Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إدارة السعودية لحشود الحج والعمرة تلهم الإسرائيليين بعد حادثة "جبل ميرون"

"هآرتس" أكدت أن السعوديين استثمروا في البنية التحتية ولم يركنوا للمبررات الغيبية

حشود الحجاج في مكة المكرمة خلال موسم 2019 قبل جائحة كورونا (رويترز)

على وقع حادث التزاحم الذي حصل في مناسبة دينية يهودية، أسفر عن مقتل 45 شخصاً خلال مناسبة في جبل ميرون في شمال إسرائيل، بدأت وسائل إعلام إسرائيلية ودولية أيضاً تضع عملية إدارة الحشود في إسرائيل على طاولة التقييم.

ووصف المسؤولون الإسرائيليون ما حدث والذي لم تتضح أسبابه بعد، بأنه واحدة من "أفظع الكوارث" في تاريخ الدولة العبرية.

هذا النوع من الحوادث هو أمر دارج في المناطق التي تشهد شكلاً من أشكال السياحة الدينية، ومواسم الحج الجماعي في أوقات وأماكن محددة، وهو ما دفع صحيفة "هآرتس" العبرية بأن تضع تجربتها في مقارنة مع تجارب السعودية في تنظيم حج بيت الله الحرام.

ليست مسؤولية الله

لم تستسغ الصحيفة توصيف الحاخام يتسحاق باتزري للحادثة بكونها "تضحيات لأجل الله"، التي قالت إنها ليست حصراً بإسرائيل، فالخطابات الدينية عادة ما تلقي مسؤولية سقوط ضحايا في مواسم أو مواقع مقدسة على "الله الذي يريد أن يختبر عباده المؤمنين". إلا أن هذا التبرير المريح لم يمنع السعوديين من إيجاد حل بعيداً من الأسباب الغيبية.

إذ استعرضت سجل حوادث التزاحم والقتلى في مواسم الحج طيلة العقود الماضية، التي واجهتها الرياض بالاستثمار في البنى التحتية للمشاعر المقدسة بعيداً من المسؤولية الغيبية.

وأشارت إلى أن "واحدة من أكثر الأحداث المأساوية خلال الحج ما حدث في سبتمبر (أيلول) 2015، عندما قتل 107 أشخاص، وأصيب حوالى 400 عندما انهارت رافعة عملاقة في الحرم المكي، وتلى ذلك حادثة التزاحم في منى الذي أودى بحياة 760 شخصاً في ذلك الوقت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أن السلطات السعودية وفق الصحيفة لم تلق مسؤولية تلك الحادثتين على "يد الله"، بل أتبعتها بخطوات عملية قادتها إلى استثمار مليارات الدولارات في تحسين البنية التحتية، وتوسيع طرق الوصول وترتيبات السلامة، وإدارة الحشود في الحج، "قامت بتركيب آلاف الكاميرات على طول طرق الحج، إضافة إلى مئات الرشاشات للمساعدة في الحفاظ على برودة الناس في ظل الحرارة الحارقة، يتم تجنيد الآلاف من المشرفين والشرطة والمسؤولين والمرشدين كل عام لتوجيه الحجاج وفحص ظروف السلامة على الطرق".

وأضاف "يتم إنشاء عيادات مؤقتة في مخيمات المشاعر المقدسة الضخمة، التي تأوي حوالى مليوني حاج يأتون كل عام، وتمنح حصص صارمة من مقاعد الحج لكل بلد، ولا يمكن لمن ليس لديهم تصاريح رسمية دخول المناطق المقدسة وإلا ستتم معاقبته لخرقه القانون، فضلاً على تطبيق إجراءات تتبع مثل إعطاء الحجاج أساور لمعرفة مواقعهم، وتصميم تطبيقات لتوضّح لهم مساراتهم المحددة".

جدل الوباء

سقوط ضحايا جراء التزاحم لم يكن الجدل الوحيد الذي أثير في إسرائيل، فقد سبق الحادثة نقاش حول سلامة إقامة الطقس المقدس ذي الأعداد الكبيرة والمكتظة في مثل هذه الظروف الصحية.

وسلط التقرير على الإجراءات الجريئة التي اتخذتها السعودية في ظل هذا التحدي، بعد أن قررت عدم السماح لحجاج الخارج بالقدوم في عام 2020، إضافة إلى أنها "صاغت قواعد ولوائح جديدة تحد من عدد الحجاج وتطلب من كل فرد تقديم شهادة صحية تثبت خلوه من الفيروس".

ويتساءل كاتب التقرير عما يمنع دولة متقدمة تقنياً كإسرائيل، من تأمين وتنظيم موسمها المقدس أسوةً بالتجربة الشرق أوسطية المجاورة، ويضيف "لا أحد يطلب من تل أبيب أن تبني أنفاقاً كتلك التي في منشأة الجمرات، ولا أحد يريد منها تجهيز أساور تتبع إلكترونية متطورة، كل ما هو مطلوب إدارة بسيطة وأساسية، تتمثل في تنظيم الطرق ووضع حواجز للفرز، تأسيس آلية مسبقة للتسجيل ومنح المسجلين تذاكر لتتمكن السلطات من مراقبة أعداد الأشخاص الذين يدخلون لإدارة الحشود بشكل جيد، مع استثمار صغير في البنية التحتية أقل بكثير مما يفعل السعوديون".

وتتولى السعودية بصفتها موقع مكة المكرمة والمدينة المنورة تنظيم الحج والمواسم الإسلامية، وتستثمر في منشآت المشاعر المقدسة والحرمين مئات المليارات بشكل مستمر، إذ تنوي تطويرها لتكون قادرة على استقبال 30 مليون معتمر وأكثر من 5 ملايين حاج سنوياً بحلول 2030.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط