Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 6 أسباب تجعل من القديس جورج رمز التعدد الثقافي

هل تظنون أن مار جوارجيوس شفيع إنجلترا فقط؟ أعيدوا النظر في الأمر

فتاة ترتدي زي القديس جورج في يوم تكريمه بإنجلترا بمانشستر (غيتي)

تحول القديس جورج إلى رمز للوطنية في إنجلترا، إلا أن هناك بعض الأسباب الوجيهة التي تجعلنا نرى في حياته وسيرته ما يمثل قيماً لعقيدة أكثر تسامحاً: التعددية الثقافية.

أصوله توحي بأسمى درجات التعدد الثقافي

يعتقد معظم المؤرخين أنه ولد في البلد حيث تقع اليوم تركيا، لعائلة يونانية. وأدى الخدمة العسكرية في جيش "مدينة- دولة" إيطالية، وفي نهاية المطاف، توفي في فلسطين. وكان والداه، على الرغم من تحدثهما اللغة اليونانية، يتحدران، تباعاً، من كبادوكيا في وسط تركيا، ومن فلسطين. إذن، فإن إرث القديس جورج يوحي بأعلى درجات التعدد الثقافي التي كان يمكن تصورها في العالم الكلاسيكي.

كان مهاجراً

تنقل جورج بين البلدان سعياً وراء فرصة عمل، وهاجر على الأرجح من كبادوكيا إلى فلسطين كي يتولى وظيفة حارس في قصر الإمبراطور دقلديانوس. وكذلك تنقل القديس بين أقاليم الإمبراطورية الرومانية الشاسعة كما يتنقل اليوم العمال اليدويون المهرة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سعياً وراء وظائف أفضل.

نشر خلال أسفاره أفكاراً دينية جديدة

على مدى قرون تعبدت الإمبراطورية الرومانية لآلهتها الوثنية المحلية. إلا أن جورج حقق شهرته آنذاك لنشره دينه الأجنبي، الشرق أوسطي، في أوساط الحضارة الغربية. ويعتقد أنه تمكن من إقناع الإمبراطورة ألكسندرا في روما، باعتناق الديانة الجديدة والمتوسعة آنذاك، المسيحية. تلك الديانة التي راحت تنتشر في أنحاء الإمبراطورية إلى أن جرى، في النهاية، تبنيها رسمياً. ومعظم الدول التي خلفت الإمبراطورية الرومانية في أوروبا، ما زالت إلى اليوم دولاً مسيحية.

قديس وشفيع لأمكنة متعددة كثيرة

القديس جورج ليس قديساً شفيعاً لإنجلترا وحسب. بل إنه أيضاً قديس شفيع لبلغاريا، وفلسطين، وإثيوبيا، واليونان، ولتوانيا. كذلك يمكن القول، إنه القديس الشفيع الأبرز لجورجيا، حيث يُحتفى بـ"يوم القديس جورج" مرتين في السنة. وكان مؤرخو ورواة القرون الوسطى اعتبروا أن اسم هذا البلد (جورجيا)، مشتق من اسم القديس جورج.

كان جندياً متفانياً في سبيل قيام دولة أوروبية كبرى متعددة الثقافات

من موقعه كجندي في الجيش الروماني كان جورج يحارب نصرة لدولة كبرى، تغطي مجمل أنحاء أوروبا، اشتهرت بالسماح لسكانها في الاحتفاظ بتقاليدهم وثقافاتهم المحلية. وفي روما، عاصمة الإمبراطورية، كان ثمة بريطانيون يختلطون مع اليونانيين وجماعات من فلسطين وبلاد الغال. إذ طالما بقي الولاء للإمبراطور، كان في وسع التقاليد الدينية والثقافية المحلية الاستمرار، والاندراج ضمن ثقافات الإمبراطورية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جرى اضطهاده من قبل أناس لم يتحملوا دينه الأجنبي (المختلف)

تعرض القديس جورج، جراء كونه مهاجراً من أبناء ديانة أجنبية، لتمييز واضطهاد شديدين من قبل السلطات الرومانية، التي كانت تزداد خشية من انتشار المسيحية. وخلال أدائه عمله في موطنه الجديد آنذاك، تعرض القديس لنكسة إثر إعلان قانون جديد يسمح بتضييق الخناق على الجنود المسيحيين، وذاك أدى إلى اعتقال الجيش الروماني له وطرده. وقد أعلن جورج اعتراضه على ذلك الأمر، فجرى سجنه وتعذيبه، وإعدامه جزاء أفكاره الأجنبية. ويمكن القول إنه لو كان الحال في الإمبراطورية الرومانية أكثر انفتاحاً في مسألتي التسامح والتعدد الثقافي، لما قاسى القديس جورج ما تعرض له.

المقالة نشرت في الأصل بشهر أبريل 2016.    

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات