Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الخيامية" تراث مصري يزدهر في رمضان ويقاوم الاندثار

تقع أشهر أسواقه في القاهرة القديمة ويطوره الفنانون ليناسب روح العصر الحديث

تحد كبير تواجهه الحرف التراثية ما بين التمسك بهويتها وما بين العمل على إدخال تصميمات معاصرة تتناسب ذوق المستهلك (اندبندنت عربية)

مع شهر رمضان من كل عام المرتبط بطقوس احتفالية متعددة تميزه في مصر، يكثر الإقبال على شراء المنتجات ذات الطابع الإسلامي لتزيين المنازل والمطاعم والمتاجر وإضفاء أجواء رمضانية ينتظرها الناس كل عام.

وتعد الخيامية واحدة من الحرف والفنون التراثية التي ترتبط عند المصريين بشهر رمضان ويكثر الطلب عليها فيه. وفي شارع الخيامية في القاهرة القديمة، وتحديداً في منطقة الغورية بالقرب من باب زويلة ومنطقة تحت الربع، نشأت سوق الخيامية منذ زمن بعيد واشتقت اسمها من صناعة الخيام التي كان يشتهر بها العصر الإسلامي، بخاصة عصر الفاطميين والمماليك.

ولا تزال السوق محافظة على هويتها وصناعة الخيامية بكل ما دخل إليها من تطور، حيث أصبحت لا ترتبط بالقماش التقليدي واللوحات المصنوعة يدوياً فحسب، إنما أصبحت تستخدم في العديد من قطع الديكور العصرية وفي السنوات الأخيرة، صنعت منها فوانيس رمضان.

يقول كريم خلف، أحد الفنانين القائمين على صناعة الخيامية، "بدأ حبي لهذا المجال منذ أن كنت في سن السابعة، فكنت أتوجه إلى مشغل جدي وسط كبار فناني الخيامية في هذا الوقت، وتعلقت كثيراً بهذا الفن وكانت لدي رغبة كبيرة في تعلمه. فهو متوارث في عائلتنا كما في كثير من العائلات التي تعمل فيه، فالخيامية فن مصري أصيل وهناك مناطق متعددة في القاهرة تضم ورشاً لتصنيعها، إلا أن أشهرها على الإطلاق هي منطقة الخيامية في القاهرة القديمة".

ويضيف "شارع الخيامية من المناطق الثرية بالتراث الإسلامي بشكل عام، ومنذ زمن طويل اشتهر بخروج قافلة منه كانت تعرف بالمحمل وتحمل كسوة الكعبة في حدث سنوي فريد"، مشيراً إلى أنه يزدهر في رمضان "بشكل كبير لارتباطه بالتراث الإسلامي والموتيفات الإسلامية فيكثر الطلب عليها بأشكالها المختلفة".

 

مراحل تنفيذ القطعة

كشأن أي حرفة تراثية، تحتاج القطعة الفنية إلى وقت وصبر وإخلاص من القائم على تنفيذها لتخرج في أفضل صورة، وهي تمر في مراحل متعددة حتى تصل إلى شكلها النهائي.

يقول خلف "تمر القطعة بعدة مراحل حتى تصل إلى شكلها النهائي. في البداية، يرسم التصميم على باترون ثم يتم قص الموتيفات التي تم رسمها واختيار الأقمشة والألوان المناسبة والمتناسقة مع بعضها، ومن بعدها يقص القماش على شكل الموتيفات المطلوبة، ومن ثم يتم تركيبها باستخدام الغرز المعروفة مثل الغرزة السحرية، غرزة التشطيب، أو رجل الغراب لتعطي الشكل النهائي للقطعة".

ويضيف "تختلف الفترة الزمنية التي تحتاجها القطعة باختلاف حجمها والتصميم، فهناك تصميمات بسيطة وأخرى معقدة وتنفذ بحجم كبير، بالتالي تأخذ وقتاً أطول. وبشكل عام، فن الخيامية يحتاج إلى جهد وصبر لتخرج القطعة بشكل مميز يبهر كل من يراها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الجمع بين القديم والمعاصر

تحد كبير تواجهه الحرف والصناعات التراثية ما بين التمسك بهويتها وشكلها التقليدي وما بين العمل على إدخال تصميمات وأشكال معاصرة لتتناسب مع طبيعة الحياة وذوق المستهلك، بخاصة من الأجيال الجديدة. فكيف يتعامل فنانو الخيامية مع هذا الأمر؟

يقول خلف "لا بد أن يعمل فنان الخيامية على الجمع بين الاثنين، فينفذ التصميمات التقليدية المتعارف عليها والتي لا يتوقف الطلب عليها باعتبارها الأساس الذي يرتبط في أذهان الناس، وفي الوقت نفسه يعمل على تصميمات حديثة تواكب العصر وتناسب ذوق المستهلك، فكل منهما له من يطلبه".

ويضيف "أبرز التصميمات المتعارف عليها في فن الخيامية هي الموتيفات الإسلامية باختلاف أشكالها والتصميمات على شكل زهرة اللوتس، إضافة إلى التصميمات المستوحاة من الحضارة الفرعونية".

الحفاظ على التراث

يحمل القائمون على مثل هذا النوع من الفنون التراثية مسؤولية كبيرة ليس في إنتاج قطع فنية تعكس الثقافة والحضارة المصرية فحسب، وإنما في العمل على الحفاظ على هذه الحرف لتبقى مستمرة باعتبارها جزءاً من إرث ثقافي يواجه شبح الاندثار.

ويقول خلف "الحفاظ على مثل هذه الحرف ينبغي أن يتم وفق محورين أساسيين. الأول هو محاولة تطويرها بإدخال تصميمات وألوان وقطع عصرية تناسب ذوق الناس حالياً، ويمكن تطويعها لتخدم احتياجاتهم وتتوافق معها، والثاني هو العمل على تعليم هذه الحرفة لآخرين وعدم احتكارها من قبل القائمين عليها حتى يكون لها امتداد واستمرارية ولا تندثر بمرور الزمن".

ويضيف "قمت بالفعل بتدريب الكثيرين على فن الخيامية في العديد من ورش العمل بعضها بشكل شخصي وبعضها بالتعاون مع جهات حكومية، ويمكن لأي شخص تعلم هذا الفن بشرط أن تكون لديه الرغبة والصبر على تنفيذ القطع".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات