Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اختفاء مفاجئ لبحيرة في أنتاركتيكا يثير القلق إزاء الجروف الجليدية

جرت مياهها عبر جرف جليدي بسماكة 1400 مترا حتى وصلت إلى المحيط

صورة للبحيرة  وصورة أخرى للحفرة التي تركتها خلفها التقطها بعد أيام على اختفائها القمر الاصطناعي "آيس سات 2" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" (معهد سكريبس لعلوم المحيطات)

في وقت ما من الشهر الماضي، في غمرة الشتاء القطبي الجنوبي المظلم، اختفت فجأة بحيرة كبيرة في أعلى جرف جليدي يسمى "آميري"  Amery Ice Shelf في شرقي القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، تاركة فوهة مساحتها أربعة أميال مربعة (10.36 كيلومتر مربع) على عمق 260 قدماً (80 متراً).

ويُعتقد أن الحجم الهائل من المياه التي احتوت عليها البحيرة - الذي كما يقدر تراوح بين 21 و26 مليار قدم مكعب - قد وجد طريقه إلى المحيط، متسرباً عبر جليد تبلغ سماكته أربعة آلاف و590 قدماً (1400 متر).

أبدى عدد من العلماء قلقهم إزاء هذا الاكتشاف، نظراً إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بسبب أزمة المناخ قد أدى إلى تراكم مستويات أكبر من مياه الجليد الذائب السطحية على الجروف الجليدية في القارة القطبية الجنوبية. وتؤدي البحيرات الناتجة [عن هذه الظاهرة] بدورها إلى ظهور تصدعات عبر الجليد وصولاً إلى المحيط، وتتسبب، كما في هذه الحالة، في انهيار الجروف الجليدية، ما يفاقم تالياً مستويات فقدان الجليد في الغطاء الجليدي للقارة.

الحال أن الجروف الجليدية المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية تشكل حواجز مهمة، إذ تحمي الأنهر الجليدية وطبقات الجليد التي تغطي الكتلة الأرضية في القارة من خسارة كميات إضافية من الجليد.

على الرغم من أن القارة تعيش حالياً ذروة الشتاء، استطاع العلماء أن "يروا" البحيرة والحفرة التي تركتها خلفها، مستعينين بصور من قمر صناعي للتصوير الراداري.

قالوا إنه بعد تسرب المياه تشكل منخفض محل البحيرة يشبه فوهة بركان في سطح الجرف الجليدي، يمتد على مساحة 4.25 ميل مربع (11 كيلومتراً مربعاً).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

احتوى المنخفض السطحي، الذي يسمى "بالعة" ("دولين" doline) الجليد، على البقايا المتحطمة من الجليد الرقيق الذي يغطي البحيرة.

"نعتقد أن وزن الماء الذي تراكم في هذه البحيرة العميقة قد فتح صدعاً في الجرف الجليدي الموجود تحت البحيرة، وتسمى هذه العملية "التصديع المائي" (أو الهيدروليكي) hydrofracture، ما أدى إلى تدفق المياه بعيداً إلى المحيط في الأسفل"، بحسبما قال الباحث الرئيس في الدراسة رولاند وارنر، وهو خبير في الأنهر الجليدية مع "شراكة برنامج القطب الجنوبي الأسترالي" في "جامعة تسمانيا".

يُعتقد أن عمليات تصديع مائي مماثلة كانت أحد أسباب انهيار الجليد العملاق على جرف جليدي آخر شهدته "شبه جزيرة أنتاركتيكا"، لكن الباحثين قالوا إنه لم يسبق لهم أن رأوا مثل هذا التصديع المائي العميق، ولا حتى في هذا الجرف الجليدي.

الجرف الجليدي "آميري" ثالث أكبر جرف في القارة القطبية الجنوبية، ويشكل جزءاً من حوض تصريف رئيس يقع شرقي القارة القطبية الجنوبية، وهو هائل الحجم - إذ تبلغ مساحته 23 ألف ميل مربع (60 ألف كيلومتر مربع)، ويصل عمقه تحت المياه إلى أكثر من 340 ميلاً (550 كيلومتراً).

رصد العلماء تفريغ المياه الذي تعرضت له البحيرة الكبيرة بواسطة القمر الصناعي الليزري "آيس سات-2" ICESat-2 الذي يسلط شعاعات مختلفة من الضوء الأخضر والتابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا". ينقل هذا القمر الصناعي نبضات ضوئية فوتونية ويحدد بدقة نقطة الانعكاس لكل فوتون يستقبله من الأرض.

"من الرائع أن يبين لنا "آيس سات-2" تفاصيل العمليات التي يشهدها الغطاء الجليدي على هذا النطاق المكاني الدقيق"، قالت الباحثة المشاركة في الدراسة هيلين أماندا فريكر، وهي خبيرة في الأنهر الجليدية في "معهد سكريبس لعلوم المحيطات".

"لما كان في مقدور مياه الجليد الذائبة السطحية على جروف الجليد أن تتسبب في انهيار الأخيرة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع مستوى سطح البحر عندما لا يعود الجليد الأرضي محجوزاً، فمن المهم أن نفهم العمليات التي تضعف الجروف الجليدية."

بينما نبه العلماء إلى عجزهم عن رد زوال البحيرة بشكل مباشر إلى أزمة المناخ العالمية، أشاروا إلى أن هذا الحدث ربما يوضح كيف أن صفائح الجليد الضخمة تتأثر بارتفاع درجات حرارة الهواء.

وقالوا إن التوقعات الخاصة بتطورات الاحترار العالمي في المستقبل ينبغي أن تأخذ في عين الاعتبار التدفقات المتزايدة من مياه الجليد الذائب إلى البحيرات العميقة المغطاة بالجليد و"التصديع المائي" للجروف الجليدية السميكة.

نُشر البحث بشأن اختفاء البحيرة في "مجلة البحوث الجيوفيزيائية " Geophysical Research Letters.

© The Independent

المزيد من بيئة