Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"إرباك ليلي" في نابلس لإجبار الإسرائيليين على إزالة بؤرة استيطانية

فلسطينيون يشعلون الإطارات ويطلقون صفارات الإنذار لمنع تحول البيوت المتنقلة إلى أمر واقع

حوّل الفلسطينيون بؤرة "أفتيار" الاستيطانية المقامة على جبل صبيح جنوب نابلس منذ أسابيع إلى ليال صاخبة، بمكبرات الصوت وصفارات الإنذار وأشعة الليزر، في سعيهم إلى إجبار المستوطنين على إزالتها.

ولا تكاد تمر ليلة إلا وينطلق عشرات الشبان الفلسطينيين إلى محيط البؤرة الاستيطانية مشعلين إطارات المركبات، ومطلقين صفارات الإنذار وأشعة الليزر، بهدف إثارة الرعب في صفوف المستوطنين المحميين بقوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي.

وعلى الرغم من صدور قرار من وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بإزالة البؤرة قبل أسبوعين، لكنها بقيت.

ويرفع الفلسطينيون شعار "أفتيار أصبحت شحبار" في دلالة على حجم الغيوم السوداء التي يسببها حرق الإطارات، مما دفع الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى جبل صبيح والجبال المحيطة به كافة، وذلك لمنع الفلسطينيين من "مقاومتهم السلمية".

وبعد أن اعتاد الفلسطينيون منذ عقود سماع "ممنوع التجول" عبر مكبرات صوت مركبات الجيش الإسرائيلي، أصبحوا يطلقونها في اتجاه المستوطنين في البؤرة. 

30 بيتاً متنقلاً

وكان المستوطنون أسسوا قبل نحو شهرين البؤرة الاستيطانية المكونة من 30 بيتاً متنقلاً في الجبل للمرة الرابعة، وأطلقوا عليها اسم جندي في الجيش الإسرائيلي قتل في عملية مسلحة قرب حاجز زعترة العسكري قبل شهرين.

ونظم مئات المستوطنين الليلة الماضية مسيرة مشياً على الأقدام من حاجز زعترة إلى البؤرة الاستيطانية بحماية الجيش الإسرائيلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال أقل من شهرين، قتل الجيش الإسرائيلي أربعة فلسطينيين وأصاب العشرات بجروح خلال الاحتجاجات السلمية المطالبة بإزالة البؤرة في ظل مشاركة شعبية ملحوظة.

"الكل يشارك في فعاليات الاحتجاج، هذه بلدنا"، قال منير خضر أحد المشاركين في الاحتجاجات الشعبية، معبراً عن إصراره على مواصلة التحركات حتى إزالتها.

ويخشى الفلسطينيون أن تتحول البورة المؤقتة إلى مستوطنة دائمة، بخاصة بعد إيصال شبكات المياه والكهرباء إليها، إذ جرت العادة أن تبدأ إقامة مستوطنات عبر بيوت متنقلة.

تجربة "الإرباك الليلي"

وشدد رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب على أن الحركة تقف بكل قوة مساندة للاحتجاجات السلمية في جبل صبيح، مشيراً إلى أنه جرى تعميم تجربة "الإرباك الليلي" إلى مواقع أخرى في الضفة الغربية.

وكان أهالي جبل صبيح الذي تعود ملكيته لفلسطينيين من قرى قبلان ويتما وبيتا جنوب نابلس استنسخوا التجربة من الفلسطينيين في قطاع غزة، والذين بدأوا بها منذ سنوات على طول الشريط الحدودي مع إسرائيل.

"نحن نرعب المستوطنين، ونسبب لهم الإزعاج"، قال الجاغوب، مشيراً إلى أن قرار الجيش الإسرائيلي إزالة البؤرة ما هو إلا "محاولة لكسب الوقت في ظل عدم وجود جدية بتنفيذه".

ويقود الجاغوب تحركاً مع وزارة الخارجية الفلسطينية لتنظيم زيارة لرؤساء البعثات الدبلوماسية الأوروبية إلى جبل صبيح خلال الأيام المقبلة، بهدف ممارسة ضغوط على إسرائيل لإزالة البؤرة الاستيطانية.

وأشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحركات الفلسطينية في جبل صبيح، مضيفاً أنها أصبحت "نموذجاً وأيقونة للمقاومة الشعبية"، موجهاً التحية "لأهلها الذين يتصدون بصدورهم العارية للاحتلال وقطعان مستوطنيه".

وفي إشارة إلى اهتمام الحكومة الفلسطينية بالتحركات الاحتجاجية في جبل صبيح، يفتتح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية غداً الخميس امتحانات الثانوية العامة من إحدى مدارس قرية بيتا.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات