيا قبل ضمها إلى رومانيا في مرحلة سبقت تحولها عام 1940 إلى جمهورية مولدافيا الاشتراكية السوفياتية. حازت على استقلالها عند تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991.
اللغة الرومانية لغة رسمية، على الرغم من انتشار الروسية على نطاق واسع، فيما تواجه لغة أقلية غاغواز الناطقة بالتركية خطر الزوال.
غالباً ما تنعت مولدافيا بأنها واحدة من أفقر دول أوروبا إلى جانب أوكرانيا.
تشير أرقام البنك الدولي لعام 2020 إلى بلوغ الناتج المحلي للفرد 4550 دولاراً أميركياً سنوياً، ما يناهز الثلث في رومانيا ويقل بثماني مرات عن فرنسا.
تفتقر هذه الدولة إلى موارد طبيعية وتعتمد كثيراً على جاليتها. لكن تدفق مئات آلاف من المولدافيين إلى الخارج، بين روسيا والاتحاد الأوروبي، أثار نزيفاً لليد العاملة على الرغم من التحويلات المالية التي يوفرونها.
الكروم
يعد المناخ المشمس في مولدافيا لأكثر من 300 يوم في العام، مثالياً لزراعة الكروم، ما يرفع دور قطاع إنتاج النبيذ في الاقتصاد الوطني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تمتد الكروم على 110 آلاف هكتار، جاعلة من مولدافيا واحدة من بين أكبر 20 دولة منتجة للنبيذ في العالم. ويصدر غالبية الإنتاج إلى الخارج.
وغالباً ما تحظر روسيا استيراد النبيذ المولدافي إلى أراضيها مع ارتفاع منسوب التوتر في العلاقات الثنائية.
تسعى مولدافيا حالياً للاستفادة من قطاع إنتاج النبيذ في سبيل تنمية السياحة الضعيفة: 174 ألف زائر أمضوا فيها ليلة واحدة على الأقل عام 2018، حسب منظمة السياحة العالمية.
ترانسدنيستري
تمتد ترانسدنيستري على مسافة بالكاد يبلغ طولها 200 كيلومتر، وباتساع لا يتخطى 20 كيلومتراً. غير أن هذه الجمهورية الانفصالية تتمتع بعملتها الخاصة وبحكومة، وتصدر طوابع بريدية.
انشقت المنطقة الناطقة بالروسية مع استقلال مولدافيا بعد أعمال قتالية أسفرت عن نحو ألف قتيل عام 1992. لم تحظ أبداً باعتراف دولي ولكنها تعول على مساعدات روسيا التي تنشر عسكريين هناك وتجمد النزاع مع كيشيناو.
وسبق للرئيسة مايا ساندو أن اقترحت استبدال القوات الروسية بمراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ولكن موسكو ترفض.
قد تلهم مولدافيا فنانين لكونها واحدة من أكثر الدول غير المعروفة في أوروبا. فالرسام البلجيكي هيرجيه استخدم مولدافيا كنموذج لـ"سيلدافيا"، مملكة صغيرة متخيلة يزورها "تان تان" في مغامراته.
بعد عقود قليلة، نشرت مجموعة من الكتاب الأستراليين دليلاً سياحياً لبلد متخيل اسمه "مولفانيا"، مستوحى بشكل كبير من قوالب نمطية للغربيين حول دول شرق أوروبا.
