Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكاية بيل كوسبي: صعود النجم وسقوطه وإطلاق سراحه

حكمت المحكمة العليا في الولاية بالإفراج عن الممثل السابق ووقف الملاحقات القضائية المستقبلية

كان لملايين الأميركيين "أب أميركا" لكنه لم يمتنع عن توجيه بعض اللوم للأميركيين الأفارقة (أ ب)

عندما رأينا رجال الشرطة يقتادون بيل كوسبي وهو مكبل اليدين قبل ثلاث سنوات، إثر إدانته بالاعتداء الجنسي على امرأة والحكم عليه بالسجن، شكك كثيرون في أنه سيرى النور خارج زنزانة السجن مرة أخرى.

كانت العقوبة تتراوح بين ثلاث وعشر سنوات، لكن الفنان السابق كان يبلغ من العمر حينها 81 سنة، وحالته الصحية سيئة، وفقاً لتصريحاته. واعتقد المحامون والنشطاء، إلى جانب العديد من النساء اللواتي زعمن أنهن تعرضن للاعتداء الجنسي من قبل نجم المسلسل الكوميدي "عرض كوسبي" (The Cosby Show)، أنه تم أخيراً وضع نهاية لقضية استمرت لأعوام.

وقال القاضي، ستيفن أونيل، أمام المحكمة في مقاطعة مونتغومري بولاية بنسلفانيا: "آن الأوان أن تأخذ العدالة مجراها"، عقب إدانة كوسبي في وقت سابق من ذلك العام بتهمة تخدير الموظفة في جامعة تمبل، أندريا كونستاند، والاعتداء عليها جنسياً في منزله في عام 2004. وأضاف القاضي: "سيد كوسبي، ها أنت ذا تحصد ثمار أفعالك. لقد جاء يوم عقابك. حان الوقت لذلك." 

والآن، عاد كوسبي رجلاً حراً مرة أخرى. حيث وافقت أعلى محكمة في الولاية يوم الأربعاء على الاستئناف الذي قال كوسبي يوم صدور الحكم عليه إنه عازم على البدء به، وألغيت إدانته السابقة. وها هو ذا الرجل البالغ من العمر 83 سنة يستعيد حريته بعد فترة وجيزة من صدور الحكم.

صدر القرار الحاسم عن المحكمة العليا في بنسلفانيا بعدما قضى كوسبي أكثر من عامين من عقوبته. ووجدت الأغلبية في المحكمة أن المدعي العام، بروس كاستور، أبرم صفقة مع محامي كوسبي عام 2005 بعدم توجيه تهم جنائية إليه.

نتيجة لذلك، لم يستطع كوسبي تجنب الإدلاء بشهادته كجزء من دعوى مدنية رفعتها السيدة كونستاند ضده، إذ لا يمكن للمتهمين رفض الإدلاء بشهادتهم إلا عندما يواجهون ملاحقة جنائية.

كتب القاضي ديفيد فيشت نيابة عن الغالبية في المحكمة: "في ضوء هذه الظروف، فإن القرار اللاحق الذي اتخذه وكلاء المقاطعة اللاحقون لمقاضاة كوسبي انتهك حقوق الإجراءات القانونية التي يتمتع بها كوسبي... هناك حل واحد فقط يمكنه إعادة كوسبي إلى وضعه السابق تماماً. يجب إخلاء سبيله، ويجب وقف أي محاكمة مستقبلية متعلقة بهذه التهم على وجه الخصوص." 

وكان وقع الأخبار الواردة من ولاية بنسلفانيا مثل الصاعقة على أولئك الذين يتابعون القضية، وإنكار كوسبي الادعاءات السابقة بالاعتداء - مثلما أنكر مزاعم المدعين في قضية كونستاند. 

وشكلت تلك الأخبار تطوراً آخر في قصة الرجل الذي اشتهر لعقود من الزمن بدور الزوج والأب المحبوب في المسلسل الكوميدي التلفزيوني "عرض كوسبي" في الثمانينيات، الذي استمر عرضه لمدة ثمانية مواسم على شبكة "أن بي سي" بين عامي 1984 و 1992.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالنسبة إلى ملايين الأميركيين، كان لقبه هو "أب أميركا"، وبالنسبة للعديد من الأميركيين الأفارقة كان نجاحه في صناعة يهيمن عليها الممثلون البيض سبباً لبهجتهم. 

ومع ذلك، فإن سمعته حتى ضمن إطار السياسات العرقية، كانت معقدة: حيث غالباً ما كان النجم يوبخ المجتمع الأسود ويهاجمه لأنه لا يبذل المزيد من الجهد "لمساعدة نفسه".

وفي عام 2004، على سبيل المثال، لم يكتف باتهام الأميركيين الأفارقة بالفشل في تعليم أطفالهم فحسب، بل زعم أيضاً أن الرجال السود يضربون زوجاتهم.

قال كوسبي في المؤتمر السنوي لائتلاف منظمتي "رينبو/ بوش" للعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية وصندوق تعليم المواطنة: "عليكم أن تتوقفوا عن ضرب نسائكم، لأنكم غير قادرين على العثور على وظائف، ولأنكم لم ترغبوا في التحصيل العلمي، وتتقاضون الآن الحد الأدنى من الأجور... كان يجب أن تفكروا في أنفسكم أكثر عندما كنتم في المدرسة الثانوية، عندما كانت الفرصة متاحة لكم." 

في عام 2017، كانت المحاكمة الأولى للممثل المولود في فيلادلفيا قد انتهت بإلغاء الملاحقة. لكن محاكمة ثانية أجريت في ربيع عام 2018، أسفرت عن إدانته بتهم مماثلة لكن مختلفة.

وبالمجمل، أدين كوسبي بثلاث تهم بارتكاب جرائم مخلة بالآداب العامة. ونظراً إلى أن المحاكمة جرت على خلفية حركة "MeToo#"، قامت العديد من النساء اللواتي سعين إلى إبلاغ ادعاءاتهن ضد الممثل في المحكمة بمشاهدة المعالِجة بالتدليك التي واجهت كوسبي في المحكمة، لكنهن مُنعن من عرض حالاتهن بسبب قانون التقادم.

وكتبت المعالجة في بيان: "قد لا نعرف أبداً إلى أي حد وصلت حياته المزدوجة كمعتد جنسي، لكن عهد الإرهاب الذي امتد لعقود كمغتصب متسلسل قد انتهى... بشكل مفاجئ توقفت الحياة كما عهدتها، كنت شابة مليئة بالثقة وأتطلع إلى مستقبل مشرق يحمل لي الفرص. الآن، بعد 15 عاماً تقريباً، أنا امرأة في منتصف العمر عالقة في وتيرة سيطرت على معظم حياتها في سن الرشد، غير قادرة على التعافي تماماً أو المضي قدماً."

في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، أطلقت السلطات صورة حديثة تظهر كوسبي يرسم ابتسامة فاترة، بينما كانت كمامة طبية تتدلى من وجهه. وكان الممثل في الصورة التي نشرتها إدارة الإصلاح في بنسلفانيا غير حليق ويرتدي زي السجن البرتقالي اللون على ما يبدو. 

لقد كان الاختلاف صارخاً عن الممثل حسن الهندام والحليق الذي اقتيد في سبتمبر (أيلول) عام 2018 من قبل حجّاب المحكمة، ورُفض طلبه بالإفراج عنه بكفالة أثناء استئنافه القضية. كان كوسبي حينها يرتدي قميصاً أبيض وحمالات سروال حمراء، وقد خلع ربطة عنقه وسترته.

وقال له القاضي وقتها: "الملائكة المنبوذة هي الأكثر معاناة." 

أنجز التقرير بمساهمة من وكالة "رويترز".

© The Independent

المزيد من منوعات