Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أوبك" تتمسك بتوقعات إيجابية والنفط يواصل الصعود

المنظمة رجحت ارتفاع الطلب في 2021 لكنها حذرت من ضبابية ومخاطر تحيط بمسار الجائحة

أوبك تتمسك بزيادة الطلب على النفط مع التعافي الاقتصادي (أ ف ب)

في الوقت الذي استعادت أسعار النفط تماسكها خلال التداولات الأخيرة، كشفت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" عن تمسكها بالتوقعات الخاصة بتعافي قوي للطلب العالمي على الخام خلال العام الحالي، لكنها حذرت في الوقت نفسه من ضبابية ومخاطر تحيط بمسار جائحة كورونا. وقالت "أوبك" في تقريرها الشهري، الخميس، إن الطلب سيرتفع 5.95 مليون برميل يومياً هذا العام، بما يعادل 6.6 في المئة، فيما خفضت المنظمة توقعاتها للطلب العالمي على النفط في الربع الأول من 2021 بواقع 360 ألف برميل يومياً، ورفعت توقعاتها للأرباع الثاني والثالث والرابع. وأشارت "أوبك" وفقاً لوكالة "رويترز"، إلى أن جهود "أوبك+" قادت بشكل كبير الطريق صوب إعادة توازن السوق، كما أن إنتاجها النفطي ارتفع 390 ألف برميل يومياً في مايو (أيار) إلى 25.46 مليون برميل يومياً بفضل السعودية وإيران. وتوقعت أن يرتفع نمو الإمدادات النفطية من خارج المنظمة في 2021 بواقع 130 ألف برميل يومياً إلى 840 ألف برميل يومياً، مشيرة إلى أن السعودية أبلغت المنظمة بأنها رفعت إنتاجها في مايو (أيار) الماضي بنحو 410 آلاف برميل يومياً إلى 8.54 مليون برميل يومياً.  كما توقعت المنظمة نمو الاقتصاد العالمي 5.5 في المئة في 2021، من دون تغيير عن الشهر السابق، مفترضة أن يكون تأثير الجائحة قد تم "احتواؤه بدرجة كبيرة" بحلول بداية النصف الثاني من العام الحالي. 

ضغوط جديدة 

في الوقت نفسه، كشف التقرير الأسبوعي لبنك الكويت الوطني أن أسعار النفط سجلت خلال الفترة الماضية أعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين، إذ ارتفع سعر خام "برنت" إلى أعلى مستوى الـ 70 دولاراً، وذلك بدعم المؤشرات الدالة على تسارع وتيرة نمو الطلب العالمي، في الوقت الذي ظلت فيه الإمدادات محدودة نتيجة للسياسات التي تبنتها منظمة "أوبك". وأوضح أن الجهات المنظمة لقطاع الطاقة تعمل على تعديل تقييمات نمو الطلب على النفط، مع إمكانية توجه "أوبك" وحلفائها الشهر المقبل أو نحو ذلك لاتخاذ بعض التدابير التي من شأنها منع تزايد عجز الإمدادات وزيادة ارتفاع الأسعار، كما أن التحركات الأخيرة من قبل النشطاء والمستثمرين للضغط على شركات النفط الكبرى لتبني ممارسات صديقة للبيئة وخالية من الكربون قد يكون لها انعكاسات بالغة على قطاع النفط.وعلى المدى القريب، كشف التقرير أن مخاطر أسعار النفط تميل إلى الاتجاه الصعودي، ما لم تشهد السوق انعكاساً كبيراً في اتجاهات الطلب على النفط، وهو الأمر الذي لا يجب استبعاده في ضوء استمرار الضعف الناجم عن الجائحة في الأسواق الناشئة الرئيسة مثل الهند. كما قد نشهد انتكاسة في فصل الخريف نتيجة ظهور سلالات متحورة جديدة من فيروس كورونا، لكن على المدى الطويل سيكون التحول إلى استخدام الطاقة النظيفة وتغير نمط الطلب على النفط من أهم الأمور الرئيسة التي ستحدد مسار أسعار النفط.

ارتفاع الأسعار  

وأرجع التقرير الارتفاع الأخير في الأسعار إلى الانتعاش الكبير للطلب العالمي على النفط، وإن كان بوتيرة غير متكافئة، في ظل تحسن آفاق نمو الاقتصادات الرئيسة وتوسع برامج اللقاحات، كما أدى تحسن بيانات النشاط الصناعي والإنفاق الاستهلاكي والتوظيف إلى تسارع نمو الأنشطة الاقتصادية التي أسهم في تعزيزها حزمة أميركية بمليارات الدولارات.وأدى ذلك إلى ارتفاع معدل التضخم على خلفية العوائق التي تقيد سلاسل التوريد العالمية، كما ينعكس ذلك بوضوح في تزايد أسعار السلع العالمية بنسبة 23 في المئة منذ بداية العام الحالي وبنسبة 61 في المئة على أساس سنوي. وقامت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية برفع تقديراتها لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2021 بنسبة 0.2 في المئة إلى 5.8 في المئة.

متى يعود الطلب إلى مستويات ما قبل كورونا؟ 

التقرير تطرق إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية والتي أشارت إلى إمكان عودة استهلاك النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة في غضون عام، وهو تحول جوهري مقارنة بتوقعات مارس (آذار) الماضي التي أشارت فيها إلى أن الطلب لن يتعافى على الأرجح إلى المستويات المسجلة في عام 2019 حتى 2023. فيما حذرت الوكالة من أنه إذا لم تتخذ "أوبك" وحلفاؤها خطوات نحو زيادة الإمدادات خلال الأشهر المقبلة، فسوف تتعرض السوق لمخاطر الارتفاع المفرط في الأسعار نظراً لاتساع الفجوة بين العرض والطلب. كما أشارت إلى أن إمكان عودة الإنتاج الإيراني إلى الأسواق لن تكون قادرة على سد هذا النقص. وعلى الرغم من توازن العرض والطلب على النفط إلى حد كبير في الوقت الحالي إلا أنه من المتوقع أن يتزايد العجز من جهة العرض قليلاً ليتخطى أكثر من مليون برميل يومياً خلال الربع الثالث من عام 2021 في ظل الاتجاهات الحالية، وذلك وفقاً للتقديرات التي نشرتها وكالة الطاقة الدولية ضمن تقريرها الشهري عن سوق النفط لشهر مايو (أيار) الماضي. وذكر التقرير أنه من دون تحرك "أوبك" وحلفائها لمواجهة هذا الوضع، فقد تتسع فجوة هذا النقص إلى حوالى - 2.5 مليون برميل يومياً في الربع الرابع من عام 2021، ليصل المتوسط للعام بأكمله إلى -1.1 مليون برميل يومياً، فيما يعد أقل قليلاً من تقديرات "أوبك" التي أشارت إلى وصول العجز إلى - 1.4 مليون برميل يومياً.

"برنت" يعزز مكاسبه

في سوق النفط، وخلال تعاملات اليوم، سجلت أسعار النفط نحو 72.56 دولارا  للبرميل، وذلك للعقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت، في حين سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 70.27 دولار للبرميل. وكانت تقارير إعلامية عالمية قد ذكرت مبكرا أن أسعار النفط شهدت تراجعاً  إذ أشارت البيانات إلى زيادة المخزون الاستراتيجي للوقود بالولايات المتحدة الأميركية. إلا أنها عدلت مسارها التصاعدي بعد ذلك . وكانت أسعار النفط الخام سجلت مكاسب أسبوعية هي الثانية على التوالي بختام جلسات التداول بالأسواق الآجلة الجمعة الماضية، إذ ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 3.3 في المئة، مقارنة بنهاية الأسبوع السابق، كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 5 في المئة، والتي تعد الأكبر منذ منتصف شهر أبريل (نيسان) الماضي.وربما ترجع الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط أسباب عدة، أهمها ما كشفت عنه مصادر في السوق نقلاً عن بيانات من معهد البترول الأميركي، بشأن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة التي هبطت خلال الأسبوع الماضي بينما ارتفعت مخزونات الوقود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وقالت المصادر إن بيانات معهد البترول أظهرت أن مخزونات الخام انخفضت 2.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من يونيو (حزيران) الحالي. وارتفعت مخزونات البنزين مليوني برميل في حين صعدت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 3.8 مليون برميل. وكانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية رجحت انخفاض إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام في 2021 بمقدار 230 ألف برميل يومياً إلى 11.08 مليون برميل يومياً، وهو انخفاض أصغر من تقديراتها السابقة لهبوط قدره 290 ألف برميل يومياً. ورجحت في تقرير شهري أن يرتفع استهلاك المنتجات البترولية وأنواع الوقود السائل الأخرى بمقدار 1.49 مليون برميل يومياً إلى 19.61 مليون برميل يومياً في 2021، مقارنة بتوقعاتها السابقة بزيادة قدرها 1.39 مليون برميل يومياً. فيما خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط للعام 2021 بمقدار 10 آلاف برميل يومياً إلى 5.41 مليون برميل يومياً. كما خفضت تقديراتها لنمو الطلب على النفط لعام 2022 بمقدار 90 ألف برميل يومياً إلى 3.64 مليون برميل يومياً.

المزيد من البترول والغاز