Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بكين تدعو "الأطلسي" إلى الكف عن المبالغة بـ"نظرية التهديد الصيني"

الحلف يحدد لموسكو "الخطوط الحمراء" ويرص صفوفه بمواجهة الصين رغم بروز تحفظات أوروبية

اتهمت بكين حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء 15 يونيو (حزيران) الحالي، بالمبالغة في "نظرية التهديد الصيني"، والسعي إلى "خلق مواجهات"، وذلك غداة إعراب قادة دول الحلف في قمة ببروكسل عن "قلقهم" حيال الطموحات الصينية التي تشكل "تحديات لأسس النظام الدولي".

ودعت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي في بيان، الحلف الأطلسي، إلى "النظر إلى نمو الصين بعقلانية، والتوقف عن المبالغة بـ"نظرية التهديد الصيني" بأشكال مختلفة، وعدم استخدام المصالح المشروعة للصين وحقوقها القانونية كذرائع للتلاعب بسياسات المجموعة". واتهمت البعثة الحلف بالسعي إلى "خلق مواجهات بشكل مفتعل".
ورأت البعثة الصينية أن اتهامات حلف الأطلسي "افتراء على التطور السلمي الذي أحرزته الصين وسوء تقدير للوضع الدولي ودوره (الحلف)، واستمرار لعقلية الحرب الباردة". ومضت تقول، "لن نشكل تحدياً ممنهجاً لأحد، لكن إذا أراد أحد أن يشكل تحدياً ممنهجاً لنا فلن نقف مكتوفي الأيدي".
وتملك الصين رؤوساً نووية أقل بعشرين مرة مما تملكه الدول الأعضاء في حلف الأطلسي.

خطوط حمراء
وكان قادة دول الحلف الأطلسي حددوا، الاثنين، "خطوطاً حمراء" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل قمته المرتقبة مع نظيره الأميركي جو بايدن، واتفقوا خلال قمتهم السنوية التي انعقدت في بروكسل على تشكيل جبهة موحدة في مواجهة طموحات الصين المعلنة في أوروبا.

وقال بايدن في مؤتمر صحافي، إن "روسيا والصين تسعيان لزرع الشقاق في ما بيننا، لكن تحالفنا متين. حلف شمال الأطلسي موحد والولايات المتحدة عادت".

وعبر البيان الختامي للقمة عن مخاوف الحلفاء، فتضمن النص الصادر في 45 صفحة 79 نقطة في طليعتها روسيا والصين والتهديدات الجديدة في الفضاء وعلى الإنترنت والإرهاب وصعود الأنظمة المتسلطة.

وتبقى روسيا مصدر القلق الأول للحلف. وأعلن الحلفاء في البيان، أنه "ما دامت روسيا لا تظهر أنها تحترم القانون الدولي وتفي بالتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته"، لكنهم أضافوا، "نبقى منفتحين على حوار منتظم وجوهري".

قمة بايدن - بوتين

ويلتقي بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، في جنيف، في آخر محطة من جولته الأوروبية التي بدأها بقمة لمجموعة السبع في المملكة المتحدة، تلتها قمة الحلف الأطلسي، ويختتمها باجتماع مع رؤساء هيئات الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، في بروكسل.

وقال بايدن، "لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكننا سنرد إذا واصلت روسيا أنشطتها"، وتعهد بأن يحدد لبوتين خلال لقائهما المرتقب الأربعاء في جنيف ما هي "الخطوط الحمراء".

ووصف بايدن الرئيس الروسي بأنه رجل "ذكي" و"صلب"، لكنه أكد أنه يتعين على سيد الكرملين أن يدرك أن وفاة المعارض الروسي نافالني، إذا حدثت، ستكون "مأساة".

ودان بايدن "الأنشطة العدوانية لروسيا"، وشدد على وجود نية لديه ولدى الحلف الأطلسي بـ"دعم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".

تحديات الصين

كذلك باتت الصين مصدر قلق. وأكد الحلفاء أن "طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل يشكلان تحديات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن من غير الوارد الدخول في حرب باردة جديدة. وأكد الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، بهذا الصدد، أن "الصين ليست خصمنا أو عدونا، لكن علينا أن نواجه التحديات التي تطرحها الصين على أمننا".

وتابع، "نلاحظ أن روسيا والصين تتعاونان بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد العسكري. وهذا يمثل بعداً جديداً وتحدياً جدياً للحلف الأطلسي".

ونجح بايدن في "إدراج التحدي الأمني الذي تطرحه الصين" ضمن البيان، ولو أن بعض الحلفاء الأوروبيين، ولا سيما فرنسا، أبدوا تحفظات.

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحافي، إن "الحلف الأطلسي هو منظمة تعنى بشمال الأطلسي، لا علاقة للصين بشمال الأطلسي".

وتابع، "من الأهمية بمكان ألا نتشرذم"، داعياً إلى عدم الانجرار في البيان إلى تحيز ضد الصين. وقال ماكرون، إن "البيان أكبر بكثير من الموضوع العسكري... إنه اقتصادي إنه استراتيجي".

صفحة ترمب

كما أطلقت القمة مراجعة للمفهوم الاستراتيجي للحلف الذي أقر عام 2010، لتمكينه من مواجهة التهديدات الجديدة المطروحة في الفضاء وفي المجال الإلكتروني.

وطوى الحلف الأطلسي، الاثنين، صفحة دونالد ترمب، بعدما اطمأن إلى تصميم بايدن على "إعادة إحياء" تحالفات الولايات المتحدة.

الوضع في أفغانستان
وإن كان الانسحاب الأميركي من أفغانستان الذي قررته واشنطن من دون التشاور مع حلفائها قد سدد ضربة لمصداقية العمليات الخارجية للحلف الأطلسي، إلا أن الحلفاء لن يتخلوا عن هذا البلد لحركة "طالبان".

وسيتم تخصيص تمويل لضمان استمرار تشغيل مطار كابول الدولي، ما يعتبر أساسياً للحفاظ على وجود غربي في البلد. وعرضت تركيا إبقاء قوة لضمان أمنه، وبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظرائه سبل هذه المساهمة العسكرية، لكن وفق شروط.

وقال الرئيس التركي، "إذا طُلب من تركيا عدم الخروج من أفغانستان، سيكون الحصول على دعم دبلوماسي ولوجستي ومالي أميركي أمراً بالغ الأهمية".
وبحث أردوغان مع بايدن تفاصيل هذه المساهمة العسكرية.

وقال ستولتنبرغ، "يجب أن يتشاور الحلف بشكل أكبر، ويستثمر أكثر"، وأبدى الأوروبيون استعدادهم لذلك بعدما حصلوا على اعتراف بإسهامهم في الأمن المشترك.

وما زال يتحتم على الأميركيين أن يعتبروهم حلفاء "موثوقين"، علماً بأن ثماني فقط من دول الاتحاد الأوروبي الـ21 الأعضاء في الحلف الأطلسي، تفي بالتزامها بتخصيص 2 في المئة من إجمالي ناتجها القومي لنفقاتها العسكرية، وفرنسا إحدى هذه الدول، بخلاف ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

المزيد من دوليات