النفط يواصل حصد المكاسب بدعم مخاوف تعطل الإمدادات

واصلت أسعار النفط مكاسبها خلال تعاملات الاثنين، مع تزايد حالة التفاؤل بشأن انتعاش الطلب العالمي على الوقود، بدعم رفع قيود الإغلاق في الاقتصادات الكبرى، وارتفاع معدل التطعيم.  وحسب محللين في شؤون النفط، فإن الأسعار استفادت أيضاً من تفاقم مخاوف الإمدادات بسبب إمكانية تعطل الإنتاج في خليج المكسيك، بسبب الظروف الجوية غير المواتية، وكذلك المفاوضات غير الحاسمة بين إيران ووكالة الطاقة الذرية حتى الآن. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يوليو (تموز) بنسبة 1.7 في المئة بما يعادل 1.13 دولار، إلى 67.57 دولار للبرميل، بينما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي بنسبة 1.71 في المئة، تعادل 1.15 دولار إلى 64.67 دولار للبرميل.  وأنهت الولايات المتحدة أول أسبوع منذ يونيو (حزيران) 2020، دون أن تتجاوز إصابات "كورونا" مستوى 30 ألف إصابة، كما تواصل الوفيات في أوروبا في الانخفاض، ما يعطي مؤشراً على تعافي الطلب على الوقود. 

 عاصفة المكسيك والخسائر

وكانت أسعار النفط العالمية ارتفعت أكثر من اثنين في المئة، الجمعة، بعد 3 أيام متتالية من الخسائر، مدفوعة بعاصفة تتشكل في خليج المكسيك. وختم خام برنت القياسي، تسليم يوليو، آخر جلسات الأسبوع مرتفعاً 1.33 دولار بما يعادل 2.04 في المئة، ليغلق عند 66.44 دولار، وصعد "غرب تكساس الوسيط" الأميركي تسليم يوليو 1.64 دولار، أو 2.65 في المئة، ليسجل 63.58 دولار للبرميل.  وكان المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة قد قال، إن فرص تحول عاصفة تتشكل فوق غرب خليج المكسيك إلى إعصار تصل إلى 40 في المئة خلال اليومين المقبلين. 

توقعات بارتفاع خام برنت لـ80 دولاراً

في الوقت ذاته توقع بنك الاستثمار الأميركي، "غولدمان ساكس"، أن ترتفع أسعار خام برنت القياسي إلى 80 دولاراً للبرميل في الربع الرابع من عام 2020، معللاً ذلك بأن السوق لم تحسن تقدير التعافي في الطلب، وذلك حتى مع الاستئناف المحتمل لإمدادات النفط الإيراني. وقال البنك في مذكرة حديثة، "تظل المبررات لارتفاع أسعار النفط كما هي بالنظر للارتفاع الكبير في الطلب مع توسع نطاق التحصين من "كوفيد-19" في مواجهة إمدادات لا تتسم بالمرونة".

وأوضح أن افتراض عودة الصادرات الإيرانية في يوليو، لا يمنع أن أسعار برنت ما زالت بصدد الوصول إلى 80 دولاراً بحلول الربع الرابع من العام الحالي. ورجح البنك أن يقوم تحالف "أوبك+"، بتعويض أي زيادة في إنتاج إيران من خلال وقف زيادة إنتاجها لمدة شهرين في النصف الثاني من عام 2021، ما يساعد في تعويض التأثير الهبوطي الملحوظ للأسعار في السوق الفعلية بعد الإفراج عن مخزون النفط الإيراني. وكانت أسعار النفط تراجعت الأسبوع الماضي بعد أن قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن الولايات المتحدة مستعدة لرفع العقوبات على قطاعات بلاده النفطية والمصرفية والمرتبطة بالشحن. وأشار بنك الاستثمار الأميركي، أن تعافي الطلب في أسواق الدول المتقدمة سيعادل أثر الضربة التي تلقاها الاستهلاك أخيراً بسبب الجائحة، وما استتبعه ذلك من بطء محتمل في التعافي في جنوب آسيا وأميركا اللاتينية، وتوقع نمو الطلب العالمي بمقدار 4.6 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام، وأغلب الزيادة مرجح حدوثها في الأشهر الثلاثة المقبلة.  ونوه البنك إلى تحسن الطلب بدعم رفع القيود وعودة الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا، مع تسارع وتيرة توزيع اللقاحات. 

تسعير خام دبي 

على صعيد آخر، قالت دائرة شؤون النفط في حكومة دبي، الاثنين، إن الإمارة حددت الفارق الرسمي لخامها، إلى العقود الآجلة للخام العماني لشهر أغسطس (آب) عند خصم 0.20 دولار للبرميل. وحسب ما نقلته وكالة "رويترز"، يُطبق فرق السعر على متوسط التسويات اليومية لعقد أقرب استحقاق للخام العماني تسليم أغسطس في نهاية يونيو، لتحديد سعر البيع الرسمي لخام دبي تحميل أغسطس.