Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع الأعمال العسكرية في غزة

معلومات عن التوصّل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس برعاية مصرية

تتضارب المعلومات في شأن الأعمال الحربية الإسرائيلية الفلسطينية في غزة، ففيما تنقل مصادر فلسطينية مطلعة لـ"اندبندنت عربية" معلومات تفيد باقتراب التوصّل إلى اتفاق يوقف العمليّات العسكرية برعاية مصرية، لا تُخفي مصادر فلسطينية صعوبة التفاوض وربما تأخر التوصل إلى حل. وتكشف المصادر عن اشتراط إسرائيل وقف مسيرات العودة وغيرها من الأعمال الفلسطينية لوقف أعمالها الحربية في غزة، في مقابل مطالب فلسطينية بوقف إسرائيل العديد من إجراءات الحصار على غزة.

يأتي ذلك بعد تراجع الأعمال الحربية التي استمرت لثلاثة أيام سقط خلالها نحو 23 قتيلاً فلسطينيّاً، و4 قتلى في الجانب الإسرائيلي.

وكان، قبل ساعات، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية أوعز إلى الجيش الإسرائيلي بمواصلة الضربات والاستعداد للمراحل المقبلة.

في الأثناء قررت وزارة الطاقة الإسرائيلية وقف إمدادات الغاز الطبيعي بشكل مؤقت من حقل تمار البحري نظراً لتصاعد أعمال العنف في غزة.

وتتلقى إسرائيل معظم إمداداتها من الغاز الطبيعي من تمار الذي يقع قبالة الساحل جنوبي لإسرائيل.

ومع استمرار إسرائيل في قصف غزة رداً على إطلاق صواريخ من القطاع الخاضع لسيطرة حماس، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لممارسة "أعلى درجات ضبط النفس".

وأفاد بيان للأمم المتحدة أن غوتيريش "يدين بأشد العبارات إطلاق الصواريخ من غزة إلى إسرائيل وخصوصاً استهداف مراكز تجمع المدنيين".

ودعا جميع الأطراف "إلى ممارسة أعلى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد فورا والعودة إلى التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال الأشهر الأخيرة".

وقال البيان إن مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف "يعمل من قرب مع مصر وجميع الأطراف المعنيين لإعادة الهدوء".

وجددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الأحد دعوة الاتحاد إلى "التوقف فوراً" عن إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، محذرة من الدخول في "نزاع مفتوح".

وفي حين تستمر المواجهات لليوم الثاني على التوالي بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة، "أكدت موغيريني تمسك الاتحاد الأوروبي بأمن إسرائيل".

وكانت المتحدثة باسمها دعت السبت إلى وقف فوري لاطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل.

وكتبت موغيريني في بيان "هذه الهجمات تسبب معاناة للإسرائيليين ولا تخدم سوى العنف المستمر والنزاع المفتوح".

أضافت أن "تصعيداً جديداً قد يعكس العمل لتخفيف معاناة شعب غزة الذي يدفع ثمناً غالياً أصلاً مع تساقط عدد كبير من الضحايا".

وتعتبر موغيريني أن هذا التصعيد "يعرض أكثر للخطر الحلول الطويلة الأمد التي ستستلزم عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وضمانات أمنية ذات مصداقية لإسرائيل".

وقالت إن "الاتحاد الأوروبي يكرر التأكيد أنه يدعم دون لبس جهود مصر والأمم المتحدة لخفض حدة التوتر في غزة ويتوقع من الجانبين التعاون معه لعودة الهدوء".

وعبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، عن "إدانته الشديدة" لإطلاق الصواريخ "من غزّة"، مشدداً على ضرورة "توقّف" العنف الذي أدّى منذ السبت إلى مقتل أربعة أشخاص من الجانب الإسرائيلي و23 من الجانب الفلسطيني.
وكتب ماكرون على تويتر أنّ "فرنسا تدعم وساطة الأمم المتحدة ومصر"، مضيفاً "أؤكّد مجدّداً حقّ إسرائيل في الأمن وشرعيّة تطلّعات الشعب الفلسطيني".

ارتفاع عدد القتلى

وقُتل نحو 23 فلسطينيّاً، بينهم طفلة ووالدتها الحامل، وجرح حوالي 100 شخص، منذ صباح يوم السبت، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وقال مسؤولون في غزة إن القصف الجوي الإسرائيلي وقذائف المدفعية قتل 27 شخصاً بينهم 14 مدنياً.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن عضوين في الحركة قُتلا في غارة إسرائيلية، فجر الأحد. وكان الجيش الإسرائيلي قصف، السبت، موقعاً تابعاً لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر الحركة.

في المقابل، قُتل 4 إسرائيليين، جراء سقوط صواريخ على مدينة عسقلان، وفق ما أفادت الشرطة الإسرائيلية ووسائل إعلام الأحد.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس إن إسرائيل مستعدة لتكثيف هجماتها، مشيراً إلى أن حركة الجهاد الإسلامي كانت تحاول زعزعة استقرار الحدود. واتهم كونريكوس حماس بالتقاعس عن كبحها. إذ بدأ التصعيد يوم الجمعة، وفق الرواية الإسرائيلية، عندما أطلق قناص من حركة الجهاد الإسلامي النار على قوات إسرائيلية عبر الحدود، ما أسفر عن إصابة جنديين إسرائيليين.

وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية إغلاق معابر البضائع والأفراد مع قطاع غزة ومنطقة الصيد البحري، رداً على إطلاق الصواريخ.


غارات ليلية ورفع حالة التأهب

شنّت طائرات الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات ليلية على مناطق متفرقة في قطاع غزّة، استهدفت أراضي زراعية ومناطق خالية، وبعض المواقع العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية، على رأسها مراصد ومواقع تدريب تابعة لـ "حماس"، أسفرت عن وقوع ثلاث إصابات بين المدنيين.

ورفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب على الحدود مع غزّة، وقرر رئيس الأركان أفيف كوخافي، تعزيز القوات قرب غزة، خلال الأسبوعين المقبلين، جراء توتر الأوضاع الأمنية، وأمر بتقليص التدريبات، وإعطاء الأولوية للنشاطات العسكرية. وأغلق الجيش الإسرائيلي مناطق وطرقات محاذية للسياج الأمني مع غزة، وكذلك شاطئ زيكيم المحاذي للقطاع من الجهة الشمالية، وفتحت بلديات مستوطنات "غلاف غزة"، الملاجئ أمام المستوطنين، بعد سماع دوي صفارات الإنذار.

ردّ فلسطيني

رفعت غرفة العمليات المشتركة، التي تتضمن الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، حالة الجاهزية للرد على التصعيد الإسرائيلي. وأطلقت الفصائل الفلسطينية أكثر من 150 قذيفة صاروخية، خلال نصف ساعة، في اتجاه مدينة عسقلان (تبعد عن قطاع غزّة نحو 20 كيلومتراً)، وعشرات المستوطنات الإسرائيلية (تبعد أكثر من 40 كيلومتراً). وبحسب الإعلام العبري فإن منظومة "القبة الحديد" اعترضت كل الصواريخ التي أُطلقت من القطاع، وسُمعت صفارات الإنذار في معظم مستوطنات "غلاف غزة"، ونزل المستوطنون إلى الملاجئ القريبة. وحمّلت "حماس" إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا التصعيد والاعتداءات التي تستهدف المواطنين والمتظاهرين السلميين. وقالت إنّهم لن يسمحوا "باستمرار نزيف الدم الفلسطيني واستمرار حصار قطاع غزّة".

في السياق، أكّد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم أنّهم يستندون في التصدي للعدوان الإسرائيلي إلى الحق المشروع بالدفاع عن النفس، "لا يمكن التنازل عن هذا الحق طالما لم يتوقف العدوان وينتهي الحصار"، مشدداً على أنهم "مستعدون للرد على العدوان وجرائم الاحتلال بحق المواطنين، ومقاتلونا مستعدون لكل السيناريوات".

 

انهيار التفاهمات

وبينما تحدثت معلومات عن أن مصر طالبت ​إسرائيل​ رسمياً بوقف الضربات الجوية على ​قطاع غزة​، دعت الحكومة الفلسطينية الأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لوقف "عدوان الاحتلال الاسرائيلي، على أهلنا في قطاع غزة"، وأكدت في بيان أنها تنظر "بخطورة بالغة للتصعيد الإسرائيلي المتدحرج ضد أهلنا في قطاع غزة، وما نجم عنه من استهداف للمدنيين العُزل، وضرب للبنية التحتية لإبقاء القطاع في حالة إرباك دائم بهدف إعاقة جهود إعادة الإعمار وتعطيل إطلاق المشاريع التنموية لمساعدة أهلنا في القطاع".

ويرى مراقبون أن التصعيد جاء للضغط على إسرائيل للعودة إلى التفاهمات التي انهارت، بعدما قلّصت البحرية الإسرائيلية مساحة إبحار الصياد الفلسطيني إلى 6 أميال، بدلاً من 15 ميلاً، وكانت "اندبندنت عربية" نشرت تقريراً مفصلاً حول انهيار التفاهمات بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية.

الولايات المتحدة تدين صواريخ غزة

دانت الولايات المتّحدة إطلاق صواريخ من قطاع غزّة باتّجاه إسرائيل، معبّرةً عن دعمها "حقّ" الإسرائيليّين في الدفاع عن أنفسهم، وفق ما أعلنت وزارة الخارجيّة الأميركيّة السبت.

وقالت المتحدّثة باسم الخارجيّة مورغان أورتاغوس "تدين الولايات المتحدة بشدّة استمرار الهجمات الصاروخية التي تشنّها حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني من غزّة على المدنيّين الأبرياء" في إسرائيل.

وأضافت "ندعو المسؤولين عن هذا العنف إلى وقف هذا العدوان فوراً". وتابعت "نحن نقف إلى جانب إسرائيل ونؤيّد بالكامل حقّها في الدّفاع عن النفس ضدّ هذه الهجمات البغيضة".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط