Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وثيقة تدعي إعداد الرئيس التونسي انقلابا

اعتبرت حركة "النهضة" وحلفاؤها في الحزام السياسي للحكومة الأمر خطيراً

الرئيس التونسي قيس سعيد (رويترز)

من عاصمة الضباب لندن، سرب موقع إخباري على علاقة بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وثيقة قال إنها من مصالح الرئاسة في تونس، وادعت أن الرئيس قيس سعيد يعد لانقلاب على المؤسسات الحاكمة اعتماداً على نصوص تضمنها الدستور عام 2014، كان لحركة "النهضة" الدور الرئيس في صوغه. واعتبر الدستور في حينها الأفضل، بحسب تصريحات أعضاء المجلس التأسيسي.

الفصل 80 من الدستور

وتتحدث الوثيقة المسربة عن تدابير مشروع انقلاب ينفذه الرئيس بمعية جهاز الأمن الرئاسي بحسب الفصل 80 من الدستور الذي يعطي لرئيس الجمهورية الحق في حال وجود خطر داهم مهدد لكيان الوطن وأمنه واستقلاله اتخاذ تدابير تفرضها تلك الحالة. هذا الفصل الذي تطالب أحزاب عدة رئيس الجمهورية بتطبيقه جراء الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة في تونس، تسبب عند نشر الوثيقة المزعومة بردود فعل غاضبة ومتشنجة من أحزاب الحزام السياسي لحكومة هشام المشيشي، وبتأييد عدد من أحزاب المعارضة، وبارتياح شعبي، بحسب عدد من المراقبين.

 

 

والوثيقة التي قيل إنها مسربة من مكتب مديرة ديوان الرئيس ناديه عكاشه، ختمت بعبارة "سري مطلق"، وكتبت على ورق عادية ولا تحمل علامة رسمية، ويعود تاريخها إلى 13 مايو (أيار) الجاري، وتتحدث عن تدابير يتخذها رئيس الجمهورية، منها دعوة خصومه السياسيين إلى القصر الرئاسي والإعلان عن الخطة بوجودهم، مع عدم السماح لهم بالمغادرة. وفي الوقت ذاته، سيُقبض على عدد من السياسيين ورجال الأعمال.

تشابه أسماء

ونشر موقع "ميديل إيست أي" المقرب من الإخوان المسلمين الوثيقة المسربة التي أثارت الاستغراب، خصوصاً أن اسم مدير الموقع هو ديفيد هيرست. وإذ اعتقد كثيرون أنه الإعلامي البريطاني المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، لفت الصحافي جمال العرفاوي في مقال إلى أن مدير الموقع شخص آخر وليس الإعلامي البريطاني الشهير. وكتب إنه تشابه أسماء وأن مدير الموقع شاب مقيم في لندن بينما هيرست يبلغ من العمر 86 سنة. وهو ما أكده الإعلامي التونسي ماهر عبد الرحمن، في تدوينة أشار فيها إلى الفارق بين شهرتي الشاب والصحافي المخضرم.

وارتبط اسم الموقع الذي نشر الوثيقة، في السابق، بعدد من الروايات الخاصة بدعم حركة "النهضة" والحركات الإسلامية في المنطقة. وينزع الكاتب السياسي رياض جراد الصدقية عن الموقع، ويعتبره "بوقاً للإخوان، وسبق أن أجرى في فبراير (شباط) الماضي حواراً مع راشد الغنوشي". ووصف جراد المقالات التي ينشرها الموقع عن تونس بأنها "بروباغندا مفضوحة ومكشوفة، ومن يتابع ما ينشره يعرف حجم الأكاذيب التي يبثّها لتشويه خصوم النهضة ومن يعادي جماعات الإسلام السياسي".

"النهضة"... تسريبات خطيرة

من جهتها، اعتبرت حركة "النهضة" وحلفاؤها في الحزام السياسي للحكومة التسريب خطيراً. وقال عماد الخميري، رئيس كتلة الحركة في مجلس نواب الشعب، أن ما نشرته بعض وسائل الإعلام من وجود دعوات إلى الانقلاب على الدستور وإجهاض الديمقراطية والانفراد وجمع السلطات في يد شخص واحد هو رئيس الجمهورية يجب حمله على محمل الجد وعدم التهاون في التعامل معه ومع هذه المعطيات المسربة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف الخميري أن هذا الحديث استمعنا إلى من يردده في البرلمان وفي الجلسة العامة، والدعوات الانقلابية تحت مسمى تفعيل الفصل 80 من الدستور رددها بعض النواب  في وسائل الإعلام وفي البرلمان وفي رسائل مفتوحة إلى رئيس الجمهورية، ومن يدعو إلى هذا الخيار أو يحرض عليه يريد الدفع بالبلاد نحو المجهول بضرب وحدة الدولة والمساس بأمنها واستقرارها.

لكن القيادي في حركة "النهضة"، عبد اللطيف المكي، اعتبر أن الوثيقة المسربة خالية من أي إشارة تدل على علاقتها برئاسة الجمهورية، والأفكار الموجودة في الوثيقة معروف من يروج لها من السياسيين.

وقال إن تناقص حماسة بعض الأطراف السياسية للحوار الوطني الذي اقترحه اتحاد الشغل مرده إلى انشغالها بأفكار أخرى تحاول أن تورط فيها رئيس الجمهورية، ولن يكون هناك حل إلا عبر الحوار تحت سقف المصلحة الوطنية ومنهج الاستفادة من كل الآراء المطروحة من دون شروط مسبقة.

قضية ضد مديرة الديوان الرئاسي

وتقدّم النائب عن ائتلاف "الكرامة" سيف الدين مخلوف بشكوى جزائية أمام وكيل الجمهورية في المحكمة الابتدائية في تونس، ضد المدعوة نادية عكاشة وكل من يكشف عنه البحث من أجل ارتكاب جريمة التآمر لتبديل هيئة الدولة.

وائتلاف "الكرامة" شريك حركة "النهضة" في دعم الحكومة وأحد ألد خصوم الرئيس قيس سعيد، وقد شن هجوماً عنيفاً ضد مؤسسة الرئاسة واتهمها بالإعداد للانقلاب.

الأمن الرئاسي يستنكر

واعتبر جهاز أمن رئيس الجمهورية، الذي أشارت الوثيقة المسربة إلى دور له في عملية تنفيذ الانقلاب، إلى أن ما نُشر تضمن مغالطات في شأن الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية تدخل في بوتقة المس من هيبة السلك ومبادئ الشرف والحياد والأمانة، وأن ذكر أسماء ضباط وقادة للجهاز يعتبر ضرباً وكشفاً لمعلومات سرية خطيرة.

وقال الملحق الدبلوماسي في رئاسة الجمهورية وليد الحجام إن هناك استهدافاً واضحاً لرئاسة الجمهورية، فاستهداف مديرة الديوان الرئاسي والمدير العام لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية هو استهداف للرئيس والرئاسة وتونس، وهذا الاستهداف أصبح ممنهجاً، نافياً كل ما جاء في الوثيقة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي