Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تنهي جولة مفاوضات تجارية ثانية مع الاتحاد الأوراسي... هل يشهد يوليو المقبل الاختراق المنتظر؟

الاتفاق يدعم منظومة التجارة البينية الإقليمية... ويوفّر فرصاً استثمارية مشتركة

وزير التجارة والصناعة المصري المهندس عمرو نصار ومفوضة الاتحاد الأوراسي (الموقع الرسمي لوزارة التجارة والصناعة)

تتطلع الحكومة المصرية إلى حسم إبرام اتفاق تجارة حرة مع دول الاتحاد الأوراسي في يوليو (تموز) المقبل، في جولة ثالثة من المفاوضات المستمرة بين الجانبين منذ 5 سنوات مضت.

الطرفان حددا موعد الجولة الثالثة من المفاوضات بعد إحراز تقدم في نقاط الاتفاق، وإبداء مرونة في نقاط الخلاف، التي ظهرت في مفاوضات الجولة الثانية، التي عقدت  في العاصمة الروسية موسكو خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي في جولة ثانية من مفاوضات وصفها ممثلو وزارة التجارة والصناعة المصرية بالجادة لإبرام اتفاق تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي.

والاتحاد الأوراسي يضم دول روسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان وبيلاروسيا (روسيا البيضاء)، ويعتبره الاتحاد الأوروبي اتحاداً موازياً له.

الجولة الثانية
الجولة الثانية من المفاوضات جاءت استكمالا لما تم خلال فعاليات الجولة الأولى، التي عقدت بالقاهرة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، ومن المقرر عقد الجولة الثالثة من المفاوضات خلال شهر يوليو (تموز) المقبل، حسب بيان وزارة التجارة والصناعة المصرية أصدرته عقب انتهاء المفاوضات.

وحضر جولة المفاوضات من الجانب المصري ماجدة شاهين، مستشار وزير التجارة والصناعة للعلاقات الدولية، وإيهاب طلعت نصر سفير مصر لدى موسكو، وناصر حامد رئيس المكتب التجاري المصري في موسكو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش زيارته  إلى العاصمة الروسية موسكو، تيجران ساركسيان، رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي، وتم الاتفاق خلال هذا الاجتماع على المضيّ قدماً في مفاوضات اتفاق تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي.

مستشار وزير التجارة المصري: المفاوضات مستمرة من 2015 ولا توجد عراقيل
وقال سيد أبو القمصان، مستشار وزير التجارة والصناعة المصري، إن المفاوضات بين مصر والاتحاد الأوراسي مستمرة منذ عام 2015، مؤكدا على استمرار جولات أخرى من المفاوضات حتى توقيع الاتفاق بشكل نهائي.

مفاوضات القاهرة والاتحاد الأوراسي بدأت مبكرا عقب تأسيس الاتحاد في سبتمبر (أيلول) 2015، حيث حضر إلى القاهرة وفد من اللجنة الفنية بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي لبدء المناقشات الخاصة بشأن إنشاء منطقة التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد.

فتح منافذ تصديرية جديدة لمصر في أوروبا
وأضاف مستشار وزير التجارة لـ"اندبندنت عربية" أن "الحكومة المصرية  تسعى إلى إنجاز الاتفاق خلال مرحلة قريبة ضمن استراتيجيتها لفتح منافذ جديدة أمام الصادرات المصرية، والتي تمتلك كافة الإمكانات التي تؤهلها لغزو المزيد من الأسواق الخارجية".

 

ولفت إلى أن هذه الجولة من المفاوضات حققت تقدماً ملموساً في عدد من الموضوعات المهمة، تضمنت التعاون الجمركي، وتسهيل التجارة البينية، والمعالجات التجارية، وقواعد المنشأ، وحقوق الملكية الفكرية، والتجارة الإلكترونية، والمنافسة ومنع الاحتكار، بالإضافة إلى التعاون الاستثماري، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك والخاصة بمنظمة التجارة العالمية.

كل طرف يبحث عن مكاسبه
وحول العراقيل في طريق إتمام الاتفاق، نفى "أبو القمصان" ذلك قائلا "الطرفان يسعيان إلى الانتهاء من المفاوضات الخاصة بإبرام اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي بنهاية عام 2019"، مرجعا طول فترة المفاوضات إلى أن كل طرف يبحث عن مكاسبه وما سيقدمه أيضا للطرف الآخر مقابل ذلك.

وزارة التجارة والصناعة أكدت، في بيان صحفي، أن هذا الاتفاق يدعم منظومة التجارة البينية الإقليمية، حيث تمثل مصر سوقا كبيرة بالنسبة إلى الدول أعضاء الاتحاد، فضلاً عن كونها محورا رئيسيا لصادرات دول الاتحاد الأوراسي للنفاذ إلى مختلف الأسواق الأفريقية والعربية والتكتلات الاقتصادية الأخرى التي ترتبط مصر معها باتفاقات تجارة حرة.

وأضافت أن دول الاتحاد تمثل نافذة متميزة للصادرات المصرية بمنطقة وسط آسيا، بالإضافة إلى إمكانية توفّر فرص زيادة المشروعات الاستثمارية المشتركة بين الجانبين، والدعم الفني الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد، ولا سيما روسيا، في مجالات حيوية بالنسبة إلى مصر بما في ذلك مجالات التجارة الإلكترونية وتطوير الاقتصاد الرقمي، متوقعة أن تسهم الاتفاقية في مضاعفة حجم التجارة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي، وخاصة زيادة الصادرات المصرية إلى دول الاتحاد.

عيسى: روسيا مؤثرة في سوق الحاصلات الزراعية المصرية
وقال علي عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين والرئيس السابق للمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إن "إبرام اتفاق تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسي سيسهم في زيادة صادرات مصر وبشكل خاص الصادرات الزراعية".

وأوضح عيسى لـ"اندبندنت عربية" أن مصر تحاول منذ تأسيس هذا الاتحاد توقيع اتفاق تجارة حرة، واستمرار المفاوضات لخمس سنوات يرجع إلى مراجعات بين الطرفين ومحاولات لإزالة نقاط الخلاف.

 

وحول أهمية هذا الاتفاق لمصر، أكد عيسى أن "أي اتفاق يضعنا على قدم المساواة مع دول أخرى مفيد بالطبع، بخاصة أن دول الاتحاد الأوراسي، وعلى رأسها روسيا، سوق كبيرة لصادرات الحاصلات الزراعية المصرية ونسعى إلي زيادات الصادرات من المنسوجات والمواد الغذائية"، لافتا إلى أنه "عند إلغاء الجمارك على هذه السلع ستكون عاملا مهما في زيادة الصادرات وجعلها أكثر تنافسية مع منتجات لدول أخرى مثل تركيا".

وكشف عيسى أن "روسيا من أكبر الدول المؤثرة في سوق الحاصلات  الزراعية المصرية، على رأسها البرتقال والبطاطس والبصل، وتعد أكبر الدول في العالم المستوردة للحاصلات الزراعية المصرية، وولوج مصر إلى هذا الاتحاد سيسهم في زيادة تلك الحاصلات".

منتدى الأعمال العربي الروسي
في أبريل (نيسان) الماضي عقد منتدى الأعمال العربي الروسي بموسكو، وأكد الدكتور خالد حنفي، الأمين العام لاتحاد الغرف العربية، خلال كلمته الافتتاحية، ضرورة العمل على تحسين سبل النقل والمواصلات لخدمة التجارة العربية الروسية وكذلك التعاون في المجال السياحي عبر إنشاء شركة عربية مشتركة للنقل، وأهمية تطوير التعاون المالي بين الدول العربية وجمهورية روسيا الاتحادية.

2.7 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا
وقال حنفي إن مصر تعد الدولة العربية الرائدة في التبادل التجاري مع روسيا، حيث بلغ التبادل التجاري بين البلدين في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2018 نحو 2.775 مليار دولار بارتفاع قدره نحو 31.5 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2017، مضيفا أن المصالح المشتركة في ظل المتغيّرات التي يشهدها العالم تحتّم العمل على بذل أقصى جهد ممكن لزيادة حجم التبادل التجاري، وتشجيع الشركات على ترويج منتجاتها بمختلف الوسائل تعزيزا للصادرات، إضافة إلى التعاون في إقامة المزيد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتنسيق الجهود بما يخدم التنمية الاقتصادية بمصر.

الاتحاد الأوراسي في نقاط
الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تم تأسيسه مطلع 2015 على أساس الاتحاد الجمركي بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، إلى أن انضمت إليه أرمينيا وقرغيزستان في السنة نفسها.

وتبلغ المساحة الإجمالية لدول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي 20.2 مليون كيلومتر مربع (14% من إجمالي يابسة العالم)، وعدد سكانها نحو 183 مليون نسمة.

وتضمن اتفاقيات الاتحاد الاقتصادي الأوراسي لجميع أعضائه حرية تنقل السلع والخدمات ورؤوس الأموال واليد العاملة وانتهاج سياسة متفق عليها في قطاعات التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل.

أبرز المعلومات عن المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي 
- الاتحاد الجمركي الأوراسي تأسس في يناير (كانون الثاني) 2010 بين بلاروسيا، وكازاخستان، وروسيا، كخطوة أولى نحو تشكيل تحالف اقتصادي على خطى الاتحاد الأوروبي.

- في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 أسست الدول الأعضاء مفوضية مشتركة لتعزيز الروابط الاقتصادية والتخطيط لتأسيس الاتحاد الأوراسي بحلول 2015.

- منذ يناير (كانون الثاني) 2012 الدول الثلاثة الأعضاء أصبح لهم فضاء اقتصادي منفرد يطلق عليه الفضاء الاقتصادي المشترك لتعزيز المزيد من التكامل الاقتصادي، كما أن المفوضية الاقتصادية الأوراسية هي وكالة تنظيمية للاتحاد الجمركي وللتجمع الاقتصادي الأوراسي.

أمريكا تعارض... وبوتين يرد
الولايات المتحدة عارضت الاتحاد الجمركي، وتراه محاولة لإعادة تأسيس الهيمنة الروسية بمفهوم الإرث السوفيتي القديم بين دول ما بعد الاتحاد السوفيتي.

شكوك الولايات المتحدة الأميركية تبدو في محلها، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة الأوراسي التي عقدت في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مدينة  بطرسبورج شمال غربي روسيا  "إن إنشاء مثل هذا البنية التحتية المعتمدة على التقنيات المالية الحديثة سيتيح زيادة استقرار أنظمة الدفع الوطنية (لدول الاتحاد) ويجعلها أقل تبعية للدولار والعملات الأجنبية الأخرى"، وأضاف "هذا يعني الارتقاء بالسيادة الاقتصادية بكل معنى الكلمة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي