أعلنت الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا، الإثنين، "وقف إطلاق نار من جانب واحد" في تيغراي، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، فيما دخل مقاتلون متمردون إلى مقلي، عاصمة الإقليم، وسط احتفالات في الشوارع.
وجاء في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية ليل الإثنين أنه "تم الإعلان عن وقف لإطلاق النار غير مشروط ومن جانب واحد، اعتباراً من اليوم 28 يونيو (حزيران) الحالي".
وتحدث سكان في وسط مقلي عن رؤية قوات ترتدي زي الإقليم للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما طردتها القوات الحكومية. ووصف عدد من الشهود مشاهد احتفالات في الشوارع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه تحدث إلى رئيس الوزراء آبي أحمد وإنه "يأمل في وقف فعلي للقتال". وأضاف في بيان "من الضروري حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها، فضلاً عن إيجاد حل سياسي".
واشنطن ولندن ودبلن تطلب اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن
وطلبت الولايات المتحدة وإيرلندا وبريطانيا عقد جلسة علنية طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن تيغراي.
ورجّحت المصادر، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، أن يعقد مجلس الأمن هذه الجلسة الطارئة يوم الجمعة، علماً بأنه منذ اندلع النزاع في نوفمبر لم ينجح الغرب يوماً في عقد جلسة عامة لمجلس الأمن حول الإقليم، ذلك أن الدول الأفريقية والصين وروسيا وأعضاء آخرين في المجلس يعتبرون هذه الأزمة شأناً إثيوبياً داخلياً.
وتمثل التطورات الأخيرة نقطة تحول في النزاع المستمر منذ نحو ثمانية أشهر في تيغراي، الذي تقول الأمم المتحدة إنه تسبب في دفع 350 ألف شخص إلى حافة المجاعة.
وجاء إعلان وقف إطلاق النار في وقت دخل فيه المتمردون الذين أطلقوا على أنفسهم "قوات الدفاع عن تيغراي"، إلى مقلي، حيث رقص السكان بينما فر المسؤولون المحليون من المدينة.
استعادة مقلي
وأكد الحزب الحاكم السابق في إقليم تيغراي الإثيوبي أنه استعاد السيطرة على مقلي، عاصمة الإقليم. وقال جيتاتشيو رضا، المتحدث باسم "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" لوكالة "رويترز" عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية "مقلي عاصمة تيغراي تحت سيطرتنا".
وعلى الرغم من أن السكان لم يشهدوا اشتباكات مسلحة في وسط مقلي، فإن تطورات يوم الإثنين تأتي وسط تقارير حديثة عن تصعيد في القتال بين القوات الحكومية وقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي خارج المدينة.
وكان سكان ذكروا الأسبوع الماضي أن قوات الجبهة الشعبية دخلت بلدات عدة إلى الشمال من مقلي، غير أنها انسحبت في حالة واحدة في الأقل، في غضون ساعات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الإدارة المؤقتة غادرت
وقال مسؤول في الإدارة الإقليمية المؤقتة التابعة للحكومة لوكالة الصحافة الفرنسية، الإثنين، إن مقاتلي "قوات الدفاع عن تيغراي" دخلوا مقلي. وأفاد بأن هذه القوات "سيطرت على المدينة وشاهدتها بنفسي، لقد دخلت"، مضيفاً أن "المدينة تحتفل والجميع في الخارج يرقصون".
وذكر أن الإدارة المؤقتة التي عيّنها رئيس الوزراء الإثيوبي في تيغراي اختارت مغادرة مقلي بعدما "حاصرها مقاتلو قوات الدفاع عن تيغراي من كل الجوانب".
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لدواع أمنية، "غادر الجميع. غادر آخرهم بعد الظهر. لم تعد هناك حكومة في الإقليم". وأكد مسؤول يعمل في مجال الإغاثة مغادرة الإدارة المؤقتة.
ولم يصدر أي رد فعل بعد من قبل "قوات الدفاع عن تيغراي" على إعلان الحكومة وقف إطلاق النار.
اليونيسف تندد بالقوات الحكومية
في سياق متصل، اتهمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الإثنين، قوات الحكومة الإثيوبية بتفكيك معدات الأقمار الصناعية في مكتبها بإقليم تيغراي وانتهاك القانون الدولي الإنساني وحصانة المنظمة الدولية.
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، هنريتا فور، في بيان "نحن لسنا هدفاً ويجب ألا نكون كذلك أبداً". وأضافت "الأولوية لليونيسف في تيغراي وبأنحاء إثيوبيا هي مساعدة الأطفال الأكثر ضعفاً، لا سيما 140 ألفاً يواجهون بالفعل ظروفاً أشبه بالمجاعة، لسنا، ولا ينبغي أن نكون، هدفاً" لمثل هذه الهجمات.
وندد بالهجوم ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة. وقال دوجاريك خلال مؤتمره الصحافي إن الأمم المتحدة تدين "أي هجوم يستهدف عاملين في المجال الإنساني أو ممتلكاتهم".
وأضاف "يجب على جميع الأطراف ضمان حماية المدنيين وكل المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة".
ولم ترد المتحدثة باسم الحكومة الإثيوبية ورئيس فريق الطوارئ الحكومي المعني بإقليم تيغراي على اتصالات هاتفية ورسائل تطلب التعليق بشأن اتهامات "اليونيسف".
ويشير تحليل لوكالات الأمم المتحدة وجماعات إغاثة إلى أن أكثر من 350 ألفاً في تيغراي يعانون ظروف المجاعة في أسوأ أزمة غذاء منذ عقود. وشككت الحكومة الإثيوبية في التحليل.
ويحتاج أكثر من 5.5 مليون في تيغراي إلى مساعدات غذائية. وتفجَّر القتال في الإقليم في نوفمبر الماضي، بين القوات الحكومية و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، الحزب الحاكم السابق في الإقليم. ودخلت قوات من إريتريا المجاورة الصراع دعماً للقوات الإثيوبية.
وتسبب العنف في مقتل آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليونين على ترك منازلهم في المنطقة الجبلية.
وأبلغ مسؤول طبي "رويترز" بأن ضربة جوية أودت يوم الثلاثاء الماضي بحياة أكثر من 60 شخصاً في بلدة توجوجا، شمال غربي مقلي.
وقال الكولونيل جيتنت أدان، المتحدث باسم الجيش الإثيوبي، الأسبوع الماضي، إن المقاتلين فقط وليس المدنيين هم من أصيبوا.
وكان المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، أدهانوم غيبريسوس، اتهم السلطات في إثيوبيا الأسبوع الماضي، بمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى عشرات الضحايا الذين سقطوا خلال ضربة جوية هناك.
ولقي عاملون بمجال الإغاثة حتفهم في الصراع أيضاً.