Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نقص الأوكسجين في المستشفيات يثير المخاوف في تونس

عملية نقل ثلاثين مريضاً مصاباً بفيروس كورونا من أحد المستشفيات تتسبّب بجدل واسع

تحذير من تدهور الوضع في تونس في حال تواصل عدم التزام المواطن بقواعد الصحة (رويترز)

أثارت عملية نقل ثلاثين مريضاً مصاباً بفيروس كورونا، من المستشفى الجامعي الهادي شاكر في صفاقس إلى المستشفى العسكري الميداني، بسبب نقص في الأوكسجين، جدلاً واسعاً في تونس، حول مدى توافر هذه المادة الحيوية في المستشفيات.

تضاعف نسب استهلاك الأوكسجين

وأقر مدير الهياكل الصحية في وزارة الصحة، نوفل السّمراني، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، بصعوبة الوضع، بسب الضغط المتزايد على المستشفيات وعلى استهلاك الأوكسجين، مشيراً إلى أن نسبة استهلاك هذه المادة تضاعفت نحو أربع مرات خلال أبريل (نيسان) 2021، مقارنة مع الاستهلاك العادي.

وأضاف، "كنا في السابق نستهلك قرابة 60 ألف لتر من الأوكسجين في اليوم، على مستوى وطني، لكن حالياً تجاوزنا 160 ألف لتر في اليوم".

وأشار إلى أن "المزودين تجاوزوا طاقة الإنتاج، ولجأو إلى استيرد الأوكسجين من أوروبا وبيعه لوزارة الصحة".

وحذر السّمراني من أن استيراد الأوكسجين من الخارج يواجه صعوبات بسبب تفضيل عدد من البلدان الإبقاء على إنتاجها من أجل تأمين طلبات المرضى من مواطنيها، لافتاً إلى تنامي الطلب العالمي على الأوكسجين مقابل انخفاض المعروض منه في ظروف الجائحة.

وكشف أن وزارة الصحة أنشأت "خلية أزمة" لمتابعة وضعية الأوكسجين في المستشفيات، مضيفاً أن "الحل بيد المواطن من خلال الالتزام بالقواعد الصحية".

وأكد السّمراني أنه تم توزيع عدد من آلات الأوكسجين على المستشفيات، للتخفيف من الضغط، كما تم توجيه الأوكسجين الصناعي، إلى القطاع الطبي، علاوة على تكثيف استيراد هذه المادة.

وحذر من تدهور الوضع في حال تواصل عدم التزام المواطن بقواعد الصحة، لافتاً إلى أن امتلاء أسِرة الإنعاش والأوكسجين بنسبة ثمانين في المئة. علماً أن لدى تونس اليوم 360 سرير إنعاش، بعدما كانت قبل الوباء في حدود 93 سريراً.

الحاجة تضاعفت ست مرات

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في غضون ذلك، أكد الدكتور أمان الله المسعدي، عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، أن حاجة المؤسسات الاستشفائية العمومية  للأوكسجين تضاعفت ست مرات، مضيفاً أن نقص هذه المادة في صفاقس، يمكن أن يتكرر باعتبار أن الوضع الوبائي يتفاقم يومياً. ولفت إلى نقص في الإطارات الطبية وشبه الطبية في أقسام الإنعاش، وأن الأطباء وصلوا إلى درجة كبيرة من الإرهاق.

وأكد أن معدل الوفيات بسبب فيروس كورونا مرتفع جداً، ويعادل 88 حالة وفاة لكل مئة ألف، واصفاً الوضعية الوبائية بالكارثية.

ويذكر أن الوضعية الصعبة للأوكسجين في المستشفيات، ظهرت إثر زيادة حالات العدوى بالسلالة البريطانية التي رُصدت الحالة الأولى من الإصابة بها في تونس في الثاني من مارس  (آذار) 2021.

نقص الأوكسجين وليس نفاده

ومن جهته، أكد المنسق الجهوي لـ"مسلك كوفيد" بالجهة، الدكتور سمير كمون، في تصريح صحافي، أن المصالح الصحية بالجهة، اضطرت إلى نقل المرضى بسبب النقص في مادة الأوكسجين وليس نفادها.

وأفاد والي (محافظ) صفاقس أنيس الوسلاتي، أن "عملية نقل المرضى تمت على ما يرام، وبسلاسة وبمتابعة وإعداد مسبقين"، مضيفاً أن "إدارة المستشفى والطبيب المنسق اختارا نقل المرضى لتخفيف الضغط على استهلاك المخزون الاستراتيجي من الأوكسجين". ودعا إلى "عدم التهويل والمغالطة".

وكان عدد من الأطباء في مستشفى الهادي شاكر أطلقوا صيحة فزع، وتحدثوا عن حالات خطيرة تتطلب الأوكسجين.

وقد استلمت تونس، الجمعة 30 أبريل 2021، ثلاث شحنات أوكسجين من الجزائر تبلغ 180 ألف لتر، على أن تستورد كميات أخرى خلال الفترة المقبلة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي