Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لارا زوجة ابن الرئيس السابق ترمب تنوي الترشح لمجلس الشيوخ

المنتجة السابقة في قناة "فوكس نيوز" تتمركز للحصول على نفوذٍ سياسي فيما العيون كلها شاخصة على بقية أفراد الأسرة

لارا ترمب شخصية مثيرة للجدل، معروفة بأفكارها ومواقفها اليمينية المتطرفة (أ ف ب)

إن كان 80 مليون أميركي الذين انتخبوا جو بايدن يأملون في تطهير حكومتنا من اسم "ترمب"، نقول لهم إن تنفس الصعداء الذي أطلقناه كلنا في 20 يناير (كانون الثاني) أي يوم تسلم بايدن السلطة، لم يكن سوى أمر سابق لأوانه.

ترسخت أسماء أولاد ترمب ووجوههم في ذاكرتنا منذ عام 2017 عندما أوكل الرئيس ترمب ابنيه البالغين دون جونيور وإريك لتولي أعماله ثم منح ابنته الكبرى إيفانكا منصباً في البيت الأبيض. وسرعان ما استُتبعت هزيمة ترمب في انتخابات عام 2020 إغلاق حسابه على إحدى أبرز منصات التواصل الاجتماعي (تويتر) على إثر حصار الكابيتول بتاريخ 6 يناير والذي شجع عليها بطريقةٍ مباشرة في تغريداته. وهذا ما جعل الرئيس السابق يدخل في غموضٍ نسبي وبدأ بنشر الخطابات الطويلة من منتجعه الخاص في مارالاغو آملاً في أن تمنح وسائل الإعلام للشخص الذي سيطر على العناوين العريضة كل يوم تقريباً من عام 2015، بعض الاهتمام الذي يتعطش للحصول عليه.

ونظراً إلى إرخاء السنين بظلالها بشكلٍ ملحوظ على الرئيس السابق السبعيني، لا يبدو أنه سيتمتع بالطاقة لخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2024 كما كان يأمل ويتوعد. بيد أن استفتاءً مبكراً جداً من أوائل عام 2020 أظهر بأن دون جونيور وإيفانكا كانا ضمن الأسماء الأربعة الأولى المفضلة للحزب الجمهوري للترشيح الرئاسي لعام 2024. ولكننا قد نرى اسماً آخر يتداول في الوسط السياسي قبيل الانتخابات النصفية عام 2022 (أي التي تُجرى في منتصف العهد) وهو اسم لارا ترمب.

بصفتها مساهمة في قناة فوكس نيوز، تحظى لارا ترمب بمنصة وطنية على أكثر القنوات الإخبارية مشاهدةً في الولايات المتحدة وغالباً ما تتم دعوتها إلى البرامج التي تُعرض في وقت الذروة للتحليل وإبداء الرأي في سياسات إدارة بايدن. وهذا ما يتيح لزوجة إريك ترمب بأن ترسي خط اتصالٍ مباشر مع ملايين الأميركيين، خصوصاً الناخبين الأساسيين في الحزب الجمهوري.

وقبل بضعة أسابيع، اشترى إريك ولارا ترمب قصراً بقيمة 3.2 مليون دولار أميركي يقع ضمن منتجع نادي ترمب الوطني للغولف في بالم بيتش في ولاية فلوريدا. وأرسى هذا الأمر رسمياً مقر إقامتها في فلوريدا مما يعني أنها تلبي كافة المتطلبات لخوض انتخابات مجلس الشيوخ بحلول عام 2022 عندما يستعد خصم الرئيس ترمب السابق ماركو روبيو لإعادة انتخابه. وعقب تقاعد السيناتور ريتشارد بور، سرعان ما سُلط الضوء على لارا ترمب كمرشحة محتملة لمجلس الشيوخ في مسقط رأسها في كارولاينا الشمالية. غير أن انتقالها حديثاً إلى فلوريدا حيث يتمتع ترمب بشعبية قد تكون بمثابة مؤشر إلى أن السيناتور روبيو سيواجه تحدياً أساسياً في الانتخابات النصفية في العام المقبل.

وتُعتبر فلوريدا الولاية المثالية ليقوم أحد أفراد أسرة ترمب بالترشح فيها للانتخابات. ففي عام 2020، هزم ترمب الرئيس الحالي جو بايدن بما يناهز 400 ألف صوت. وعندما عاد ترمب إلى مارالاغو يوم تنصيب بايدن، استُقبل موكبه بحشدٍ من المؤيدين. حتى أن دستور ولاية فلوريدا يتضمن بنداً يتيح للحاكم رون دي سانتيس – وهو مؤيد مخلص لترمب – بالتدخل في تسليم المطلوبين في حال قامت هيئة المحلفين الكبرى في نيويورك بإدانة الرئيس الخامس والأربعين في تحقيق جنائي جارٍ (من شأن قانون فيدرالي ودستور الولايات المتحدة أن يبطلا مثل هذه المحاولة). بالتالي، عندما نجمع ولاء فلوريدا لعائلة ترمب مع ارتباط لارا ترمب المباشر بالعائلات الجمهورية في فلوريدا من خلال "فوكس نيوز"، نجد أنه من السهل للغاية على لارا أن تهزم ماركو روبيو في الانتخابات الأولية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهر أحدث استطلاع لعام 2022 بأن روبيو قد يكون ضعيفاً في خوض الانتخابات الأولية. ووجد استفتاء أجرته مؤسسة ماسون- ديكسون للاستطلاع والاستراتيجيا (Mason-Dixon Polling and Strategy) في مارس (آذار) 2021 أن 46 في المئة من سكان فلوريدا سيصوتون لإعادة انتخاب روبيو، في حين أن 40 في المئة لن يقوموا بذلك. وبينما لا يزال من المبكر الاستفتاء في سباق مجلس الشيوخ 2022 في فلوريدا ومعرفة نتائجه (مع الإشارة إلى أن روبيو لم يتقدم للترشح لولايةٍ ثالثة بعد كما أن أحداً من الديمقراطيين لم يترشح في وجهه)، من المنطقي القول إن لارا ترمب ستحظى بدعم والد زوجها وتصبح منافسة رئيسية مباشرة في حال أعلنت خوضها حملة للترشح لمجلس الشيوخ. وبالنظر إلى آرائها اليمينية المتطرفة، لا شك أن دخولها إلى مجلس الشيوخ الأميركي سيشكل كارثة للبلاد.

ففي عام 2019، وصفت قرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عام 2015 باستقبال اللاجئين القادمين من الشرق الاوسط "بأحد أسوأ الأمور التي حصلت لألمانيا". وفي عام 2020، دعمت لارا ترمب حملة الكونغرس الفاشلة التي قادتها مؤيدة نظرية المؤامرة لورا لومر التي وصفت نفسها بأنها "فخورة بأفكار الإسلاموفوبيا". كما اعتبرت لومر بأن عمليات إطلاق النار في المدارس في باركلاند وفلوريدا وسانتا في وتكساس كانت منظمة.

لا تزال عائلة ترمب تتحكم بزمام الحزب الجمهوري كما بدا جلياً من خلال إطاحة ليز تشيني من منصبها القيادي في الكونغرس. وأدى ذلك إلى مرضٍ عميق في الحزب الجمهوري، إذ وجد استطلاع حديث بأن 53 في المئة من الجمهوريين يعتقدون أن دونالد ترمب هو الرئيس الحقيقي ويعتبر 56 في المئة بأن انتخابات عام 2020 "طُبعت بالتصويت غير القانوني" على الرغم من إقرار مسؤولي إدارة ترمب بأن الانتخابات "كانت الأكثر نزاهة في التاريخ الأميركي".

في حال أراد الأميركيون التخلص بالكامل من عائلة ترمب والعقلية "الترمبية" المنافية للمنطق والتي تسمم الديمقراطية، نحن بحاجة إلى البقاء متيقظين في استحقاقات العامين 2022 و2024.

كارل جيبسون هو صحافي مستقل وكاتب عمود. تابعوه على تويتر @crgibs

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات