Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حق العودة" يلوح بأزمة مجددا بين الفلسطينيين وإسرائيل

أهالي حي الشرف لا يزالوا يطالبون بمنازلهم رغم مرور 50 عاماً وتل أبيب تواصل حملات الهدم وترفض الاعتراف بالوثائق

لم تمضِ إلا سبعة أشهر على احتلال إسرائيل القدس الشرقية عام 1967 حتى بادرت إلى إصدار أمرٍ باستملاك حي الشرف جنوب القدس القديمة، وطرد أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني من أهله، وإحلال مستوطنين إسرائيليين مكانهم بعد إطلاق اسم "الحي اليهودي" عليه.

ومع أن إسرائيل دمرت حي المغاربة المجاور خلال حرب عام 67 وطردت جميع أهله من الفلسطينيين، إلا أنها انتظرت حتى أبريل (نيسان) من عام 1968 حين أصدر وزير المالية الإسرائيلي حينها بنحاس سابير أمراً باستملاك 116 دونماً من أراضي حي الشرف جنوب القدس القديمة. وكان اليهود يقميون كأقلية بين الفلسطينيين في الحي منذ قرون طويلة، لكنهم تحولوا منذ أكثر من 50 عاماً إلى سكان الحي الوحيدين. وأصبح الفلسطينيون من أصحاب المنشآت التجارية في الحي عمالاً في أملاكهم عند المستوطنين اليهود، كما باتوا مستأجرين للمنازل في القدس.

ويؤكد الفلسطينيون من أهالي حي الشرف امتلاكهم وثائق رسمية عثمانية وأردنية تثبت ملكيتهم لعقاراتهم في الحي، في ظل رفض إسرائيل الاعتراف بها، وجاء استيلاء إسرائيل للأراضي تحت زعم "المنفعة العامة"، على رغم أنها خصصت لسكن المستوطنين مكان الفلسطينيين.

وتمتلك عائلات البشيتي والنمري والرصاص والنشاشيبي والدجاني والحسيني العقارات والمنازل في الحي، وأعلن بعض تلك العائلات عن أملاكهم كوقف منعاً لبيعها.

 وقال مروان البشيتي، عضو فريق متابعة وقف البشيتي، "نطالب بإخلاء منازلنا ومتاجرنا من المستوطنين، وعودتنا إليها"، وأعلن "تشكيل فريق قانوني بدعم من الرئاسة الفلسطينية لرفع قضايا في المحاكم الإسرائيلية للمطالبة بالعودة إليها".

وبحسب البشيتي، فإن إسرائيل ترفض التعامل مع وثائق العائلة التي تثبت ملكيتها لعقاراتها في حي الشرف على رغم أنها صادرة عن الطابو العثماني والتركي، معبراً عن استغرابه "من موافقة المحاكم الإسرائيلية على أوراق مزورة تدعي ملكية المستوطنين لعقارات وأراضٍ في حي الشيخ جراح بالقدس".

ولم يقتصر توجه العائلات الفلسطينية إلى المحاكم الإسرائيلية لكنها توجهت عام 2004 إلى محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة. ويقع في حي الشرف كنيس "الخراب" اليهودي المُطل على المسجد الأقصى، وبُني عام 1700، لكنه دُمر جراء زلزال في نهاية القرن التاسع عشر، قبل أن تعيد إسرائيل بناءه عام 2011.

وتقول عائلة البشيتي، إنها تمتلك وثائق تثبيت امتلاكها للأراضي المقام فوقها الكنيس. وذكر مروان، "إنه يصطحب أبناءه الصغار إلى الحي كي يعرفهم على منازل أجدادهم، ولنفي الزعم الإسرائيلي بأن "الكبار يموتون، والصغار ينسون".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما قال المستشار في الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي، إن المحاكم الإسرائيلية "باتت مكاناً لإثبات حق المستوطنين، وسرقة الأرض والعقارات الفلسطينية"، مشيراً إلى أن حي الشرف في البلدة القديمة "استولت عليه إسرائيل تحت حجة الاستفادة منها للمصلحة العامة؛ وهي أحد أدوات تحقيق الأهداف السياسية تحت إطار قانوني". وأوضح أن "المحاكم الإسرائيلية تتعامل بعنصرية مع الفلسطينيين حيث إنها؛ تقبل أوراقاً مزورة من المستوطنين لطرد الفلسطينيين من منازلهم، وترفض وثائق أصلية لإرجاع أصحابها إلى منازلهم".
ويعتبر حي الشرف المعروف حالياً بالحي اليهودي واحداً من ثلاثة أحياء موجودة في البلدة القديمة للقدس، ومساحتها 116 ألف متر مربع.

واليوم الثلاثاء هدمت إسرائيل متجراً ومنزلاً في حي سلوان بالقدس، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين أصيب خلالها 13 شخصاً واعتقل ثلاثة آخرون.

وصباح اليوم هدمت جرافة تابعة لبلدية القدس بحماية الشرطة الإسرائيلية محل جزارة للفلسطيني حربي الرجبي في حي البستان، بعد ساعات على انتهاء مهلة لأصحاب 17 منزلاً في الحي بهدم منازلهم بدعوى عدم الترخيص. كما هدمت بلدية القدس الإسرائيلية، ظهر اليوم الثلاثاء، شقة سكنية في حي سويح من بلدة سلوان، وشردت قاطنيها.

وقال نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينج، "إن نحو 20 مبنى في حي سلوان تلقت أوامر بالهدم، وهناك 60 منزلاً آخر مهدداً بالهدم تمهيداً لإقامة حديقة ومبانٍ عامة".

ويسعى المستوطنون الإسرائيليون إلى إقامة "مدينة داود" على أنقاض حي سلوان الذي يقطنه أكثر من 50 ألف فلسطيني. ويقول فلسطينيون في حي سلوان، إن من "شبه المستحيل الحصول على تصاريح بناء"، مشيرين إلى "أن الهدم يهدف إلى طردهم"، لكن كينج أشار إلى أن البلدية وافقت على بناء مئات المنازل الفلسطينية الجديدة في سلوان".

وقال فخري أبو دياب، إنه تقدم سبع مرات بطلب للحصول على تصريح إسرائيلي لتوسعة منزله في سلوان، لكنها رُفضت كلها، مشيراً إلى أن "أكثر من مئة فلسطيني قد يصبحون بلا مأوى إذا استمرت موجة الهدم الحالية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير