Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف هوت المراهنات والمضاربات بسعر بيتكوين؟

هبوط بنسبة 17 في المئة في ثلث ساعة كشف مدى هشاشة العملات المشفرة

سعر بيتكوين تضاعف ثلاث مرات العام الماضي 2020 (أ ف ب)

على الرغم من أن التذبذبات الهائلة في أسعار العملات المشفرة ليست بالأمر الجديد، إلا أن هبوط سعر "بيتكوين" بنسبة 20 في المئة الأسبوع الماضي، فتح الباب أمام تفسيرات وتحليلات متباينة، وتناولت تحليلات أسباب تقنية مفصلة كشفت مدى هشاشة العملات المشفرة كأصل رقمي استثماري، وأرجعت الهبوط الأخير إلى المضاربات في مشتقات "بيتكوين" الاستثمارية بخاصة من المتعاملين الأفراد.

وسبق أن شهدت "بيتكوين" أكثر من ارتفاع وانهيار في سعرها في السنوات الخمس ما بين انتشارها وبداية منحى الصعود في عام 2017. لكن سعرها تضاعف ثلاث مرات العام الماضي 2020، ومنذ بداية العام تضاعف سعرها مرتين.

ويوم الأحد الماضي، 18 أبريل (نيسان)، وخلال 20 دقيقة فقط، هوى سعر "بيتكوين" بنسبة 17 في المئة، وبنهاية الأسبوع، يوم الجمعة، هبط سعرها لفترة دون 50 ألف دولار، بعدما كان تجاوز 64 ألف دولار في 14 أبريل، أي انخفاض بنسبة نحو 20 في المئة.

غسيل الأموال

وفي تحقيق موسع نشرته "وول ستريت جورنال" السبت، يقول مايكل أوليفر من شركة "مومنتم ستراكتشرال أنالاسيز" للأبحاث، إن الارتفاع الأخير في سعر "بيتكوين" كان يحمل معه جرس الإنذار، ومنذ تخطى سعرها عتبة 60 ألف دولار في شهر مارس (آذار)، وارتفاع السعر يتباطأ بشدة، وتتم التعاملات في هامش ضيق، ويضيف أوليفر، أن تلك كانت إشارة على أن منحنى الارتفاع يمكن أن ينعكس إلى هبوط، "نعتقد أن بيتكوين انقصم ظهرها في الوقت الحالي".

ويخلص تقرير "وول ستريت جورنال" إلى أن الفورة الأخيرة في سعر "بيتكوين" قد انتهت، ويضيف أن ذلك يظهر مدى هشاشة العملات المشفرة كأدوات استثمارية، وبحسب شركة "كوين ماركت كاب" لمعلومات السوق عن العملات المشفرة، خسرت تلك العملات ما يصل إلى 220 مليار دولار في غضون ساعة، يوم الأحد فقط.

ومن بين الأسباب التي طرحت لهذا الانهيار المفاجئ والسريع في سعر "بيتكوين" إشاعة بدأت على موقع التواصل "تويتر"، وتناقلتها بعض وسائل الإعلام، تقول، إن وزارة الخزانة الأميركية تستعد لاتهام بعض المؤسسات المالية بتهم استخدام التعامل في العملات المشفرة بغرض غسيل الأموال، ورفضت وزارة الخزانة التعليق على الموضوع بالسلب أو الإيجاب.

تسييل مراهنات

أيا كان السبب المباشر الذي أدى إلى عمليات البيع المكثفة، بالتالي بداية انهيار سعر "بيتكوين"، فإن ما زاد الضغط على الأسعار نزولاً هو قيام شركات تداول العملات المشفرة بتسييل كثير من المراهنات على مشتقات "بيتكوين"، بخاصة تلك التي قام بها متعاملون أفراد مستفيدين من إغراءات المراهنة والمضاربة التي توفرها تلك الشركات.

وغالباً ما تقوم شركات تداول مشتقات "بيتكوين" أوتوماتيكياً بتسييل المراهنات المستفيدة من إغراءات المضاربة فور هبوط السعر، وأدى ذلك إلى فقدان بعض المتعاملين الأفراد كل استثماراتهم في لحظة ومن دون سابق إنذار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولأن معظم شركات التداول والاستثمار في العملات المشفرة لا تخضع لإجراءات مراقبة ومعايير أداء صارمة، تقوم بعضها بتوفير إغراءات لزبائنها للمضاربة على العملات المشفرة، على سبيل المثال، توفر شركات التداول للمستثمرين الأفراد ميزة استخدام مقدم نقدي بسيط للقيام بمضاربات كبيرة الحجم، وتصل تلك الإغراءات إلى حد 125 مقابل واحد لبعض العقود الآجلة، يعني ذلك أن بإمكان المتعامل استخدام 80 سنتاً فقط للتعامل في "بيتكوين" بنحو 100 دولار.

في المقابل، فإن الشركات التي تخضع لمعايير هيئات الأوراق المالية وأسواق المال بشكل مشدد لا تسمح للمتعامل بأقل من 38 دولاراً كمقدم نقدي ليستطيع المضاربة بنحو 100 دولار.

ولتفادي مزيد من الخسائر، تقوم الشركات بتسييل تلك المراهنات فوراً، وهو ما يؤدي إلى الضغط مجدداً على السعر، وهذا ما حدث قبل أسبوع مع "بيتكوين"، وتنقل "وول ستريت جورنال" عن كريس زولك رئيس العمليات الدولية لوحدة العملات المشفرة في شركة "دي آر دبليو هولدنغ" قوله، "هناك احتمال كبير لسلسلة من عمليات التسييل المتتالية التي تحدث على مدار الساعة بشكل مستمر".

مع ذلك، خسرت شركات تداول العملات المشفرة أكثر من 10 مليارات دولار، وبالطبع خسر المتعاملون الأفراد أضعاف ذلك، ووصلت خسارة البعض إلى محو كل ما لديهم من مراكز مراهنة على "بيتكوين" بالكامل.

تراجع التداولات

أغلب ما جرى كان في المضاربات على مشتقات "بيتكوين" التي تشجع شركات العملات المشفرة زبائنها من المتعاملين الأفراد عليها، أما عمليات تبادل هذه العملة المشفرة نفسها، التي غالباً ما تتم من قبل مديري الأموال المهنيين، فتراجعت بالفعل في الربع الأول بشكل طفيف.

وبحسب تقرير من شركة "كريبتو كومبير" للأبحاث، انخفضت الأصول من "بيتكوين" التي يديرها مديرو الصناديق المالية بنسبة 4.5 في المئة في شهر أبريل مقارنة مع شهر مارس لتصل إلى 56 مليار دولار.

وقد لا يعني هذا التذبذب استبعاد الاحتمالات بالارتفاع مجدداً، فقد سبق وقدرت بنوك استثمارية وشركات أبحاث ارتفاع سعر "بيتكوين" إلى ما بين 300 و400 دولار في المدى المتوسط، لكن هذا التذبذب يظل مؤشراً مهماً على مدى هشاشة العملات المشفرة، بخاصة أنها حتى الآن يتم التعامل بالقدر الأكبر منها من قبل مستثمري التجزئة الذي يميلون للمضاربات والمراهنات.

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية