Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سريلانكا تحذر من اعتداءات جديدة

كشفت السلطات الأمنية عن تلقيها معلومات حول تخطيط متطرّفين لشن هجمات على جسور في العاصمة

عنصر من الجيش السريلانكي يحرس معبد القديس أنطوني في العاصمة كولومبو (أ.ف.ب)

لا تزال سريلانكا تعيش تداعيات التفجيرات الدامية، التي وقعت يوم أحد الفصح في 21 أبريل (نيسان) الماضي، حاصدةً 275 قتيلاً. إذ حذّرت السلطات السريلانكية من وقوع مزيد من الهجمات الإرهابية، كاشفةً عن تخطيط مسلمين متطرّفين لشنّ هجمات على جسور في العاصمة كولومبو.

وأوضحت الشرطة، الخميس 3 مايو (أيار)، أنّها لم تتمكّن من توقيف العديد من مخطّطي اعتداءات الفصح، مؤكّدة في الوقت ذاته أنّها أصدرت أوامر إلى مراكزها في أنحاء العاصمة بنشر أعداد إضافية من العناصر الأمنية، وأنّها طلبت من سلاح البحرية نشر مزيد من السفن في الأنهر، وذلك عقب تسريبات لتقارير استخباراتية للشرطة تحذّر من تهديد بالهجوم على جسور في كولومبو.

الجيش يكثّف انتشاره وعمليات التفتيش

الجيش السريلانكي، بدوره، أنشأ مركز قيادة متخصصاً بتنسيق العمليّات ضد الإرهابيين. وأعلن أنّه سينشر مزيداً من الجنود للقيام بعمليات تفتيش، قائلاً في بيان إنّه "يواصل مع الأجهزة الشقيقة عمليات إغلاق وبحث واسعة في أنحاء البلاد بالتعاون مع الشرطة، بحثاً عن إرهابيين ومخابئ ومتفجرات وأسلحة وغيرها من المعدات القتالية... من خلال نشر مزيد من الجنود بحسب الضرورة".

تزامناً، ذكرت مصادر رسمية أنّ جنوداً قاموا بعمليات تفتيش خلال الليل وصادروا متفجّرات وأسلحة في العديد من المواقع، على الرغم من أنّها تعود إلى عصابات إجرامية وليس لإرهابيين.

سيطرة أمنية "أفضل"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أعلن الوزير المتحدّث باسم الحكومة راجيثا سيناراتني أنّ السلطات تلقّت معلومات عن محاولة مجموعة صغيرة من المتشدّدين شنّ مزيد من الهجمات، مؤكداً النجاح الكبير لحملة القمع التي انطلقت ضدّ المتطرّفين عقب اعتداءات الفصح. وأشار إلى أنّه "لا يمكننا القول إنّ التهديد انتهى لكنّنا نسيطر على الوضع... بشكل أفضل ممّا توقّعنا".

وكشف سيناراتني أنّ الأقلية المسلمة في البلاد ساعدت السلطات على العثور على المتطرّفين في الأسابيع التي أعقبت الاعتداءات، قائلاً إنّهم "قدّموا الكثير من المعلومات". وأضاف أنّ الحكومة لا تزال تبحث عن "أربعة إرهابيين" طلقاء متورّطين في الاعتداءات.

وبعدما اعترفت سريلانكا بفشلها في اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي التفجيرات الدامية، إذ تلقّت أجهزة استخباراتها تحذيرات حول الاعتداءات، تتلقّى كولومبو اليوم مساعدة دولية من أجهزة استخبارات أجنبية لمكافحة الإرهاب. وقال سيناراتني "تلقّينا مساعدة خارجية من الولايات المتحدة وبريطانيا والهند. كما عرضت دول أخرى خدمات استخباراتية".

إلغاء قداديس الأحد

أعلنت الكنيسة الكاثوليكية في سريلانكا، الخميس، إلغاء قداديس يوم الأحد للأسبوع الثاني على التوالي، على ضوء معلومات حول "تهديد محدّد" ضدّ كنيستين على مشارف العاصمة. كذلك، تأجّلت إعادة فتح المدارس الكاثوليكية إلى يوم الإثنين المقبل، بعدما كان مقرّراً أنّ تستأنف عملها بعد عطلة الفصح، على أن يتمركز ضابط واحد على الأقلّ أمام كلّ مدرسة لحماية الأطفال، وفق وزارة التعليم. 

وكان الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا رجّح عقب الاعتداءات وجود 140 إسلامياً من ذوي التوجّهات الإرهابية في البلاد، آمراً قوات الأمن بتعقّبهم. ومنذ ذلك الحين تشنّ السلطات الأمنية عمليات إغلاق وبحث في جميع أنحاء سريلانكا، معتقلةً المئات للتحقيق معهم.

واتّهمت السلطات "جماعة التوحيد الوطنية" بالوقوف وراء اعتداءات الفصح، بينما أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن العملية الإرهابية، كاشفاً ولاء الجماعة له.

مواقع التواصل وسيلة تجنيد الإرهابيين

أفادت معلومات قدمتها شخصيات من الأقلية المسلمة في البلاد إلى الشرطة، أن زهران هاشم، مدبّر الاعتداءات، استخدم مواقع التواصل الاجتماعي للدعوة إلى قتل غير المسلمين، وعمل على مدى أشهر في غرف الدردشة الخاصّة عبر الإنترنت لإقناع ستّة شباب بتفجير أنفسهم.

وقال محقّق في جهاز الشرطة أنّ هاشم، الذي فجّر نفسه في فندق ضمن سلسلة تفجيرات أحد الفصح، أقنع الشقيقين إلهام وإنشاف إبراهيم بتمويل الاعتداءات والمشاركة فيها، مرجحاً استخدامه وسائل كيوتيوب وفيسبوك لتلقين المجنّدين عقائدياً.

وكانت جماعات إسلامية معتدلة عديدة حذّرت السلطات الأمنية في البلاد من ممارسات هاشم المتطرّفة ودعواته العلنية إلى قتل غير المسلمين، إلا أنّ تحذيراتها لم تلق اهتماماً جدياً ولم تؤخذ أي إجراءات بحقّ هاشم.

وقال زعيم "جماعة التوحيد السيلانية" المعتدلة ر. عبد الرازق "طلبنا من أجهزة الاستخبارات إغلاق صفحة زهران (هاشم) في فيسبوك لأنّه كان يسمّم عقول السريلانكيين المسلمين"، مضيفاً "قيل لنا إنّه من الأفضل السماح له بامتلاك صفحة لتتمكن السلطات من مراقبة أنشطته".

ويعتقد محقّقون أنّ المجموعة استخدمت الرسائل الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل بعيداً من أنظار السلطات.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات