أفاد استطلاع جديد أن نصف النساء ذكرن أنهن عانين سلوكاً جنسياً غير مرغوب فيه في مكان العمل.
إذ وجد الاستطلاع الذي أجراه موقع "يوغوف" لأبحاث السوق أن حوالى ربع النساء تعرضن للمس غير مرغوب فيه أثناء العمل، أو سمعن زملاءهن يدلون بتعليقات ذات طبيعة جنسية أمامهن حول زميلة أخرى في العمل، أو وُجهت لهن أسئلة أو استُنطقن عن حياتهن الجنسية في مكان العمل.
وكذلك وجد الباحثون الذين استطلعوا آراء أكثر من 1000 امرأة يعشن في المملكة المتحدة، أن واحدة من كل 10 نساء عانت تحرشاً جنسياً في مكان العمل، فيما تعرض واحد في المئة منهن للاغتصاب أو محاولة الاغتصاب في العمل.
وفي تعليق متعلق بتلك الدراسة، أوضحت سارة موريسون الناشطة البارزة في حركة "آفاز" Avaaz المدنية العالمية التي كلفت "يوغوف" إجراء المسح، أنه "يجب ألا تخشى أي امرأة العنف الجنسي أو التحرش في العمل، لكن الحقيقة الصادمة أنه ما زال جزءاً من الحياة المهنية لملايين النساء في بريطانيا".
وكذلك نبهت السيدة موريسون إلى أن التحرش الجنسي في مكان العمل منتشر في جميع أنحاء العالم. ولاحظت إن دولة واحدة من بين كل أربع دول تفتقر إلى وجود أحكام قانونية عن حماية النساء من التحرش الجنسي في العمل، بل حتى في تلك الدول التي توجد لديها تدابير فإنها لا تطبقها دائماً بالشكل الصحيح.
وأضافت، "يسهم التحرش الجنسي في ترسيخ فجوة الأجور بين الجنسين، لأنه يسهم في انخفاض عدد النساء اللواتي يدخلن سوق العمل أو يبقين فيه، ويمكن أن يؤثر على تقدمهن في وظائفهن نتيجة لذلك. يجب ألا تشعر المرأة بالخوف من الذهاب إلى عملها. وتستحق النساء العمل بكرامة واحترام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي التفاصيل أن استطلاع "يوغوف" وجد أن حوالى نصف النساء في المملكة المتحدة من اللواتي عملن في فترة من حياتهن، يعتقدن أن ما تفعله الحكومة غير كاف للحؤول دون معاناة النساء من التحرش الجنسي في مكان العمل. وكذلك ذكرت حوالى ست نساء من بين كل عشر، أنهن كن سيبلغن عن التحرش الجنسي على الأرجح، لو كن يعلمن أن هويتهن ستبقى مجهولة أو سرية.
وفي ملمح مهم، نُشرت هذه البيانات قبل اجتماع "منتدى جيل المساواة" في باريس بين 30 يونيو (حزيران) و2 يوليو (تموز) الذي يشكل قمة دولية تعمل على وضع جدول أعمال عالمي عن حقوق المرأة خلال السنوات العشر المقبلة.
سيركز أحد البنود الرئيسة في جدول أعمال القمة على ما إذا كان ينبغي على الحكومات المصادقة على اتفاقية منظمة العمل الدولية الخاصة بالعنف والمضايقة التي تعد أول اتفاقية دولية في العالم تهدف بشكل صريح إلى حماية الموظفين من التحرش الجنسي في مكان العمل. لكن المملكة المتحدة لم تصادق بعد على المعاهدة، على الرغم من الدعوات المتكررة التي يوجهها أعضاء البرلمان والنشطاء إلى الوزراء للقيام بذلك.
وورد في وصف الاتفاقية أنها "أول معاهدة دولية تعترف بحق كل فرد في بيئة عمل خالية من العنف والتحرش، بما في ذلك التحرش والعنف القائمان على الهوية الجنسية".
وقالت السيدة موريسون، "كانت نقاشات رئيس الوزراء حول الهوية الجنسية جيدة، لكن حان الوقت الآن لتحويل أقواله إلى أفعال... يجب على المملكة المتحدة أن تدعم هذه المعاهدة التاريخية بكل ثقلها لحماية النساء في جميع أنحاء العالم من العنف في مكان العمل القائم على الهوية الجنسية. ليس بمقدور النساء الانتظار بعد الآن".
© The Independent